شارك أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في منتدى الاقتصاد العالمي الذي ينعقد في مدينة دافوس، بعدما وصل إلى مدينة سانت غالن في سويسرا صباح اليوم الإثنين.
وخلال كلمة له ضمن "منتدى دافوس" اعتبر أمير قطر أن هذه الجلسة مهمة للغاية نظرًا إلى أنها تعقد في إطار من المشاكل الجيوسياسية، لافتًا إلى أنه قبل التطلع إلى الرفاهية الاقتصادية "لا بد من التمهيد للسلام.. ففقط من خلال وحدتنا يمكننا التغلب على الصراعات".
ولفت إلى أن الفترة القليلة السابقة شهدت تقلصًا في دور الأمم المتحدة نوعًا ما، كما تم الاعتداء على القانون الدولي واختراقه، معربًا عن استعداد بلاده للمساهمة في الجهود الدولية والوساطة لإيجاد حل سلمي للحرب الروسية في أوكرانيا.
"أبو عاقلة حُرمت من جنازة تصون كرامة الموتى"
من هنا وبعد التركيز الدولي الكبير على الأزمة الأوكرانية، تمنى أمير قطر أن يعطي العالم اهتمامًا وجهودًا مماثلة "للمنسيين في مناطق النزاع الأخرى".
وقال: "فلسطين ظلت جرحًا مفتوحًا منذ إنشاء الأمم المتحدة.. وهناك عوائل لا تصل لها الإغاثة" مشدّدًا على أن الهجوم على الفلسطينيين ما زال مستمرًا.
وأردف الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة "قتلت منذ أسبوعين في فلسطين وحرمت حتى من جنازة تصون كرامة الموتى وهي تمثل معاناة الفلسطينيين لعقود.. كان موتها أمرًا مروعًا".
وأضاف: "مقتل شيرين لا يقل رعبًا عن مقتل الصحافيين السبعة في أوكرانيا والثمانية عشر في فلسطين منذ عام 2000".
وأردف: "في القرن الـ 21 ينبغي ألا نتسامح مع هذا الكم من العدوان والمعايير المزدوجة بشأن قيمة الإنسان على أساس الانتماء".
يذكر أن شيرين أبو عاقلة اغتيلت يوم 11 مايو/ أيار الجاري عن عمر 51 عامًا، على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية كان ينفذها الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وتتهم السلطات الفلسطينية وجمعيات حقوقية الجيش الإسرائيلي بتعمد قتل المراسلة الصحافية الفلسطينية، فيما أعلنت إسرائيل عن فتح تحقيق وقالت إنها "لا تستبعد أي فرضيات".
قطر مستعدة للمساهمة في الملفات الشائكة
أما حول الملف النووي الإيراني، فقال أمير قطر في دافوس: "إيران جار لنا ونحاول المساعدة وحث جميع الأطراف على العودة إلى الاتفاق النووي".
وذكر في كلمته أن بلاده "لا تدعي دورًا رسميًا للوساطة بين الغرب وإيران"، مؤكدًا أن الدوحة تعمل على إدارة وحل وتخفيف النزاعات بما في ذلك العمل المستمر في أفغانستان.
واستطرد قائلًا: "يجب ألا نتخلى عن محاولة الجمع بين أطراف النزاعات وجهودنا يجب أن تستند إلى ميثاق الأمم المتحدة".
وفي إشارة إلى الحرب الروسية الأوكرانية، قال: "الحرب في أوروبا عمقت أزمة الطاقة حول العالم". وزاد: "نحن على تواصل مع جميع أطراف الأزمة الأوكرانية ونحن مستعدون لبذل الجهود لإيجاد حل سلمي".
بالإضافة إلى ذلك، تطرق أمير قطر إلى ملف البيئة والتعاون العالمي في هذا المجال، قائلًا: "كوننا ثاني أكبر مصدر للغاز في العالم يدفعنا للحرص على استخدام أحدث تقنيات حماية البيئة خلال عمليات تطوير الإنتاج".
مونديال قطر فرصة لإلغاء التمييز
أما عن كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، فأشار إلى أن الدوحة "تعمل بكل جهد لتكون البطولة في قطر فرصة للتعرف على منطقتنا التي عانت من التمييز".
وأوضح أمير قطر أنه لغاية هذا اليوم ما زال هناك مَن لا يستطيع تقبل استضافة قطر العربية المسلمة لحدث بمستوى كأس العالم لكرة القدم.
ويستمر منتدى الاقتصاد العالمي "دافوس"، حتى 26 مايو/ أيار الجاري، في سويسرا، بمشاركة شخصيات سياسية واقتصادية عالمية.