اللقاحات أمام تحدٍ جديد.. كابوس متحوّر كورونا الهندي يخيم على العالم

يهيمن المتحوّر الهندي (دلتا)؛ السلالة الطاغية في انتشار كوفيد-19 بالمملكة المتحدة البريطانية، على المشهد في البلاد، بعد عودة أرقام الإصابات فيها إلى الارتفاع كما كانت عليه قبل 4 أشهر.

وفي العالم أيضًا، يتصدّر هذا المتحوّر على أخبار انتشار فيروس كورونا، حيث قالت منظمة الصحة العالمية: إن السلالة الهندية في طريقها لتصبح السلالة السائدة بسبب سرعة انتشارها وتفشيها.

وفي هذا السياق، يوضح طبيب الصحة العامة والأمراض الداخلية مصطفى قنيري أن الفروقات في السلالات التي تنتج عن تسميات جديدة لفيروس كورونا ما هي إلا تغييرات على السلسلة البروتينية للحمض النووي المتعلق بهذا الفيروس، التي من خلالها ينتج المُستقبِل الشوكي الذي يتصل بالخلايا المستهدفة.

عجز النظام الصحي

وأحصت موسكو 9 آلاف إصابة جديدة أمس، 90% منها بسبب المتحور دلتا، وتتخوف الولايات المتحدة من انتشار السلالة الجديدة التي تقف خلف 10% من الإصابات الجديدة بفيروس كورونا فيها.

ويؤكد قنيري، في حديث إلى "العربي" من كولن الألمانية، أن التحول الذي ينتج من خلال البروتين يمكّن الفيروس من تضليل جهاز المناعة، الذي يفشل بالتعرف عليه ليتمكن المتحوّر من تخريب الخلايا، والدخول في عملية التآكل أو الموت المبرمج.

وظهر المتحوّر الهندي بعد المتحوّر البريطاني، وهو يفوقه في سرعة الانتشار بـنسبة 60%، ما يمكن أن يجعله المتحور السائد عالميًا بعد انتشاره في 80 دولة.

ويشدد قنيري "بأننا أمام موجة جديدة من فيروس كورونا قد لا يستطيع النظام الصحي اللحاق بها".

نجاعة اللقاحات

واعتبرت كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية سيمة سواميناثن أن الوضع برمته بات ديناميكيًا للغاية، بسبب المتغيرات التي يتم تداولها، مؤكدة أن المتحوّر الهندي الجديد يتجه ليصبح البديل السائد على مستوى العالم، في وقت تطمئن مختبرات اللقاحات العالمية فعاليتها ضد المتحوّر الجديد.

ويرى الدكتور قنيري أن الدراسات التي تجرى على كورونا هي دراسات إحصائية، وأنها أثبتت نجاعة معظم اللقاحات في التعامل مع كل الطفرات، كما أكدت أنها أكثر حصانة من دخول المريض في الحالات الحادة على الأقل.

ويثير ارتفاع نسبة الإصابات في إفريقيا قلق المنظمة الدولية، حيث أعلن مديرها تيدروس غيبرييسوس أن الحالات ارتفعت بنسبة 52% في ظرف أسبوع فقط، فيما ارتفعت الوفيات بنسبة 32%، متوقعًا أن تسوء الأمور خاصة مع تطعيم أقل من 1% من سكان القارة، في حين أن اللقاحات التي تم التبرع بها ستصلها العام المقبل.