تطوي أوكرانيا أيام الحرب، اليوم تلو الآخر، فيما يتواصل القصف وتستمر الاشتباكات. الهجوم الروسي على أراضيها يكاد يبلغ شهره الأول، وقد بدّل من معالمها وغيّر مصائر مواطنيها.
يقول الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي، الذي قرّر تمديد فترة فرض الأحكام العرفية 30 يومًا في عموم أوكرانيا إن "الحرب الشاملة التي شُنت على بلادنا هدفها قتل أطفالنا وهدم مدننا".
يأتي تصريحه هذا في معرض توصيفه للهجوم الذي لطالما أكدت موسكو أنه "عملية عسكرية"، ولم تخفِ لليوم الثاني على التوالي استخدامها لصواريخ فرط صوتية؛ اعتبر وزير الدفاع الأميركي أنها "لا تحدث فارقًا" في مواجهة مقاومة الجيش الأوكراني.
مقتل أكثر من 100 جندي روسي.. #أوكرانيا تكشف عن خسائر روسية فادحة #روسيا #الحرب_الروسية_الأوكرانية pic.twitter.com/wqnj3GTCWa
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 20, 2022
وشمل القصف الروسي أيضًا صواريخ كروز أُطلقت من سفن في البحر الأسود وبحر قزوين، فضلًا عن صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت أُطلقت من المجال الجوي لشبه جزيرة القرم، وفق وزارة الدفاع الروسية.
وعلى الأرض حيث تستمر المعارك، قال المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش: إن الخطوط الأمامية بين القوات الأوكرانية والروسية "في حالة جمود عمليًا، لأن روسيا لا تملك القوة القتالية الكافية للتقدم أكثر".
وفي سياق متصل، أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أن "القوات الروسية تحاول تجميع صفوفها ونقل المرتزقة إلى جبهات القتال لحل المشكلات اللوجستية التي تواجهها".
برأي زيلينسكي لا يمكن إنهاء هذه الحرب من دون مفاوضات، حيث أعلن استعداده للتفاوض مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، محذرًا من اندلاع حرب عالمية ثالثة إذا فشل التفاوض مع الروس.
وفي هذا السياق، أفاد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن بلاده تعمل مع روسيا وأوكرانيا على إرساء وقف إطلاق نار إنساني يتبعه وقف إطلاق نار دائم.
وأكد أن موسكو وكييف تقتربان من التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا "المهمة"، وأوشكتا على الاتفاق على بعض الموضوعات.
ماذا في تطورات الميدان؟
في اليوم الخامس والعشرين من عمر هجوم موسكو على أوكرانيا، لا تزال المدن الكبرى في البلاد تتعرض للضربات الروسية.
وأفاد مراسل "العربي" بأنّ مضادات الصواريخ تتصدى في سماء العاصمة الأوكرانية كييف لهجمات روسية.
وكان المراسل قد تحدث عن معارك عنيفة واشتباكات بين الجيشين الروسي والأوكراني في محيط العاصمة. وقال إن القوات الروسية تحاول التقدم نحو كييف، لكنها تصطدم بمقاومة عنيفة وشرسة من قبل الجيش الأوكراني.
حلقت فوق مراكز ذات سيادة.. مضادات الصواريخ الأوكرانية تتصدى لطائرة دون طيار في سماء #كييف#أوكرانيا #روسيا #الحرب_الروسية_الأوكرانية pic.twitter.com/cXny905Tay
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 20, 2022
إلى ذلك، أشارت السلطات الأوكرانية إلى مقتل 5 مدنيين على الأقل إثر قصف روسي على مدينة خاركيف شرقي البلاد.
وفي مدينة أوديسا الإستراتيجية، أشار مراسل "العربي" إلى استمرار التحضيرات للحرب، ولفت إلى أن الدفاعات الجوية الأوكرانية في المدينة تتصدّى من حين إلى آخر لأهداف روسية، خصوصًا وأن قطع البحرية الروسية مرابضة في عرض البحر الأسود.
أما في ماريوبول، فقد قال حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو إن القتال بين القوات الأوكرانية والروسية "مستمر بضراوة". وأفادت السلطات الأوكرانية أن روسيا قصفت مدرسة تؤوي 400 شخص في المدينة.
"دُمرت معظم مبانيها تحت القصف الروسي".. القصة كاملة لحصار مدينة #ماريوبول الأوكرانية، حلم #بوتين للسيطرة على بحر آزوف 👇#روسيا #أوكرانيا #الحرب_الروسية_الأوكرانية@AnaAlarabytv pic.twitter.com/Xj6J7Trsqd
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 20, 2022
كما أعلن مجلس مدينة ماريوبول أن القوات الروسية رحلت بالقوة عدة آلاف من المدينة المحاصرة الأسبوع الماضي، بعد أن تحدثت روسيا عن وصول "لاجئين" من الميناء الإستراتيجي.
من جهة أخرى، تحدث حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف عن مقتل قائد كبير في أسطول البحر الأسود الروسي في أوكرانيا.
وكانت كييف قد أعلنت أن 6 جنرالات روس كبار قُتلوا منذ بدء العملية العسكرية الروسية يوم 24 فبراير/ شباط الماضي.
فرّوا من حرب "مدمرة"
إلى ذلك، كشف مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أنّ عدد الأشخاص الذين فرّوا من بيوتهم في أوكرانيا وصل إلى عشرة ملايين شخص، منذ بدء الحرب التي وصفها بـ "المدمّرة".
وأوضحت مفوضية اللاجئين الأحد أن 3,389,044 أوكرانيًا غادروا البلاد منذ بدء الهجوم الروسي، وأن 60,352 آخرين هاجروا.
من جهتها، قالت وكالة الأمم المتحدة للطفولة إن أكثر من 1,5 مليون طفل هم ضمن الأشخاص، الذين فروا إلى الخارج، محذرة من أن مخاطر تعرضهم لاستغلال "حقيقية ومتنامية".
وعلى مستوى المواقف من الهجوم، أعلنت الحكومة الأسترالية اليوم الأحد أنها فرضت حظرًا فوريًا على صادرات الألومينا وخامات الألمونيوم، بما في ذلك البوكسيت، إلى روسيا في إطار عقوباتها المستمرة ضد موسكو بسبب هجومها على أوكرانيا.
إلى ذلك، حثّ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الصين على اتخاذ موقف حيال النزاع في أوكرانيا وإدانة الهجوم الروسي على هذه الأخيرة.
أتى ذلك من خلال مقابلة أجراها جونسون مع صحيفة "صنداي تايمز"، دعا فيها الصين حليفة موسكو الإستراتيجية، ودولًا أخرى لم تتخذ موقفًا بعد، بالانضمام إلى الدول الغربية في إدانتها الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وقال: "مع مرور الوقت ومع تزايد الفظائع الروسية، أعتقد أن من الأصعب والمحرج سياسيًا التغاضي عن غزو بوتين".
كيف تغطي وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعية الصينية الحرب في #أوكرانيا؟#بوليغراف #الصين #روسيا pic.twitter.com/jU2oF1WOuy
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 20, 2022
وبكين من جانبها، أفاد وزير خارجيتها أن بلاده "تقف على الجانب الصحيح من التاريخ بشأن الأزمة الأوكرانية كما سيثبت الوقت ذلك"، وأن موقفها يتماشى مع رغبات معظم الدول.
وبينما أكد دفاع بلاده "دائمًا عن الحفاظ على السلام ومعارضة الحرب"، اعتبر أن العقوبات على روسيا بشأن أوكرانيا أصبحت "شائنة" بشكل متزايد.