شكّلت الإطلالة التلفزيونية الأحدث للأمير هاري صدمة جديدة للعالم، حيث أطلّ في برنامجه The Me You Can't See، الذي أنتجه إلى جانب الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري، وشارك فيه تفاصيل خاصة جدًا عن معاناته مع الصحة العقلية.
فقد تحدّث هاري في سلسلة الصحة النفسية الوثائقية "أنا الذي لا تراه" على خدمة البث "آبل بلاس" عن معاناته على مدى أكثر من عشرة أعوام من فقدان والدته الأميرة ديانا وعجزه عن تحمل مرارة الصدمة، مستعيدًا الفترة "الكابوس" التي يخشى أن تعيد نفسها مع زوجته ميغان ماركل.
كحول ومخدرات بعد رحيل ديانا
"طاردوا أمي حتى لاقت حتفها عندما كانت على علاقة بشخص غير أبيض، والآن انظروا ماذا حدث. هل تتحدثون عن تاريخ يعيد نفسه؟ لن يتوقفوا حتى تَموت". بهذه الكلمات أشار هاري إلى القلق ونوبات الذعر التي تعرض لها بصفته أحد كبار أفراد العائلة الملكية، وملاحقة الصحفيين له عندما كان طفلًا صغيرًا، والصدمة النفسية التي تعرض لها في جنازة والدته.
فقد أكّد نجل ولي العهد البريطاني أنه لا يزال يعاني من صدمة فقدان والدته، واصفًا في حديثه إلى أوبرا الفترة الزمنية من عمر 28 إلى 32 عامًا بأنها "وقت كابوس في حياتي"، حيث كان يعاني من نوبات هلع وقلق شديدين.
وتوفيت الأميرة ديانا عام 1997 عن عمر يناهز 36 عامًا في حادث سير في باريس بعد أن طارد المصورون سيارة كانت تقلّها مع عشيقها المصري دودي الفايد. وكان عمر هاري وقت الحادث 12 عامًا.
واستذكر هاري سيره وراء النعش عبر شوارع لندن مع شقيقه وليام ووالده الأمير تشارلز وخاله تشارلز سبنسر.
وقال: "الشيء الذي أتذكره بوضوح هو صوت حوافر الخيل... أقوم بالمتوقع مني، وأبدي المشاعر التي يبديها الجميع".
وأضاف هاري أنه كتم مشاعره لكنه أفرط في تناول الكحول وعانى من نوبات هلع واضطراب عندما كان في العشرينيات من العمر، مشيًرا إلى أنه لا يزال يشعر بتوتر عندما يرى أي كاميرا.
وقال: "غضبت بشدة لما حدث لها وحقيقة غياب العدالة تمامًا... الأشخاص أنفسهم الذين طاردوها عبر النفق وقفوا لتصويرها وهي تحتضر على المقعد الخلفي لهذه السيارة".
كما أشار دوق ساسكس إلى أنه كان يشرب المواد الكحولية التي قد تكفي للاستهلاك لمدة أسبوع في ليلة واحدة، والسبب "ليس لأنني كنت أستمتع به ولكن لأنني كنت أحاول إخفاء شيء ما".
الخوف على ميغان ماركل
وكشف الأمير هاري لأوبرا أنه بدأ علاجًا نفسيًا جادًا قبل نحو خمسة أعوام عندما بدأت علاقته بميغان ماركل، وقال: "سرعان ما علمت أنه لكي تنجح هذه العلاقة يتعيّن عليّ مواجهة الماضي".
وبعد زواج هاري وميغان في مايو/ أيار 2018، بدأت بحسب الأمير تراوده أفكار تبعث الخوف من فقدان زوجته أيضًا كما فقد والدته.
وكان هذا القلق أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت الزوجين إلى التخلّي عن واجباتهما الملكية والانتقال للعيش في كاليفورنيا العام الماضي.
وأضاف: "الفقدان المحتمل لامرأة أخرى في حياتي يؤرقني بشدة".
وفي الحلقة الثانية من السلسة الوثائقية، يعيد هاري سرد الوقت العصيب الذي عاشه بعد أن كشفت زوجته عن أفكار انتحارية بحسب موقع "يو أس أي توداي".
وسبق وأشعلت مقابلة مدوية أجراها الزوجان مع أوبرا وينفري في مارس الفائت جدلًا عالميًا، حيث وُجّهت فيها اتهامات للعائلة الملكية البريطانية بالعنصرية، وعدم المبالاة؛ وتزعزعت على إثرها علاقة هاري بأسرته.