السبت 18 مايو / مايو 2024

وتيرة سريعة وقياسية.. أوروبا تسجل أعلى إنفاق عسكري منذ الحرب الباردة

وتيرة سريعة وقياسية.. أوروبا تسجل أعلى إنفاق عسكري منذ الحرب الباردة

Changed

نافذة سابقة تسلط الضوء على حجم الإنفاق العسكري لدول الناتو وحدها (الصورة: غيتي)
عززت أوروبا إنفاقها على جيوشها عام 2022 بنسبة 13% أكثر مقارنة بالأشهر الـ12 السابقة، في زيادة هي الأكبر منذ أكثر من 30 عامًا، وتحديدًا منذ الحرب الباردة.

سجل الإنفاق العسكري في أوروبا عام 2022 ارتفاعًا بوتيرة سريعة غير مسبوقة، حيث وصل بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا إلى مستويات لم تشهدها القارة منذ الحرب الباردة، وفق ما أفاد باحثون في مجال الأمن العالمي.

وأفادت دراسة لـ"معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام" أن ارتفاع الإنفاق الأوروبي على الجيوش ساهم بتسجيل الإنفاق العسكري العالمي رقمًا قياسيًا للمرة الثامنة تواليًا، حيث بلغ 2,24 تريليون دولار، أو 2,2% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وعززت أوروبا إنفاقها على جيوشها عام 2022 بنسبة 13% أكثر مقارنة بالأشهر الـ12 السابقة، في عام طغت عليه الحرب الروسية الأوكرانية. وهذه الزيادة هي الأكبر منذ أكثر من 30 عامًا، وتشكل بسعر الدولار الثابت عودة إلى مستوى الإنفاق عام 1989 مع سقوط جدار برلين.

انعكاسات حرب أوكرانيا على الإنفاق العسكري

وأشارت الدراسة إلى أن أوكرانيا وحدها ضاعفت إنفاقها سبع مرات ليصل إلى 44 مليار دولار، أو ثلث ناتجها المحلي الإجمالي، مستفيدة من التبرعات بمليارات الدولارات من الأسلحة. وأظهرت التقديرات في الوقت نفسه ارتفاع الإنفاق الروسي على السلاح بنسبة 9,2% العام الماضي.

وكان المعهد السويدي نفسه قد أشار في تقرير سابق خلال شهر مارس/ آذار الماضي، أن واردات الأسلحة إلى أوروبا تضاعفت تقريبًا في عام 2022، مدفوعةً بعمليات تسليم ضخمة إلى أوكرانيا، التي أصبحت ثالث أكبر وُجهة لها في العالم.

والإنفاق العسكري في أوروبا الذي بلغ بالإجمال 480 مليار دولار خلال عام 2022، كان قد ارتفع فعليًا بنحو الثلث خلال العقد الماضي، وهو مرشح أن يتسارع أكثر خلال العقد المقبل. كما أن الإنفاق العسكري العالمي عاد للارتفاع منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بعد انخفاض حاد في التسعينات.

وجاء هذا المنحى التصاعدي في البداية نتيجة للاستثمارات الصينية الضخمة في قواتها العسكرية، وما أعقب ذلك من تطورات اثر ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014.

دولتان "تحتكران" نصف الإنفاق العالمي

وبلغ إنفاق الولايات المتحدة على قوتها العسكرية 39% من الإنفاق العالمي، فيما حلّت الصين في المرتبة الثانية بـ13%، ومعًا تشكلان أكثر من نصف الإنفاق العسكري العالمي.

أما الدول التي تليهما والمتأخرة عنهما كثيرًا في هذا المجال فهي روسيا بنسبة 3,9% والهند بـ3,6% والسعودية بـ3,3%، وتتبع اليابان واندونيسيا وماليزيا وفيتنام وأستراليا الاتجاه نفسه.

وتعد بريطانيا أكبر منفق على الأسلحة في أوروبا، إذ تأتي في المرتبة السادسة بنسبة 3,1% من الإنفاق العسكري العالمي، متقدمة على ألمانيا التي سجلت 2,5% وفرنسا بنسبة 2,4%، وهي أرقام تشمل التبرعات لأوكرانيا. وعززت دول أوروبية مثل بولندا وهولندا والسويد استثماراتها العسكرية خلال العقد الماضي.

وما يفسر ارتفاع الإنفاق العسكري أيضًا الكلفة الباهظة للأسلحة المتطورة تقنيًا، كما في حالة فنلندا التي اشترت العام الماضي 64 طائرة مقاتلة أميركية من طراز "أف-35".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close