أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الأربعاء، أنها تحققت من 64 واقعة هجوم، استهدفت منشآت رعاية صحية في أوكرانيا بين 24 فبراير/ شباط و21 مارس/ آذار، وأسفرت عن مقتل 15 وإصابة 37.
من جهته، قال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحافي: "الهجمات على النظام الصحي يجب أن تتوقف. إن البنية التحتية الطبية والعاملين في الرعاية الصحية ليسوا- ولا ينبغي أبدًا أن يكونوا- هدفًا".
وقبل نحو أسبوعين، قُتل ثلاثة أشخاص في القصف الروسي على مستشفى للولادة في ماريوبول. وقال الانفصاليون الموالون لموسكو: إن سريتين في الجيش الأوكراني اتخذتا المستشفى مركزًا لإدارة عملياتهما بعد إخلائه من المرضى.
وأشارت المنظمة إلى أن نحو سبعة ملايين أوكراني نزحوا داخل البلاد على مدى شهر من الحرب، وأن واحدًا من كل ثلاثة منهم يعاني من مرض مزمن.
وتتزايد الضغوط على العاملين بالقطاع الطبي والمتطوعين من أوكرانيا وخارجها للحفاظ على استمرارية عمل نظام الرعاية الصحية منذ بدء الهجوم الروسي.
وأشارت المنظمة إلى أن مرافق الرعاية الصحية والأطقم الطبية في أوكرانيا، تواجه المزيد من الضغوط لعلاج الأمراض المزمنة بسبب قلة الأدوية المتاحة، مضيفة أنه يُعتقد أن نصف الصيدليات في البلاد أغلقت.
وذكرت المنظمة أن الحرب أثرت أيضًا على حملات التطعيم ضد فيروس كوفيد-19، وغيرها من حملات التطعيم الدورية في أوكرانيا.
وأوردت أن 175 ألفًا حصلوا على التطعيم بين 24 فبراير/ شباط و15 مارس/ آذار، مقارنة مع 50 ألفًا على الأقل يوميًا قبل بدء الحرب.
زيادة المساعدات
كذلك، دعت المنظمة إلى زيادة المساعدات الإنسانية لأوكرانيا "بشكل كبير" في الأسابيع المقبلة، فيما قال مدير الطوارئ في المنظمة مايكل راين في المؤتمر: إن "المشاكل التي واجهناها حتى الآن.. ليست سوى الجزء الظاهر من الاحتياجات".
وأضاف: "ينبغي زيادة المساعدات بشكل كبير داخل أوكرانيا في الأسابيع القادمة، لأنني لم أر احتياجات بهذا التعقيد وبهذه العجلة في أزمة تطورت بسرعة كبيرة".
ولم تتلق منظمة الصحة العالمية سوى 9,6 ملايين دولار من أصل 57,5 مليونًا تحتاج إليها في الأشهر الثلاثة المقبلة في أوكرانيا".
وكشف راين أنه في ماريوبول، حيث لا يزال حوالي مئة ألف شخص عالقين تحت القنابل الروسية في مدينة محاصرة، فإن مجرد نقل شخص إلى المستشفى أصبح بمثابة تجربة قد تؤدي إلى الموت.
وأضاف: "من المروع أن تضطر إلى الجلوس وأنت تشاهد أحباءك يموتون لأنك لا تستطيع نقلهم إلى المستشفى"، معتبرًا أن هذا الأمر في حد ذاته هجومًا على النظام الصحي: عبر ترويع الناس لدرجة أنهم لم يعودوا قادرين على التنقل للحصول على الماء والغذاء والرعاية".