الأحد 12 مايو / مايو 2024

مونديال قطر فخر للمنطقة.. وزير داخلية تركيا لـ"العربي": لم ندر ظهرنا للاجئين

مونديال قطر فخر للمنطقة.. وزير داخلية تركيا لـ"العربي": لم ندر ظهرنا للاجئين

Changed

حديث خاص مع وزير الداخلية التركي سليمان صويلو (الصورة: الأناضول)
اعتبر صويلو أن مونديال قطر هو مدعاة فخر وشرف للمنطقة، مؤكدًا أن الدوحة ستُظهر قدرات تُدهش العالم في كأس العالم الحالي.

أكد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن أنقرة لم تُدر ظهرها للاجئين السوريين القادمين من مناطق الحرب، والخاضعين للحماية المؤقتة في تركيا، رافضًا ما يُثار عن إغلاق الحدود التركية أمامهم.

وقال صويلو، في حديث لبرنامج "حديث خاص"، من "العربي"، إن أنقرة استطاعت من خلال المناطق الآمنة توفير الظروف لمن أراد البقاء فيها، كما ساهمت في العودة الطوعية بكرامة للراغبين في العودة إلى مدنهم في الداخل السوري.

واعتبر صويلو أن مونديال قطر هو مدعاة فخر وشرف للمنطقة، مؤكدًا أن قطر ستُظهر قدرات تُدهش العالم في كأس العالم الحالي.

التزام بالقوانين الدولية تجاه المهاجرين

وشرح صويلو أن الحرب الداخلية في سوريا بدأت بالتزامن مع الاحتلال الأميركي لأفغانستان، حيث خلّفت الأوضاع غير المستقرّة فراغًا سياسيًا وعدم استقرار، وتسبّبت بنتائج مؤلمة.

وانتقد المعاملة السيئة والتعذيب الذي يتعرّض له اللاجئون في أوروبا، قائلًا إن الدول الأوروبية تنتهج سياسة غضّ النظر عن العنف الذي يتعرّض له اللاجئون، طالما أن هؤلاء بعيدون عن أراضيهم.

وأكد أن أنقرة، منذ عام 2011، أي منذ بدء الحرب في سوريا، تلتزم بالقوانين الدولية فيما يتعلّق بقضية اللاجئين.

وأوضح أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا يبلغ 3 ملايين و600 ألف و324 شخصًا، وهي أكثر دولة تستضيف لاجئين، مضيفًا أن عدم الاستقرار على الحدود وداخل سوريا يؤثر على تركيا، من حيث تموضع التنظيمات الإرهابية والهجرة.

وأشار إلى أن القوانين الدولية تمنح أنقرة حقّ منع الهجمات الإرهابية عليها، مضيفًا أن عمليات "درع الفرات" ضد تنظيم "الدولة"، و"غصن الزيتون" و"نبع السلام" ساهمت في إنشاء منطقة آمنة، وفّرت الظروف لمن أراد البقاء هناك، وساهمت الأمم المتحدة في ذلك لناحية الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية.

وأكد أن العمليات العسكرية التركية على الحدود السورية منعت موجة لجوء لنحو 6 ملايين سوري من إدلب، وعفرين، وأعزاز، ومارع، والباب، ورأس العين، وتل أبيض، وحلب.

وأكد أن لا دولة في العالم تقوم بما قامت به تركيا من مناطق آمنة ما لم تكن لديها أطماع سياسية.

عودة طوعية بكرامة

وأوضح أن "درع الفرات" و"غصن الزيتون" سيكونان مناطق سكنية للاجئين، حيث أُنشئت المنازل قرب المناطق الصناعية، وأٌقيمت المستشفيات والمدارس، في ظل استقرار أمني كبير مع انخفاض الهجمات الداخلية والخارجية على هذه المناطق بنسبة 90%.

وأضاف أن عدد السوريين الذين عادوا طوعًا إلى المناطق الآمنة بلغ حتى الآن 532 ألف سوري، مع رغبة عدد آخر بالعودة وتركيا لا يُمكن أن تتركهم في وسط الطريق.

وأوضح أن أنقرة ستُنشئ، بالتعاون مع المنظمات الإنسانية وحلفائها، مناطق آمنة جديدة في جرابلس، والباب، ورأس العين، وتل أبيض، لمن يُريد العودة طوعًا، مضيفًا أنها ستضمّ مدارس، ومناطق تجارية، ومراكز تسوّق، ومناطق صناعية، والتي ستكون وسيلة لجذب الراغبين بالعودة الذين سيحصلون أيضًا على مسكن لهم، وسيكون بإمكانهم تملّكه بعد خمسة أو عشرة أعوام، وسيكون بإمكانهم زيارة تركيا في أي وقت بعد حصولهم على تصاريح معينة.

وأكد أنها "عودة طوعية آمنة وبكرامة".

وأكد أن 700 ألف طفل سوري يتلقّون تعليمهم في المدارس التركية، ناهيك عن الخدمات الصحية والاجتماعية التي يحصلون عليها.

واعتبر أن المزاعم التي تُروّج عن التعرّض للاجئين وترحيلهم تهدف إلى الإساءة للتصرّف الإنساني التركي تجاه اللاجئين، موضحًا أن الحماية المؤقتة لها معاييرها الدولية التي لا تنطبق على الجميع، وللسلطات التركية الحقّ بالترحيل خارج حدود الدولة.

أمن تركيا وأطماع الغرب

وعن الأمن على الأراضي التركية، أكد صويلو أن السلطات التركية قامت بكل الخطوات اللازمة من أجل عدم السماح بحدوث هجوم أو عمليات تخلّ بالأمن العام على أراضيها، ولديها القدرات الكافية لاتخاذ الخطوات الضرورية للحيلولة دون ذلك.

وأوضح أن منطقتنا غير مستقرّة ومعقّدة، والغرب لديه أطماع فيها سواء في الطاقة أو استخدام الدول مناطق نفوذ لها، مضيفًا أن الغرب يقوم بكل ما بوسعه لزعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي والإداري والديمقراطي في تركيا، على غرار ما فعله في أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا.

شروط واضحة لانضمام السويد وفنلندا إلى الناتو

وعن انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، شدّد صويلو على أن تركيا تنتهج دبلوماسية علنية في إدارة علاقاتها، أي أنها منفتحة على العالم والدول المعنية، وهي لم تضع أي خارطة طريق غير واضحة، بل على العكس كانت شروطها واضحة حيث طالبتهما بقطع علاقاتهما مع الإرهابيين، حتى تبحث قرار انضمامهما إلى الناتو.

وعن اتهامات اليونان لتركيا بعد تنفيذ اتفاقية 18 مارس حول المهاجرين، أكد صويلو أن اليونان والاتحاد الأوروبي هما من لم يلتزم بالاتفاقية بسبب قوانينهم الداخلية، مشددًا على أن تركيا في المقابل التزمت بالاتفاقية منذ البداية، بدليل انخفاض أعداد المهاجرين من 856 ألفًا سنويًا إلى نحو 3 آلاف مهاجر.

 وطالب اليونان بعدم قتل المهاجرين وإغراقهم، بل الالتزام بالاتفاقية مع تركيا.

مونديال قطر مدعاة فخر وشرف

وعن مونديال قطر 2022، أكد صويلو، مبتسمًا، أن النجاح الذي ستُحقّقه قطر في مونديال 2022 هو "مدعاة فخر وشرف" للمنطقة، مهنئًا ومقدرًا دور قطر في مقاربة القوانين والمبادىء التي سنّتها.

واعتبر أن قطر منحت تركيا "وسام الأخوة"، بمشاركة 2262 فردًا من الشرطة والقوات الأمنية التركية، مع زملائهم من دول أخرى، في تأمين كأس العالم 2022 تحت إدارة قطرية.

وأبدى صويلو حماسة تركيا لهذه البطولة، مؤكدًا أن قطر ستُظهر قدرات خلال البطولة تُدهش العالم.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close