السبت 11 مايو / مايو 2024

100 يوم على حرب أوكرانيا.. هل نجحت موسكو في خططها العسكرية؟

100 يوم على حرب أوكرانيا.. هل نجحت موسكو في خططها العسكرية؟

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تناقش أسباب التقدم الروسي في الشرق الأوكراني (الصورة: وسائل التواصل)
بعد فشل هجومها لإسقاط حكومة كييف، ركزت القوات الروسية هجومها على دونباس، حيث تسيطر على أكثر من 90% من لوغانسك أوبلاست.

دخل الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي سمح لموسكو بالسيطرة على 20% من أراضيها، يومه الـ100 اليوم الجمعة حيث يتركز حاليًا على منطقة دونباس (شرق) ومدينتها الإستراتيجية سيفيرودونيتسك.

وبعد أكثر من 3 أشهر، فشلت موسكو في تحقيق أهدافها الأولية المتمثلة في الاستيلاء على كييف ومراكز الحكومة الأوكرانية، لكنها تحقق نجاحا تكتيكيًا في دونباس، على ما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية.

وأضافت الوزارة في إفادة دورية على تويتر: "بالقياس على الخطة الأصلية لروسيا، لم يتم تحقيق أي من الأهداف الإستراتيجية"، لكنها قالت إن موسكو تحقق نجاحًا تكتيكيًا في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا وتسيطر على أكثر من 90% من لوغانسك أوبلاست.

"لن ينتصر أي طرف"

من جهتها، أكدت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أنه لن ينتصر أي طرف في الهجوم الروسي على أوكرانيا في وقت دخلت الحرب يومها المئة بينما تتقدّم قوات موسكو في منطقة دونباس شرقًا.

وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الأمم المتحدة لشؤون  أوكرانيا أمين عوض في بيان: "لا يوجد منتصر ولن يكون هناك أي طرف منتصر في هذه الحرب. بدلاً من ذلك، شهدنا على مدى مئة يوم ما تمّت خسارته: حياة أشخاص ومنازل ووظائف وفرص".

وتقترب روسيا من السيطرة الكاملة على لوغانسك، وهي واحدة من منطقتين أوكرانيتين تشكلان معًا المنطقة التي تُعرف باسم دونباس.

وتأتي هذه التصريحات البريطانية، فيما بدأ الأسطول الروسي سلسلة من التدريبات في المحيط الهادي تستمر أسبوعًا بمشاركة أكثر من 40 سفينة وما يصل إلى 20 طائرة.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزارة الدفاع قولها: إن التدريبات، التي ستجرى بين 3 و10 يونيو/ حزيران، ستشمل من بين أمور أخرى "مجموعات من السفن والطيران البحري تشارك في عمليات البحث عن غواصات (معادية)".

مئة يوم من الحرب أوكرانيا

وفي كلمة مصورة أمام برلمان لوكسمبورغ أمس الخميس، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن روسيا تحتل حاليًا حوالي 20% من أراضي أوكرانيا، أي حوالي 125 ألف كيلومتر مربع من البلاد.

وقال الرئيس الأوكراني: "حققنا بعض النجاح في معركة سيفيرودونتسك. لكن ما زال الأمر مبكرًا جدًا. هذه أصعب منطقة في الوقت الحالي". وتحدث عن وضع مماثل في المنطقة المحيطة لا سيما في ليسيتشانسك وفي بخموت.

وحول منطقة دونباس بأكملها، قال إن الوضع "لم يتغير كثيرًا خلال النهار". وكان قد أشار قبيل ذلك إلى أن الوضع في الشرق "صعب فعلًا"، موضحًا "نحن نخسر بين ستين ومئة جندي يوميًا يقتلون في المعارك ونحو 500 جريح".

من جهته، قال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غوداي صباح الجمعة: "اليوم نقاتل ونسيطر على كل متر من منطقة لوغانسك". وأضاف: "على الرغم من كل تصريحات الروس" ما زالت "تحت العلم الأوكراني".

وأضاف أن القوات الروسية "تدمر منذ مئة يوم كل شيء يميز منطقة لوغانسك"، مشيرًا إلى أن أكثر من 400 كيلومتر من "الطرق المبنية وفق المعايير الأوروبية" دُمرت، و33 مستشفى و237 عيادة ريفية ونحو سبعين مدرسة وخمسين دار للحضانة.

وتابع أن سيفيرودونيتسك العاصمة الإدارية للمنطقة، "محتلة بنسبة 80%" من قبل القوات الروسية والمعارك محتدمة في الشوارع.

وقبل الهجوم، كانت القوات الروسية أو الموالية لموسكو تسيطر على 43 ألف كيلومتر مربع من أوكرانيا منذ ضم شبه جزيرة القرم والاستيلاء على ثلث دونباس في 2014.

ومنذ 24 فبراير/ شباط تقدمت خصوصًا الشرق والجنوب على طول البحر الأسود وبحر وآزوف وباتت تسيطر على ممر ساحلي إستراتيجي يربط شرق روسيا بشبه جزيرة القرم.

الضغط الروسي ما زال كبيرًا على دونيتسك وسلوفيانسك في دونباس - رويترز
الضغط الروسي ما زال كبيرًا على دونيتسك وسلوفيانسك في دونباس - رويترز

"ماريوبول جديدة"

وفي سياق متصل، اتهم القادة الأوكرانيون في الأيام الأخيرة موسكو بالسعي إلى جعل سيفيرودونتسك "ماريوبول جديدة".

فهذا الميناء الإستراتيجي الواقع على بحر آزوف واحتلته القوات الروسية منذ منتصف مايو/ أيار بعد استسلام أكثر من ألفي مقاتل أوكراني كانوا قد تحصنوا في مجمع صناعة الصلب في آزوفستال، دُمر جزء كبير منه في القصف الروسي إلى حد كبير.

وما زال الضغط الروسي كبيرًا أيضًا على دونيتسك وسلوفيانسك المنطقة الأخرى في دونباس التي تبعد حوالي 80 كلم غرب سيفيرودونيتسك. ويعاني سكان المنطقة نقصًا الغاز والمياه والكهرباء خصوصًا.

وتنتظر أوكرانيا تسلم أنظمة إطلاق صواريخ أقوى وعد بها الرئيس الأميركي جو بايدن على أمل أن يغير ذلك ميزان القوى على الأرض.

من جهتها، أكدت روسيا الخميس أنها أوقفت تدفق "المرتزقة" الأجانب الراغبين في القتال إلى جانب جيش كييف بعدما ألحقت خسائر فادحة به في الأسابيع الأخيرة.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن عدد المقاتلين الأجانب "انخفض إلى النصف تقريبًا" من 6600 إلى 3500، موضحة أن "عددًا كبيرًا" منهم يفضل مغادرة "البلاد" في أسرع وقت ممكن.

في غضون ذلك، قُصفت خطوط السكك الحديدية في منطقة لفيف (غرب) حيث تصل الأسلحة التي يتم إرسالها إلى أوكرانيا من قبل الدول الغربية، وهي مساعدات دانتها موسكو.

وفي الجنوب يشعر الأوكرانيون بالقلق من احتمال ضم المناطق التي احتلتها القوات الروسية بينما تحدثت موسكو عن تنظيم استفتاءات اعتبارًا من يوليو/ تموز.

وقالت القيادة الأوكرانية للمنطقة الجنوبية مساء الخميس: إن القصف الروسي في ميكولايف بالقرب من أوديسا، أدى إلى سقوط قتيل واحد على الأقل وجرح عدد من المدنيين.

وفي 24 فبراير الماضي، أطلقت روسيا هجومًا على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات على موسكو التي تشترط تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعدّه الأخيرة تدخلاً في سيادتها.

المصادر:
أ ف ب - رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close