الخميس 9 مايو / مايو 2024

مفاوضات نووية "مشحونة" بالترقب.. هل تنفذ واشنطن وتل أبيب التهديد؟

مفاوضات نووية "مشحونة" بالترقب.. هل تنفذ واشنطن وتل أبيب التهديد؟

Changed

عاد المفاوضون الإيرانيون وممثلو الدول الكبرى في الاتفاق النووي إلى قاعة التفاوض، في ما وُصِفت بالفرصة الأخيرة لإنقاذه وبعث الحياة فيه مجدّدًا.

في فيينا، وفي أجواء مشحونة بالترقب، تتساقط بغزارة الأسئلة عن أفق الجولة السابعة من المفاوضات حول الاتفاق النووي التي استؤنفت مجدّدًا من دون أن تفتح أفقًا لتوافق سهل بين إيران ومن يفاوضها.

إلى قاعة التفاوض، عاد المفاوضون الإيرانيون وممثلو الدول الكبرى في الاتفاق النووي لبدء جولة جديدة، يبدو أنّها تشكّل الفرصة الأخيرة لإنقاذه وبعث الحياة فيه مجدّدًا، كما تؤكد التصريحات الأوروبية.

لكن، في الوقت الذي تنتظر فيه إيران الرد على مسودتين قدمّتهما للعودة إلى الاتفاق، تنتظر واشنطن في المقابل التصعيد في مواجهة احتمال فشل المفاوضات في فيينا عبر تشديد العقوبات على طهران أو عبر الاقتراب من الموقف الإسرائيلي الداعي لمواجهة إيران عسكريًا.

إزاء ذلك، تُطرَح مجموعة من علامات الاستفهام، فهل ستتمكن الأطراف المجتمعة من تحقيق اختراق في هذه الجولة؟ وهل تنجح إسرائيل في ضغوطها على واشنطن لتصعيد ضد إيران في حال فشلت المفاوضات؟

"النهاية" كما تريدها تل أبيب

قال الإيرانيون إنّهم عادوا إلى المفاوضات حول الاتفاق النووي بحسن نيّة، لكن ما تراه طهران جدية، يصفه الأميركيون والأوروبيون بأنه أقلّ من المطلوب.

ففي طهران، ومنذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق، تغيّر الكثير: حكومة جديدة أكثر محافظة وقدرات نووية أكبر، لكنّ الحل والعقدة ما زالت هي نفسها: رفع العقوبات، كل العقوبات. وفي عيون الإيرانيين، ما زالت أميركا على النهج ذاته، في عهد دونالد ترمب كما في عهد جو بايدن.

أما في البيت الأبيض، فتختار واشنطن بنفاد صبر لغة أبعد عن الدبلوماسية وأقرب إلى التهديد. هكذا فُسّرت على الأقلّ الرسائل الأخيرة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن، كما يُفهَم أيضًا إيحاء الأميركيين والإسرائيليين بأنّهم قد ينتقلون من التهديد إلى التنفيذ.

وسط ذلك، يلتقي وزير الدفاع الإسرائيلي بنظيره الأميركي لترتيب مناورات تحاكي الهجوم على منشآت نووية إيرانية. باختصار، تبدو تلك النهاية التي تريدها تل أبيب لطموح إيران النووي، لكنه الخيار الذي تخشاه واشنطن.

بايدن "يريد" أن تنجح المفاوضات مع إيران

برأي أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن نبيل ميخائيل، فإنّ الرئيس الأميركي جو بايدن يريد أن تنجح المفاوضات مع طهران.

ويوضح ميخائيل في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، أنّه "حتى لو أصدر الرئيس جو بايدن قرار وقف التفاوض مع إيران، فهو سيلمح في الوقت نفسه إلى أن هناك فرصة للتفاوض مع الجمهورية الإسلامية في وقت لاحق".

ويذكّر بأنّ الرئيس بايدن هاجم الرئيس السابق دونالد ترمب واتهمه بارتكاب خطأ جسيم أضعف فيه الأمن القومي الأميركي حين انسحب من الاتفاق النووي، "وبالتالي، إذا انسحب بايدن من المفاوضات مع إيران، فهو يعترف بصحّة موقف ترمب، وهذا بعيد المنال".

ويعرب ميخائيل عن اعتقاده بأنّه سيكون هناك اتفاق محدود مؤقت بين إيران والولايات المتحدة في محصلة للمفاوضات في فينيا، لكنه لن يكون اتفاقًا نهائيًا. ويشير إلى أنّ الولايات المتحدة سترفع بعض العقوبات، لا كل العقوبات، المفروضة على طهران.

الأجواء "إيجابية" رغم "الشحن الإعلامي"

في المقابل، يدعو رئيس تحرير جريدة الوفاق مختار حداد إلى الفصل بين الأجواء الإعلامية التي يتمّ تسريبها، وحقيقة ما يدور عمليًا في المفاوضات.

وفيما يعتبر في حديث إلى "العربي"، من طهران، إلى أنّ الجانب الغربي هو الذي يقود "مفاوضات الإعلام"، إن جاز التعبير، يشدّد على أنّ "كلّ الشحن الإعلامي" الذي تمّ في الأيام الماضية لم يؤثر، حيث كانت الجلسة الافتتاحية الخميس "إيجابية".

ويوضح أنّه تمّ التوصل في هذه الجلسة إلى تفاهم في بعض الأمور الخلافية، كاشفًا عن أمر إيجابي آخر حصل بالتزامن مع الجولة، وتمثل في توصل إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى اتفاقيات مهمة سيُعلَن عنها قريبًا، "وهذا أمر إيجابي جدًا".

ويكشف من جهة ثانية، أنّ إيران قدّمت مسودة خاصة بالعقوبات وأخرى خاصة بالقضايا النووية، "وإذا تمّ الاتفاق حول هاتين المسودتين ستقدّم إيران مسودتين أخريين واحدة حول الضمانات وأخرى حول التحقق منها".

"حرب ناعمة" يشنّها الغرب على إيران؟

أما أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر حسن البراري، فيلفت إلى أنّ الجانب الإيراني يريد رفع العقوبات لأنه يعتقد أن الغرب يشنّ ضده حربًا ناعمة من أجل تقويض الدعم الشعبي للنظام من خلال عقوبات الحد الأقصى.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من الدوحة، إلى أنّ إيران لا تثق بالغرب ولا تثق بالولايات المتحدة، "ولذلك وضعت شروطًا من بينها تحويل هذا الاتفاق إلى اتفاقية بمعنى أنّ الرئيس القادم لا يستطيع التراجع عنها إلا بتصويت ثلثي الكونغرس الأميركي".

ويلفت إلى أنّ "إسرائيل وبايدن يعتقدان أن سياسة الضغط الأقصى لم تثمر"، مشيرًا إلى أنّ "ترمب انسحب من الاتفاق ليدفع إيران إلى التوقيع على اتفاق جديد يعالج الهواجس الإسرائيلية، لكن ذلك لم يحصل، حتى إن الجانب الإسرائيلي توصل إلى نتيجة أن هذا الانسحاب من الاتفاق حسّن موقع إيران النووي".

ويشدّد على وجوب أخذ كلام الخيارات الأخرى على محمل الجد، قائلًا: "بدأنا نلمس خططًا أميركية إسرائيلية لتحريك المنطقة، ولو كانت إسرائيل عاجزة عن ذلك بمفردها، إذا لم تدخل واشنطن على خط المسار العسكري".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close