الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

وسط استمرار الفراغ الرئاسي.. الليرة اللبنانية تسجل تدهورًا قياسيًا جديدًا

وسط استمرار الفراغ الرئاسي.. الليرة اللبنانية تسجل تدهورًا قياسيًا جديدًا

Changed

نافذة إخبارية تتناول قرار تسعير المواد الغذائية في لبنان بالدولار (الصورة: تويتر)
توقفت المحال التجارية الكبرى خلال الأيام القليلة الماضية عن تسعير المواد الغذائية، في بلد يعتمد بشكل أساسي على الواردات.

في انتكاسة جديدة، سجلت الليرة اللبنانية اليوم الأربعاء تدهورًا قياسيًا جديدًا إذ تخطت عتبة 75 ألفًا أمام الدولار في السوق السوداء، ما انعكس ارتفاعًا في أسعار المحروقات والمواد الغذائية.

وأفاد صرافون وتطبيقات ترصد سعر الصرف في السوق السوداء عن تخطي الليرة عتبة 75 ألفًا مقابل الدولار.

ارتفاع الأسعار

وانعكس ذلك ارتفاعًا في أسعار المحروقات، وقد قارب سعر صفيحة البنزين (20 ليترًا) مليونًا وأربعمئة ألف ليرة، حوالي 19 دولارًا، أي ما يعادل قرابة ثلث راتب جندي، في بلد بات فيه 80% من السكان تحت خط الفقر.

ومنذ 2019 يعاني لبنان أزمة اقتصادية طاحنة، صنفها البنك الدولي بين إحدى أشد ثلاث أزمات عرفها العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر، وأدت إلى ارتفاع قياسي في معدلات الفقر، حيث خسرت الليرة قرابة 95% من قيمتها أمام الدولار.

ومنذ مطلع الشهر الحالي جرى اعتماد سعر صرف رسمي جديد يبلغ 15 ألفًا مقابل الدولار مقارنة مع 1507 ليرات سابقًا. ويتزامن ذلك مع أزمة سيولة حادة وتوقّف المصارف عن تزويد المودعين بأموالهم بالدولار.

وسبق أن رفعت السلطات الدعم عن المحروقات، وسلع رئيسية مثل الطحين ومعظم الأدوية.

وعلى وقع ارتفاع الأسعار، أغلق العشرات من سائقي الأجرة الطريق أمام مقر وزارة الداخلية في بيروت احتجاجًا على تدهور الأوضاع المعيشية، خصوصًا وأن تعرفة سيارة الأجرة تبلغ مئة ألف ليرة (1,3 دولار).

وتوقفت المحال التجارية الكبرى خلال الأيام القليلة الماضية عن تسعير المواد الغذائية، في بلد يعتمد بشكل أساسي على الواردات.

شلل سياسي

ونهاية الشهر الماضي، تظاهر العشرات الأربعاء أمام المصرف المركزي في بيروت احتجاجًا على تردي الأوضاع المعيشية.

وتفرض المصارف منذ خريف 2019 قيودًا مشددة على سحب الودائع تزايدت شيئًا فشيئًا، حتى بات من شبه المستحيل على المودعين التصرّف بأموالهم، خصوصًا تلك المودعة بالدولار أو تحويلها الى الخارج. 

وتُعتبر الأزمة الاقتصادية المتمادية الأسوأ في تاريخ لبنان. وتترافق مع شلل سياسي يحول دون اتخاذ خطوات إصلاحية تحدّ من التدهور وتحسّن من نوعية حياة السكان.

ويزيد الشلل السياسي الوضع سوءًا، في ظل فراغ رئاسي منذ أشهر تدير خلاله البلاد حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية، بينها إصلاحات يشترطها المجتمع الدولي لتقديم الدعم من أجل وقف النزيف الحاصل.

ومنذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، فشل البرلمان اللبناني 11 مرة في انتخاب رئيس جراء انقسامات سياسية عميقة، إذ لا يملك أي فريق أكثرية برلمانية تخوّله إيصال مرشح.

وحذّر ممثلو خمس دول، هي فرنسا والولايات المتحدة والسعودية وقطر ومصر، عقدت مؤخرًا اجتماعًا بشأن لبنان في باريس، من تداعيات التأخر في انتخاب رئيس للجمهورية، وفق بيان صدر عن رئاسة الحكومة اللبنانية الإثنين.

وأكد هؤلاء، بحسب البيان، أن "عدم انتخاب رئيس جديد سيرتّب إعادة النظر بمجمل العلاقات مع لبنان".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close