الأربعاء 9 أكتوبر / October 2024

وسط تهديد روسي.. فنلندا تصبح رسميًا العضو الـ31 في حلف الناتو

وسط تهديد روسي.. فنلندا تصبح رسميًا العضو الـ31 في حلف الناتو

شارك القصة

نافذة إخبارية حول انضمام فنلندا رسميًا إلى الناتو وانعكاسات الخطوة على المواجهة مع روسيا (الصورة: غيتي)
رُفع العلم الفنلندي في الفناء الرئيسي في مقر المنظمة في بروكسل بين علمَي إستونيا وفرنسا بحسب الترتيب الأبجدي.

انضمت فنلندا الثلاثاء إلى حلف شمال الأطلسي لتصبح العضو الـ31 في الناتو بعد سياسة عدم انحياز عسكري اعتمدتها على مدى 3 عقود، ما يشكّل نقطة تحوّل إستراتيجية للحلف أثارت غضب روسيا.

وأكمل وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو عملية الانضمام من خلال تسليم وثيقة رسمية لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مقر الحلف في بروكسل.

وقال بلينكن الوصيّ على المعاهدة التأسيسية للحلف الدفاعي، خلال حفل المقر: "نعلن فنلندا العضو الحادي والثلاثين في الحلف مع تسلمنا وثيقة الانضمام".

وفي مراسم مفعمة بالدلالات، أصبحت الدولة الإسكندنافية التي تتشارك مع روسيا حدودًا بطول 1300 كيلومتر، العضو الحادي والثلاثين في حلف شمال الأطلسي الثلاثاء في ذكرى تأسيسه في الرابع من أبريل/ نيسان 1949.

ورُفع العلم الفنلندي في الفناء الرئيسي في مقر المنظمة في بروكسل بين علمَي إستونيا وفرنسا بحسب الترتيب الأبجدي.

رد على بوتين

وقال الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو في مؤتمر صحافي مشترك مع أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ: "هذا يوم عظيم لبلادي بإعلان انضمامنا رسميًا إلى حلف الناتو".

وأضاف: "لا نريد أن يملي علينا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما نفعله وقد كان يريد إبقاء أبواب الناتو مغلقة". وتابع قائلًا: "بلادي أصبحت أكثر قوة ونستطيع الآن العيش بأمان".

بدوره، رحب ستولتنبرغ بانضمام فنلندا، وأشار إلى أن "بوتين قال إن غزو أوكرانيا هدفه منع تمدد الناتو".

وأضاف ستولتنبرغ: "اليوم يحصل العكس تمامًا. فنلندا تنال اليوم عضوية كاملة في الحلف وكذلك السويد قريبًا، والناتو يتوسع رغم الغزو الروسي".

رُفع العلم الفنلندي في الفناء الرئيسي في مقر المنظمة في بروكسل - غيتي
رُفع العلم الفنلندي في الفناء الرئيسي في مقر المنظمة في بروكسل - غيتي

وأضاف: "انضمام فنلندا إلى الناتو هو أسرع إجراء في تاريخ حلف شمال الأطلسي".

من جهته، وصف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الانضمام بالحدث "التاريخي"، مطالبًا "جميع أعضاء" الحلف بالموافقة على انضمام السويد التي تعرقل عضويتها في التحالف دولتان هما تركيا والمجر.

وقال سوناك في بيان: "هذا يوم تاريخي لفنلندا ولحلف شمال الأطلسي. الآن، على جميع أعضاء حلف شمال الأطلسي اتّخاذ القرارات اللازمة لضمّ السويد أيضًا، حتّى نتمكّن من تشكيل تحالف موحّد للدفاع عن الحرية في أوروبا وحول العالم".

وعود روسية

في المقابل، وعد الكرملين باتخاذ "إجراءات مضادة" بعد انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، واصفًا توسيع الحلف بأنه "مساس بأمن" روسيا.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين: "هذا تصعيد جديد للوضع. توسيع حلف شمال الأطلسي يشكل مساسًا بأمننا وبمصالحنا الوطنية".

وأضاف: "هذا يضطرنا إلى اتخاذ إجراءات مضادة. سنتابع من كثب ما يحصل في فنلندا وكيف يشكل هذا الأمر تهديدًا لنا. سيتم اتخاذ إجراءات على صلة بذلك. سيعرض جيشنا تطورات الوضع في الوقت المناسب".

بدوره، اعتبر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن انضمام فنلندا إلى "الناتو" وتحرك الحلف العسكري لزيادة الاستعدادات القتالية يزيد من مخاطر نشوب صراع.

ولفت شويغو إلى أن بعض الطائرات العسكرية التابعة لبيلاروسيا أصبحت الآن قادرة على حمل رؤوس حربية نووية، وأنه جرى نقل أنظمة صواريخ إسكندر إليها كذلك.

وأشار وزير الدفاع الروسي، إلى أن تلك الأنظمة يمكن استخدامها لحمل صواريخ تقليدية أو نووية.

حماية الناتو

وبعد انضمام فنلندا، ستستفيد هلسنكي من الحماية التي يوفرها البند الخامس من ميثاق الناتو الذي ينصّ على أنه إذا تعرضت دولة عضو لهجوم مسلح، فإن الدول الأخرى ستعتبر هذا العمل هجومًا مسلحًا موجهًا ضد كل الأعضاء وستتخذ الإجراءات التي تعتبر ضرورية لتقديم المساعدة للبلد المستهدف.

وكانت تركيا والمجر أخرتا انضمام هلسنكي للحلف على مدى أشهر قبل الموافقة على الخطوة أخيرًا، فيما لا تزال السويد تنتظر موافقة أنقرة على انضمامها أيضًا إلى الحلف.

والإجراء المتبع وفق بروتوكول الناتو يتمثل بتسليم أنقرة موافقتها خلال اجتماع وزراء خارجية الحلف، لتُقام بعد ذلك مراسم إضافة العلم الفنلندي إلى بقية الدول الأعضاء في مقر الناتو.

وقال ستولتنبرغ: "أنا على ثقة تامّة من أن السويد ستصبح عضوًا أيضًا. إنها أولوية بالنسبة للناتو وبالنسبة لي أن نضمن حصول ذلك في أسرع وقت ممكن".

وأشار أمين الناتو إلى أن انضمام الدولتين الإسكندنافيتين إلى الحلف هو دلالة على أن "باب الناتو يبقى مفتوحًا".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close