الأربعاء 9 أكتوبر / October 2024

وسط مخاوف من استنزاف المياه.. حفر الآبار ملاذ الفلاحين العراقيين لمواجهة الجفاف

وسط مخاوف من استنزاف المياه.. حفر الآبار ملاذ الفلاحين العراقيين لمواجهة الجفاف

شارك القصة

فقرة من "صباح جديد" تناقش أسباب لجوء الفلاحين لحفر الآبار بشكل عشوائي (الصورة: غيتي)
يرى مسؤولون في العراق ملاذ الفلاحين في حفر الآبار عملية استنزاف للخزين المائي، ويحذرون في الإفراط من استخدام ما تبقى من مياه في باطن الأرض.

يعيش العراق موسم جفاف هو الأسوأ منذ 92 عامًا، مع انحسار في الأمطار ومياه الأنهار، لذلك تكثفت عمليات حفر الآبار واستخراج المياه الجوفية من الأرض، ليجد المزارعون ما يروون به محاصيلهم.

ويعد العراق من بين 5 دول هي الأكثر تأثرًا بالتغير المناخي، بحسب الأمم المتحدة، إذ يواجه ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة ونقصًا حادًا في المياه.

ويضرب الجفاف أطناب أرض في محافظة ديالى الشرقية التي اعتادت على وفرة مائية كل موسم زراعي، فالنهر الصغير المتفرع من نهر الخالص أكله العطش وحول الأرض من حوله إلى جرداء خالية.

يقف صاحب الأرض حسين عبود ويقلب كفيه على ما آلت إليه أرضه، فالحلول البديلة بالنسبة للفلاحين هي حفر آبار ارتوازية.

ويقول الفلاح العراقي حسين عبود: إنه "حفر 3 آبار هذا العام، ليستفيد من واحد فقط"، مشيرًا إلى أن الآبار إما تكون مالحة أو حلوة لكنها تكون ضعيفة.

لكن المعاناة الأكبر تكمن في النفقات المالية التي ترهق أصحاب الأراضي، ويرى مسؤولون في العراق ملاذ الفلاحين عملية استنزاف للخزين المائي، ويحذرون في الإفراط في استخدام ما تبقى من مياه في باطن الأرض، برغم ذلك فالكارثة تتمثل في خروج 90% من أراضي ديالى عن الخطة الزراعية.

لكن الفلاحين لم يفقدوا الأمل بموسم شتاء غزير يعوض خسائرهم المالية ويروي عطش أرضهم.

ما هي أسباب لجوء الفلاحين إلى حفر الآبار؟

وفي هذا الإطار، أوضح رئيس جمعية الفلاحين حسن التميمي أن العراق يمر منذ سنتين بجفاف وعدم هطول الأمطار بشكل لم تشهده البلاد في السابق، ما أثر سلبًا على الفلاحين، مشيرًا إلى أن عملية قطع المياه من قبل إيران وبناء السدود وتقليل حصة المياه من قبل تركيا أثر بشكل كبير جدًا على انخفاض مناسيب المياه.

وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة العراقية بغداد، أشار إلى وجود خارطة مائية للآبار الجوفية توضح أماكن وجودها ومدى غزارتها وما إذا كانت المياه صالحة للزراعة أو غير ذلك، لكن الفلاحين يحفرون بشكل عشوائي دون اللجوء إلى مديرية حفر الآبار الارتوازية، مشيرًا إلى أن الفلاح مضطر لذلك من أجل إيجاد المياه، بعد أن فقد الأمل في التواصل مع الجهات الحكومية ذات الصلة.

وشدد على وجوب أن تتحرك الحكومة العراقية بسرعة وأن تضغط على دول الجوار من أجل إطلاق المياه، مشيرًا إلى ضرورة استغلال العلاقات التجارية القوية جدًا مع إيران وتركيا من أجل إطلاق المياه للعراق.

كما شدد رئيس جمعية الفلاحين حسن التميمي على ضرورة استغلال المياه المتوفرة من خلال التقنيات الحديثة للري.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close