أرادت السلطة من محطة "الانتخابات" أن تعطي انطباعًا بطيّ صفحة السنوات العشر الماضية، وأن تمثِّل إعلانًا عن مرحلة جديدة أساسها "انتصاره" على "المؤامرة الكونية"، ولتؤدي دورًا في تثبيت فشل معارضي النظام من الأصناف جميعها، وكسر إرادتهم وتيئيسهم، ودورًا آخر في قهر الذين تجرؤوا عليه، فضلًا عن محاصرة الواقعين تحت سيطرته المباشرة، وتدجينهم وإعادة قولبتهم، وتحفيز مواليه على العمل، وإعطائهم أملًا بتغيّر الأوضاع نحو الأحسن. يؤمن النظام بأن "نصره" سيعيد قولبة كل شيء، حتى التاريخ ستُعاد قراءته بما يتوافق مع رؤية المنتصر.
إعلان النصر هذا قد يساهم في تغيير رأي بعض من كانوا ضده أو إحباط بعضهم. يريد أن يقول، في اختصار، تعايشوا مع حقيقة وجودي واستمراري.