الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

"نفق الحرية".. إسرائيل تعيش الخيبة فهل تقدم على اغتيال الأسرى الفارين؟

"نفق الحرية".. إسرائيل تعيش الخيبة فهل تقدم على اغتيال الأسرى الفارين؟

Changed

أظهر التحقيق الأولي أنّ حفر النفق استغرق العمل به نحو عام كامل، ويُقدَّر طوله بـ25 مترًا، بحسب هيئة البث الرسمية الإسرائيلية (غيتي)
أظهر التحقيق الأولي أنّ العمل بحفر النفق استغرق نحو عام كامل، ويُقدَّر طوله بـ25 مترًا، بحسب هيئة البث الرسمية الإسرائيلية (غيتي)
تبقى أسئلة كثيرة أمام التحقيق الإسرائيلي للإجابة عليها، أهمّها كيف خرج الأسرى وذهبوا بعيدًا، دون أن ترصدهم المنظومة الأمنية المحصَّنة.

لا تزال العملية البطولية الشجاعة التي أقدم عليها أسرى فلسطينيون بنجاحهم بالفرار من سجن جلبوع، الذي يُعَدّ أكثر السجون تحصينًا في إسرائيل، تتفاعل على كلّ المستويات.

وفيما باركت الفصائل الفلسطينية العملية التي أعادت قضية الأسرى إلى صدارة الاهتمام، كان لافتًا "تحذير" حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين من تداعيات أيّ محاولة لاغتيال الأسرى الفارين من سجن جلبوع.

وقال عضو المكتب السياسي في الحركة خالد البطش، خلال مسيرة حاشدة نظّمتها الجهاد الإسلامي وسط غزة: إنّ خيارات الشعب الفلسطيني وفصائله ستبقى دائمًا هي مقاتلة الاحتلال والاستمرار بمشروع الجهاد والمقاومة، وفق تعبيره.

من جهته، قال المتحدّث باسم حركة حماس فوزي برهوم في تصريح صحفي: إنّ تمكّن عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال من انتزاع حريتهم رغم كلّ الإجراءات والتعقيدات الأمنية "عمل بطولي شجاع وانتصار لإرادة وعزيمة الأسرى".

استنفار عام بلا نتيجة

وكانت مصلحة السجون الإسرائيلية العامة أعلنت الاستنفار العام في صفوف الشرطة بعد فرار ستّة أسرى فلسطينيين فجر أمس من سجن جلبوع القريب من منطقة بيسان عبر نفق حفروه أسفل السجن.

ونقلت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية عن تقديرات للشرطة أنّ أسيرين من الستّة الفارين توجّهوا إلى الأردن، في حين توجّه الأربعة الباقون إلى جنين.

وكشفت الهيئة أنّ التحقيق الأولي أظهر أنّ حفر النفق استغرق العمل به نحو عام كامل، ويُقدَّر طوله بـ25 مترًا.

كيف خرج الأسرى وذهبوا بعيدًا؟

وأعادت عملية سجن جلبوع ملف 6500 معتقل فلسطيني وعربي في سجون الاحتلال. وفي أحدث الإحصائيات، يوجد في السجون الإسرائيلية أكثر من 200 طفل و61 امرأة، إضافة إلى 1200 مريض، بينهم 130 في حالة مرض مزمن، يتراوح بين السرطان والسكري والإعاقة الكلية أو الجزئية.

بذكر أنه، بعد نجاح عملية الخروج، نقلت مصلحة السجون الإسرائيلية ما لا يقلّ عن 90 أسيرًا من سجن جلبوع إلى سجون أخرى، وذلك خوفًا من وجود وسائل هرب أخرى من سجن وُصِف يومًا بـ"الخزنة"، لكنّه لم يعد كذلك.

وتبقى أسئلة كثيرة أمام التحقيق الإسرائيلي للإجابة عليها، أهمّها كيف خرج الأسرى وذهبوا بعيدًا، دون أن ترصدهم المنظومة الأمنية المحصَّنة.

إخفاق إسرائيلي "رباعيّ الأضلاع"

ويتحدّث الأكاديمي والباحث في الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر عن عملية ميدانية قاسية وكبير "عزّ نظيرها".

ويشير أبو عامر، في حديث إلى "العربي"، من إسطنبول، إلى أنّ الإسرائيليين يواجهون "إخفاقًا رباعيّ الأضلاع"، على حدّ تعبيره.

ويشرح أنّ الضلع الأول يكمن في الإخفاق الأمني والاستخباري في عدم حصول الأمن على معلومات من داخل السجون.

أما الثاني فهو، بحسب أبو عامر، إخفاق عملياتي إداري ميداني، حيث إنّ السجّانين يفتشون الزنازين والغرف على مدار الساعة بحثا عن دليل من دون أن يفلحوا.

وفيما يشير إلى أنّ الإخفاق الثالث هو عسكري من خلال خروج الأسرى من تحت الأرض وعدم قدرة الجيش على اللحاق بهم.

وذكر أنّ الإخفاق الرابع سياسي؛ ويوضح أنّ الحكومة الإسرائيلية تعيش ما يصفها بـ"هزة أرضية ثقيلة العيار بتردد قد لا يعرف أحد مداها في الأيام القادمة".

ويخلص إلى أنّ هذا الإخفاق للإسرائيليين والإنجاز المُعتبَر للفلسطينيين يُعَدّ علامة فارقة وضربًا في منظومة الردع الإسرائيلي وطرحًا جديد لقضية الأسرى على الطاولة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close