الخميس 28 مارس / مارس 2024

منتدى دافوس.. اقتصاديون يحذرون من ركود عالمي "هائل"

منتدى دافوس.. اقتصاديون يحذرون من ركود عالمي "هائل"

Changed

تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا تلقي بظلالها على منتدى دافوس الاقتصادي (الصورة: رويترز)
خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي للمرة الثانية ووصف الحرب في أوكرانيا والتضخم بأنهما "خطر واضح وقائم".

شكلت التهديدات المتعددة للاقتصاد العالمي المخاوف الأبرز لكبار رجال الأعمال والساسة المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في دافوس، اليوم الإثنين، إذ أشار البعض إلى خطر ركود عالمي.

ويجتمع قادة سياسيون ورجال أعمال في المنتدى الاقتصادي العالمي على خلفية بلوغ التضخم أعلى مستوى له في عقود في الاقتصادات الرئيسة بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا.

وتسببت الزيادات في الأسعار في تقويض ثقة المستهلكين واضطراب الأسواق المالية العالمية، مما دفع البنوك المركزية، بما في ذلك مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي، إلى رفع أسعار الفائدة.

وفي الوقت نفسه، أدت التداعيات على أسواق النفط والغذاء بسبب الاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في فبراير/ شباط، وعمليات إغلاق لمكافحة كوفيد-19 في الصين من دون نهاية واضحة، إلى تفاقم أجزاء التشاؤم.

"خطر واضح وقائم"

وقال روبرت هابيك نائب المستشار الألماني: "لدينا ما لا يقل عن أربع أزمات متضافرة. لدينا تضخم مرتفع... لدينا أزمة طاقة... لدينا فقر غذائي، ولدينا أزمة مناخ. لا يمكننا حل المشاكل إذا ركزنا على أزمة واحدة فقط".

وأضاف هابيك خلال حلقة نقاش في المنتدى: "لكن إذا لم يتم حل أي من المشاكل، فأنا أخشى حقا أننا سنواجه ركودًا عالميًا له تأثير هائل.. على الاستقرار العالمي".

وخفض صندوق النقد الدولي الشهر الماضي توقعاته للنمو العالمي للمرة الثانية هذا العام، ووصف الحرب في أوكرانيا والتضخم بأنهما "خطر واضح وقائم" للعديد من البلدان".

من جهتها، قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، متحدثة في دافوس، إن الحرب والظروف المالية الأكثر شدة وصدمات الأسعار، في الأغذية على وجه الخصوص، أدت بوضوح إلى "تعتيم" التوقعات على أساس شهري منذ ذلك الحين، رغم أنها لم تتوقع ركودًا بعد.

ولدى سؤالها عما إذا كانت تتوقع ركودًا، قالت جورجيفا: "لا، ليس في هذه المرحلة. هذا لا يعني أنه غير وارد".

نقطة فاصلة للعولمة

في غضون ذلك، حذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، التي من المقرر أن تلقي كلمة في دافوس الثلاثاء، من أن النمو والتضخم يسيران في اتجاهين معاكسين، إذ تكبح ضغوط الأسعار المتزايدة النشاط الاقتصادي وتدمر القدرة الشرائية للأسر.

وقالت في مدونة اليوم الإثنين: "قد تثبت الحرب الروسية الأوكرانية أنها نقطة فاصلة للعولمة المفرطة".

وأضافت لاغارد "قد يؤدي ذلك إلى أن تصبح سلاسل التوريد أقل كفاءة لفترة من الوقت، خلال الفترة الانتقالية، ويخلق ضغوط تكلفة أكثر استدامة على الاقتصاد".

ومع ذلك، وعدت لاغارد بشكل أساسي برفع سعر الفائدة في شهري يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول لكبح التضخم، حتى لو كان ارتفاع تكاليف الاقتراض سيؤثر على النمو.

وفي حين أن العبء الاقتصادي الناجم عن الأزمة الأوكرانية يتردد صداه بشدة في أوروبا، فإن الاقتصاد الأميركي هو الذي يعاني من أكبر ضغوط الأسعار.

أكبر زيادة في أسعار الفائدة

وقفز مؤشر أسعار المستهلكين من مستويات قرب الصفر قبل عامين إلى أعلى مستوى له في 40 عامًا عند 8.5 بالمئة في مارس/ آذار.

وتحرك مجلس الاحتياطي الاتحادي في وقت سابق هذا الشهر بالإعلان عن أكبر زيادة في أسعار الفائدة في 22 عامًا. وأشار جيروم باول رئيس البنك المركزي الأميركي إلى زيادات مماثلة، بواقع نصف نقطة مئوية، في الاجتماعين المقبلين على الأقل.

ومع ذلك، فإن ارتفاع أسعار الفائدة وتوقعات بالمزيد من الزيادات لم تضعف بعد إنفاق المستهلكين وسوق العمل النشط في الولايات المتحدة.

وقال أنتوني كابوانو الرئيس التنفيذي لشركة ماريوت إنترناشونال: "لم نلحظ ذلك في أعمالنا حتى الآن. لا تزال هناك زيادة سريعة في الطلب".

وما زال من المتوقع أن تشهد الأسواق الناشئة الرئيسة، بما في ذلك الصين، نموًا هذا العام، حتى لو كان بوتيرة أبطأ مما كان متوقعًا في السابق.

وقال ماركوس ترويخو، رئيس بنك التنمية الجديد الذي أسسته البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، إن البنك لا يزال يتوقع "نموًا قويًا" هذا العام في كل من الصين والهند والبرازيل.

المصادر:
العربي - رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close