تعاني مستشفيات شمال غربي سوريا من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، فيما تضطر إلى إجراء عمليات خطيرة عقب الزلزال المدمر الذي هزّ المنطقة في 6 فبراير/ شباط الجاري.
ويؤكد مدير الدفاع المدني السوري رائد الصالح، أن المساعدات التي دخلت إلى شمال غربي سوريا "ما زالت دون المستوى المطلوب".
ويقول في حديثه إلى "العربي" من الشمال السوري، إن "المعابر فتحت لكن لا قوافل مساعدات كافية تصل، ولا سيما الطبية منها".
"خذلانكم قتل أبناءنا".. احتجاجات في الشمال السوري ضد الأمم المتحدة وجدل بشأن فتح المعابر الحدودية بين #تركيا و #سوريا لإيصال المساعدات@AnaAlarabytv pic.twitter.com/eMmI198uEy
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 14, 2023
والصالح يلفت إلى أن الكادر الطبي أُنهك بشكل كامل في الأيام الماضية، مشيرًا إلى النقص الكبير الذي تعاني منه المراكز الطبية.
وعزا هذا الوضع إلى تقليص الدعم للقطاع الصحي في شمال غربي سوريا قبل أشهر، ما اضطر الكثير من المنشآت الطبية إلى الإغلاق.
إلى ذلك، يشدد الصالح على أن تبعات الزلزال ستكون كارثية مع مرور الوقت، لافتًا إلى أن عدد المصابين تجاوز 10 آلاف.
وفيما يقول إن فرق الدفاع المدني بدأت عمليات إزالة الأنقاض، يتوقف عند الأولويات التي يحتاجها المدنيون في المنطقة.
ويتحدث عن وجوب تأمين المأوى والتدفئة والطعام والرعاية الطبية ومياه الشرب النظيفة لآلاف العائلات، مذكرًا بأن مناطق شمال غربي سوريا كانت تعاني قبل الزلزال من انتشار وباء الكوليرا.
"وضع كارثي بحق"
بدوره، يؤكد مدير الطوارئ الإقليمي في منظمة الصحة الحالمية ريتشارد برنان، أن الوضع كارثي بحق، حيث أُصيب عشرات الآلاف ولقي بضع آلاف حتفهم في شمال غربي سوريا وعموم البلاد، مشيرًا إلى أهمية تقديم الرعاية لما بعد الصدمة، وكذلك من المخاطر التي تهدد الصحة العامة.
ويلفت في حديثه إلى "العربي" من القاهرة، إلى وجوب زيادة الجهود لاحتواء ومكافحة تلك الأمراض، وسط الاكتظاظ في المراكز وسوء الصرف الصحي وحال ماء الشرب، ما من شأنه أن يفاقم موجة الكوليرا.
كما يشير إلى أهمية توفير الرعاية الصحية لمن يعانون من حالات طبية مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري.
وبينما يفيد بأن الموارد تتعرض لضغط شديد، يقول: "نعمل مع شركائنا سعيًا منا لمعالجة تلك الثغرات وتقديم الإمدادات اللازمة، وإرسال مزيد من اللوازم إلى شمال غربي سوريا ومختلف أنحاء سوريا في الوقت الحالي".