عقد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ قمة افتراضية عبر تقنية الفيديو، حيث شدّد بوتين على تعزيز التعاون بين القوات العسكرية للبلدين ودعم كل من يقف مع النظام العالمي العادل وحق الدول في تقرير مصيرها، وفق تعبيره.
وأبدت الولايات المتحدة قلقها على خلفية مساندة الصين لروسيا مع استمرار موسكو لهجومها العسكري في أوكرانيا، وذلك بعدما أجرى الرئيس الروسي ونظيره الصيني اجتماعًا عبر تقنية الفيديو أمس الجمعة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "تدعي بكين الحياد لكن سلوكها يوضح أنها مازالت تستثمر في علاقات قوية مع روسيا"، مضيفًا أن واشنطن "تراقب أنشطة بكين عن قرب".
وتعليقًا على القمة الافتراضية بين بوتين وشي، اعتبر أستاذ الدراسات الدولية في جامعة جونز هوبكنز إدوارد جوزيف أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها يراقبون بدقة تطورات العلاقة الصينية الروسية.
وأبدى الرئيس الروسي رغبته في تعزيز التعاون العسكري مع بكين، مشيدًا بمقاومة البلدين في مواجهة الضغوط الغربية.
لقاء لا التزامات
الأميركي جوزيف أوضح في حديث إلى "العربي" من واشنطن، أن عدم القلق من تبعات الاجتماع الأخير بين الطرفين الروسي والصيني، يعود إلى كون اللقاء بين الزعيمين بدا كعرض من حيث الشكل، دون محتوى معمق، كونه كان خاليًا من أي التزامات صينية عسكرية تجاه روسيا، وهي مطالب بوتين الأساسية، الذي يواجه مشاكل جدية في معركته مع أوكرانيا.
وكان بوتين قد أكد بأن التعاون الروسي الصيني يزداد في كافة المجالات، والعمل جار على تعزيزه، فأهمية الشراكة بين البلدين تمثل عامل استقرار أمام التطورات الجيوسياسية المتزايدة.
وأضاف بوتين في اللقاء أمس أنه "في سياق ضغوط غير مسبوقة واستفزازات من الغرب، نحن ندافع عن مواقفنا المبدئية". وأشار إلى أنّ "التنسيق بين موسكو وبكين على الساحة الدولية، يخدم إقامة نظام دولي عادل وقائم على القانون الدولي".
الخطوط الحمر
الأستاذ الأميركي، اعتبر أنه لطالما صب بوتين اهتمامه في الشراكة مع الصين حول القدرات العسكرية، لكن الاجتماع خلا من تلك النقطة، كما أن اللقاء لا يمثل إلا التفافًا بسيطًا على العقوبات الغربية إلى حدود ما، موضحًا أن طبيعة تلك العقوبات لا تتيح لبكين الحد منها.
بدوره، أكد الرئيس الصيني أمس استعداد بلاده لزيادة التعاون الإستراتيجي مع موسكو في مواجهة الوضع الدولي الصعب، وتزويد الطرفين بعضهما بعضا "في فرص التنمية، وأن تكون تلك الشراكة عالمية، ولصالح شعوب بلدننا، والاستقرار العالمي".
جوزيف شدد في حديثه إلى "العربي"، أن الهجوم الروسي على أوكرانيا شكل مأزقًا كبيرًا لبكين التي لطالما نادت بسيادة الأراضي، كما أن الرئيس شي جين بينغ يعلم بأنه تخطى الخطوط الحمر الدولية، من حيث تزويد موسكو بالمعدات العسكرية، فإن ذلك سيجعلها في مواجهة مباشرة مع واشنطن والاتحاد الأوروبي.
من السر إلى العلن
من جانبه، قال رئيس رابطة الديبلوماسيين الروس، أندريه باكلانوف إنه على عكس الاجتماعات السابقة، فإن لقاء أمس بين الزعيمين الروسي والصيني، حمل حديثا حول الشراكة العسكرية بطابع علني، بعد أن كان التداول حول تلك النقطة تحديدًا يتم في الظل.
وأكد باكلانوف، في حديث إلى "العربي"، من موسكو، أن الشراكة العسكرية هي أساس ذلك الاجتماع بسبب الوضع الذي تواجهه موسكو وبكين، وعدم الاستقرار الناتج عن محاولات واشنطن فرض شروطها على الدولتين.
باكلانوف شدد على أن روسيا لا تطلب أي مساعدة عسكرية من الصين، لكن إذا تطور الوضع ميدانيًا فسوف تكون هناك محادثات أخرى، واتفاقيات جديدة بين الطرفين، بيد أن الجديد في موضوع لقاء أمس أنه منذ ما يقارب 15 عامًا لم يكن هناك أي مخطط بشراكة عسكرية واضحة بين روسيا والصين، لكنها أصبحت ورادة الآن نتيجة السياسات الأميركية الدولية الآن.