السبت 11 مايو / مايو 2024

مهن شاقة وصعبة.. أطفال سوريون متسربون من المدارس يعملون في حفر القبور

مهن شاقة وصعبة.. أطفال سوريون متسربون من المدارس يعملون في حفر القبور

Changed

إضاءة في "شبابيك" حول اشتغال أطفال سوريين في أعمال صعبة منها حفر القبور (الصورة: العربي)
ذهب أطفال سوريون للعمل بمهن شاقة ومنها الاشتغال في حفر القبور كي يساعدوا عائلاتهم في توفير لقمة العيش وسط ظروف صعبة.

يشتغل الكثير من أطفال سوريا في العديد من المهن الشاقة بعد أن تركوا مقاعد الدراسة بسبب الفقر وتدني مستوى حياتهم اقتصاديًا.

وتعد مهنة حفر القبور من أقسى المهن التي يعمل فيها هؤلاء الأطفال مع تزايد أعدد المتسربين منهم من المدارس ليذهبوا للانخراط في أعمال قاسية تهدد حياتهم.

"حفار قبور"

الطفل سليمان السليمان أحد هؤلاء الذين يتوجهون كل صباح إلى مهنته الجديدة حاملًا حقيبته المدرسية والتي تحولت من حاوية للكتب والكراسات إلى حافظة للطعام.

ويعمل سليمان حفارًا للقبور منذ عام بعد تركه لمقاعد الدراسة. الفقر والحاجة حرما سليمان (11 عامًا) من طفولته وحولاه إلى رجل يؤدي عملًا شاقاً.

ويقول سليمان لـ"العربي"، إنه ترك المدرسة مع أخيه محمد ليساعدا أبيهما في هذا العمل الصعب مع ثقل المجرفة التي يضطر لحملها.

من ناحيته، يبرر والد الطفلين إدريس السليمان هذا الواقع بأنه أُجبر عليه وأنه اضطر لأن يُخرج طفليه من المدرسة كي يساعداه في حصولهم على معيشة كريمة في ظل هذا الوضع الصعب المشابه لشغل حفر القبور الصعب أيضًا.

"أسوأ أشكال عمالة الأطفال"

وفي هذا السياق، يوضح مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني أن المستقبل الذي ينتظر أطفال سوريا هو مستقبل قاتم حيث لا أمل أو أفق يتضح مع وصول الأطفال إلى هذا المستوى.

ويحدد عبد الغني في حديثه لـ"العربي" من الدوحة نسبة الأطفال في شمال غربي سوريا من النازحين بما يصل إلى أكثر من مليون ونصف المليون طفل تقريبًا، ويقول: إن "هؤلاء صاروا خارج العملية التعليمية ويشتغلون في هذه المهنة القاسية، التي أصبحت وظيفة لهم والتي تصنفها منظمة العمل الدولية ضمن أسوأ أشكال عمالة الأطفال".

ويعترف مدير الشبكة السورية بأن لا أمل أيضًا أمام رجوع هؤلاء الأطفال إلى مدارسهم وبالتالي "صار هذا النشاط نمط حياة بالنسبة للطفل".

ويشير عبد الغني إلى أن الوضع يشير بقوة إلى "الخطر الذي يحيط بسوريا لأجيال قادمة، وهذا ماتم رصده عمليًا بوصفها ظاهرة مستمرة يتم تكريسها لتصبح مستدامة في حياة هؤلاء الأطفال".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close