الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

6 ملايين أوكراني بلا كهرباء.. قتلى وجرحى في قصف روسي على خيرسون

6 ملايين أوكراني بلا كهرباء.. قتلى وجرحى في قصف روسي على خيرسون

Changed

"الأخيرة" تناقش فرص إجراء مفاوضات قريبًا بين موسكو وكييف (الصورة: غيتي)
قُتل 15 مدنيًا في قصف روسي على مدينة خيرسون وأُصيب آخرون، في وقت يستمر فيه الدعم الغربي لأوكرانيا.

قُتل 15 مدنيًا أمس الجمعة في قصف روسي على مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا، وفق ما أعلنت المسؤولة في المدينة غالينا لوغوفا.

وقالت لوغوفا عبر مواقع التواصل: "قُتل اليوم 15 من سكان مدينة خيرسون وأصيب 35 آخرون بينهم طفل نتيجة قصف العدو"، مضيفة: "منازل خاصة عدة وبنايات شاهقة تضررت" جراء الهجمات.

في الأثناء، كشفت وزارة إعادة دمج الأراضي المحتلة مؤقتًا في أوكرانيا مساء الجمعة، عن مغادرة قطار لخيرسون متجهًا إلى خميلنيتسكي، "وعلى متنه المواطنون المئة الأوائل من خيرسون الذين استفادوا من الإجلاء الحكومي، بينهم 26 طفلًا، فضلًا عن سبعة مرضى طريحي الفراش وستة معوقين".

وأعلن حاكم منطقة خيرسون الجمعة، عن إجلاء المرضى من مستشفيات المدينة. وقال ياروسلاف يانوشيفيتش عبر السوشيل ميديا إنه: "بسبب القصف الروسي المتواصل، نقوم بإجلاء المرضى من مستشفيات خيرسون".

6 ملايين أسرة بلا كهرباء

في الأثناء، لا يزال نحو نصف سكان العاصمة كييف محرومين من الكهرباء خلال فصل الشتاء البارد بعد يومين من ضربات روسية استهدفت بنى تحتية للطاقة.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن أكثر من ستة ملايين منزل في أوكرانيا تأثرت بانقطاع التيار الكهربائي الجمعة.

وأضاف زيلينسكي: "انقطاع التيار الكهربائي الليلة مستمر في معظم المناطق وفي كييف. أكثر من ستة ملايين أسرة في المجموع".

وتعتبر الدول الغربية الحليفة لكييف أن إستراتيجية موسكو في قصف منشآت الطاقة منذ أكتوبر/ تشرين الأول على خلفية انتكاساتها العسكرية، ترقى إلى مستوى "جرائم حرب"، ووصفها الرئيس زيلينسكي بأنها "جريمة ضد الإنسانية"، قائلًا الجمعة عبر "فيسبوك": "علينا أن نتحمل هذا الشتاء- شتاء سيتذكره الجميع".

وبعد الضربات المكثفة التي وقعت الأربعاء في أوكرانيا، يواصل المهندسون إصلاح الأضرار بينما انقطع التيار الكهربائي عن ملايين الأشخاص الخميس بخاصة في العاصمة.

وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو: "ثلث المساكن في كييف باتت لديها تدفئة، يواصل الخبراء العمل على إعادة (التيار الكهربائي) إلى العاصمة".

واعتبر رئيس مجلس إدارة شركة الكهرباء الوطنية "أوكرنرجو" فولوديمير كودريتسكي أن نظام الطاقة الأوكراني قد "تجاوز الآن المرحلة الأصعب"، بعد الهجوم الذي استهدفه.

وقال عبر فيسبوك إن الكهرباء عادت جزئيًا، في المناطق و"شبكة الطاقة مرتبطة من جديد بنظام الطاقة في الاتحاد الأوروبي".

بدوره، قال مستشار الرئاسة ميخايلو بودولياك: "بعد القصف الروسي، تضرر نظام الطاقة، لكنه أعيد في غضون 24 ساعة". وأوضح في تصريح متلفز: "نعم، إنه وضع صعب ونعم يمكن أن يتكرر. لكن أوكرانيا يمكنها التعامل معه".

من جانبها، تقول روسيا إنها تستهدف البنية التحتية العسكرية فقط وتلقي باللوم في انقطاع التيار الكهربائي على الدفاعات الجوية الأوكرانية. واعتبر الكرملين أن أوكرانيا يمكنها إنهاء معاناة شعبها بقبول المطالب الروسية.

في غضون ذلك، ستقاطع أوكرانيا أعمال جمعية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لأنها لم تعمد الى تغيير قواعدها لاستبعاد التمثيل الروسي، وفقًا لعضو البرلمان الأوكراني يفغينيا كرافتشوك.

دعم غربي

وفي مواجهة القصف الروسي، تلقت أوكرانيا أنظمة دفاع مضادة للطائرات من الغرب. وأكدت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن في برلين، إلى جانب المستشار الألماني أولاف شولتس، أن باريس وبرلين "ستدعمان أوكرانيا حتى نهاية هذا الصراع". وقالت بورن: "منذ اليوم الأول من هذه الحرب الوحشية، قدم بلدانا دعمًا ثابتًا لأوكرانيا".

ورأى المستشار الألماني من جهته أن "سياسة الترهيب بالقنابل الروسية ضد البنى التحتية المدنية في أوكرانيا يجب أن تنتهي"، مشيرًا إلى أن ألمانيا وفرنسا تعملان على مساعدة أوكرانيا في "إعادة بناء البنية التحتية للطاقة" التي دمرت جزئيًا.

كما أعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، أثناء زيارته لأوكرانيا الجمعة مساعدات جديدة أبرزها إرسال سيارات إسعاف و"دعم" موجه إلى "الناجيات من العنف الجنسي الذي ارتكبه الجيش الروسي".

وتابع كليفرلي: "المملكة المتحدة تقف إلى جانب أوكرانيا". ويأتي ذلك بعد أسبوع على زيارة لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك تعهد خلالها منح أوكرانيا دعمًا عسكريًا بقيمة 60 مليون يورو.

هل اقتربت المفاوضات؟

وأكد المسؤول السابق في حلف الناتو، نيكولاس وليامز، أن الدعم الغربي لأوكرانيا ليس عسكريًا فقط بل ماليًا أيضًا، مشيرًا إلى أن عدوان روسيا لا يمكن أن يفلت من العقاب.

وقال وليامز في حديث إلى "العربي" من لندن، إن الجيش الأوكراني حقق تقدمًا على الأرض ودحض القوات الروسية بفضل السلاح الغربي، لافتًا إلى أن الدول الغربية ودول حلف الناتو تركّز على تقوية الجبهة العسكرية الأوكرانية، مضيفًا: "أعتقد أن هذا الدعم سيستمر لسنة على الأقل في الفترة القادمة ولا أرى فرصة لتحقيق أي تفاوض خلال شهور".

لكن الخبير في الشؤون الروسية، فلاديمير سوتنيكوف، لم يستبعد إجراء مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في غضون أشهر قليلة، معتبرًا أن كييف استنُزفت أيضًا إلى حد كبير وأنها غير قادرة على تحقيق أي تقدم يُذكر، فيما تستعد موسكو للدفاع عن نفسها بشكل أكبر.

وأضاف سوتنيكوف في حديث إلى "العربي" من موسكو، أنه إذا كانت أوكرانيا جادة في ذلك، لا بد لها من القبول بالمفاوضات من دون أي شروط مسبقة، على أن تبدأ روسيا أيضًا بالحوار من أجل تحقيق السلام.

المصادر:
العربي- أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close