الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

مفاوضات وضغوطات على وقع المعارك.. الهجوم الروسي مستمر في أوكرانيا

مفاوضات وضغوطات على وقع المعارك.. الهجوم الروسي مستمر في أوكرانيا

Changed

"العربي" يعرض خارطة الاشتباكات في اليوم الثاني عشر من الهجوم الروسي على أوكرانيا (الصورة: غيتي)
طوت أوكرانيا اليوم 12 من عمر الهجوم الروسي على أراضيها، الذي سجّل استمرارًا في المعارك على أكثر من جبهة، وشهد جولة مفاوضات هي الثالثة بين الطرفين.

واصلت القوات الروسية هجومها على أوكرانيا، في اليوم الثاني عشر من عمر الحرب التي لم يتضح بعد متى تبلغ خواتيمها.

وبينما انشغل الطرفان على جبهات القتال وخاضا جولة ثالثة من المفاوضات في بيلاروسيا، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن تركيا ستستضيف محادثات ثلاثية بين وزراء خارجية روسيا وأوكرانيا وتركيا على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي هذا الأسبوع.

بموازاة ذلك، أكد كل من الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون "عزمهم على مواصلة زيادة الكلفة"، التي تتكبدها روسيا ردًا على اجتياحها أوكرانيا، وفق بيان أصدره البيت الأبيض.

غير أن الجبهة الموحدة للغربيين على صعيد العقوبات الاقتصادية، بدا أنها تشهد تصدعًا بسبب قضية فرض حظر على واردات الغاز والنفط من روسيا، الأمر الذي ترفضه ألمانيا خصوصًا.

جولة المفاوضات الثالثة

وعُقدت جولة ثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية اليوم محققة بعض "النتائج الإيجابية" حول الممرات الإنسانية، على ما أفاد العضو في الوفد الأوكراني ميخايلو بودولياك على تويتر.

في المقابل، أعلن فلاديمير مدينسكي كبير المفاوضين الروس أن الجولة الثالثة لم تكن "بمستوى تطلعات" موسكو، وأمل تحقيق تقدّم أكبر في الجولة المقبلة.

بدوره، كشف المفاوض الروسي ليونيد سلوتسكي للتلفزيون الروسي الحكومي أن "الجولة التالية، وهي الرابعة، ستكون في روسيا البيضاء في المستقبل القريب جدًا".

وقف لإطلاق النار في مناطق أوكرانية الثلاثاء

ومساء، أعلنت روسيا مساء وقفًا محليًا لإطلاق النار في مدن أوكرانية عدة الثلاثاء اعتبارًا من الساعة السابغة صباحًا بتوقيت غرينيتش للسماح بإجلاء مدنيين عبر ممرات إنسانية.

وقالت خلية وزارة الدفاع الروسية المكلفة العمليات الإنسانية في أوكرانيا في بيان نقلته وكالات الأنباء الروسية إن "روسيا الاتحادية تعلن وقفا لإطلاق النار اعتبارًا من الساعة العاشرة بتوقيت موسكو (07,00 ت غ) يوم الثامن من آذار/مارس" بهدف إجلاء مدنيين أتوا من كييف، وكذلك من مدن سومي وخاركيف وتشيرنيغيف وماريوبول".

وكان الجيش الروسي أعلن صباحًا فتح ممرات إنسانية عدّة وتعليق إطلاق النار في مناطق محددة لإجلاء المدنيين من مدن خاركيف وكييف وماريوبول وسومي الأوكرانية، التي تشهد معارك عنيفة.

لكنّ أوكرانيا رفضت المقترح الروسي، إذ قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك: إن المدنيين الذين يشملهم قرار الإجلاء في مدن خاركيف وكييف وماريوبول وسومي "لن يذهبوا إلى بيلاروسيا ليستقلوا بعد ذلك الطائرة باتجاه روسيا".

وجدّد الكرملين الحديث عن "شروط" على كييف تنفيذها من أجل وقف العمليات العسكرية "في لحظة".

ونقلت وكالة "رويترز" عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن روسيا تطالب أوكرانيا بوقف العمليات العسكرية وتعديل دستورها لتكريس الحياد والاعتراف بأن شبه جزيرة القرم أرض روسية، وكذلك الاعتراف بـ"استقلال" دونيتسك ولوغانسك، على حدّ وصفه.

ولاحقًا، أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن بلاده تريد إجراء محادثات مباشرة بين الرئيس فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لأن كييف تعلم أن بوتين هو صاحب القرار في موسكو.

محاصرون وسط الاشتباكات 

في غضون ذلك، ما زال فريق التلفزيون "العربي" المؤلّف من المراسل عدنان جان والمصوّر حبيب ديمرجي مُحاصَرًا بين خطوط الاشتباك الروسية الأوكرانية في منطقة إربين شمالي العاصمة كييف، بعد يومين على استهدافه بشكلٍ مباشر من قبل القوات الروسية.

وأفاد مراسل "العربي" بأن "اشتباكات عنيفة تدور منذ ساعات الفجر الأولى بين الطرفين، لافتًا إلى أنه استطاع مشاهدة أرتال عسكرية روسية في المنطقة.

وفيما وصف المكان بـ"نقطة اشتباكات حادّة بين الطرفين"، أوضح أن فرق الإنقاذ لا تتمكن لهذا السبب من الدخول إلى مكان وجودنا بغرض إخراجنا، لا سيما أن الطريق الواصل بين المكان ومدينة إربين خطرة جدًا، وهي نقطة اشتباكات يسيطر عليها الجيش الروسي.

وكانت العاصمة الأوكرانية كييف قد شهدت ليلة عصيبة لم تهدأ خلالها صفارات الإنذار من جرّاء دوي الانفجارات في محيطها وضواحيها.

وتبدو الجبهات في الجنوب الأوكراني؛ ميكولايف وأوديسا، أكثر حذرًا مع تباطؤ في التقدم الروسي نحو جنوب الوسط.

إلى ذلك، أعرب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي عن بالغ قلقه إزاء أمن وسلامة المحطات النووية في أوكرانيا.

وأوضح في تصريح بفيينا، أن أي حادث نووي محتمل قد يقع بسبب الحرب الروسية الأوكرانية سيعرّض للخطر حياة الذين يعيشون في المنطقة، بما في ذلك روسيا.

من جهة أخرى، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الإثنين أنها تأكدت من مقتل 406 من المدنيين، منهم 27 طفلًا في أوكرانيا، منذ بدء الهجوم الروسي في 24 فبراير/ شباط، لكنها قالت إن من المرجح أن يكون الرقم الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.

كما أفادت آخر إحصاءات الأمم المتحدة بأن أكثر من 1,7 مليون شخص فرّوا من أوكرانيا منذ بدء الهجوم.

وأشار مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إلى أن من المتوقّع فرار ما يصل إلى خمسة ملايين أوكراني من بلادهم إذا واصلت روسيا قصفها لأوكرانيا.

مقاطعة جلسات محكمة العدل

في سياق متصل، قالت محكمة العدل الدولية أنها ستعلن "بأسرع ما يمكن" قرارها بشأن دعوى أقامتها أوكرانيا، طالبة إصدار حكم عاجل بأن توقف موسكو عملياتها الحربية في أراضيها فورًا.

واختتمت محكمة العدل الدولية، وهي أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، جلسات نظر القضية بعد ظهر اليوم الإثنين قبل يوم من الموعد المقرر سلفًا لذلك، بعد أن قاطعت روسيا الجلسات التي تُعقد في لاهاي.

من جهة أخرى، أفاد الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالًا هاتفيًا مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بشأن أوكرانيا، حثّ خلاله بوتين الاتحاد الأوروبي على الضغط على السلطات في كييف لاحترام القانون الإنساني.

مزيد من العقوبات على روسيا

إلى ذلك، طلبت دول غربية عدة بما فيها بريطانيا والولايات المتحدة، من المنظمة الدولية للشرطة الجنائية "إنتربول" تعليق عضوية روسيا فيها، كما أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل.

بدورها، كشفت كوريا الجنوبية أنها ستعلّق جميع التعاملات المالية مع المصرف المركزي الروسي.

أما رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، فأفاد بأن بلاده ستعلن عقوبات جديدة على عشرة أفراد مقربين من القيادة الروسية بسبب الهجوم على أوكرانيا.

في المقابل، أعلنت الحكومة الروسية أن السلطات وضعت قائمة بدول "معادية" ستتمكن الشركات والأفراد الروس من تسديد مستحقاتها لها بالروبل، الذي فقد 45% من قيمته منذ يناير/ كانون الثاني.

وتضم القائمة التي أُعدت بموجب مرسوم رئاسي صدر الجمعة، دول الاتحاد الأوروبي وأستراليا والمملكة المتحدة وموناكو وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وسويسرا واليابان وغيرها.

وعلى صعيد التداعيات الاقتصادية، لامس سعر برميل خام برنت بحر الشمال عتبة 140 دولارًا الأحد، مقتربًا من أعلى مستوى له على الإطلاق، والذي سُجّل في أغسطس/ آب 2008 عند 147,50 دولارًا.

وارتفع سعر الذهب إلى أكثر من ألفَي دولار في التعاملات الآسيوية صباح الإثنين، مع إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة بسبب مخاوف من تأثير الحرب في أوكرانيا على الاقتصاد العالمي.

وقد بلغ سعر المعدن الثمين 2000,86 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى له منذ سبتمبر/ أيلول 2020. 

وفي حين تناقش الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إمكان فرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي جرّاء الهجوم على أوكرانيا، بلغ سعر الغاز الطبيعي مستوى قياسيًا في السوق الأوروبية.

وأدت الخشية من حصول اضطرابات في صادرات روسيا إلى ارتفاع السعر المرجعي للغاز "تي تي أف" الهولندي إلى مستوى قياسي؛ بلغ 345 يورو للميغاوات ساعة. وقرابة الساعة 09:05 ت غ سجل سعر 280 يورو بارتفاع نسبته 45%.

من ناحيتها، حذّرت روسيا على لسان نائب رئيس الوزراء الروسي المكلف الطاقة ألكسندر نوفاك، من "عواقب كارثية" على سوق النفط العالمية في حال فرض حظر على صادراتها النفطية.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close