كتب النزاع الدائر في السودان قصة مأساوية أخرى، أبطالها مسنان سودانيان يحملان الجنسية البريطانية، فرقهما الرصاص وتقطع السبل، ثم الموت جوعًا الذي نال من الزوجة في منزلها.
في التفاصيل، فإن الزوج عبد الله شلقامي (85 عامًا) كان قبل الحرب يقيم مع زوجته علوية رشوان (80 عامًا) وهي من ذوي الإعاقة، في أحد أحياء الخرطوم.
وإثر اندلاع النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل/ نيسان الماضي، ظلا عالقين في العاصمة السودانية بعد اكتفاء بريطانيا بإجلاء موظفيها الدبلوماسيين، ولم تعرض على المسنَّين المساعدة لمغادرة البلاد.
بدلًا من ذلك، طُلب منهما الذهاب إلى مطار على بعد 40 كيلومترًا خارج الخرطوم، للخروج من منطقة الحرب والمغادرة على متن رحلة إجلاء، ما اضطر شلقامي إلى ترك زوجته للحصول على المساعدة.
حوصرت وماتت جوعًا
وخلال الرحلة، أصيب عبد الله بثلاث رصاصات في يده وصدره وأسفل ظهره من قبل قناصة، على بعد أمتار قليلة من سفارة المملكة المتحدة، بحسب "بي بي سي".
ومع عدم وجود مستشفيات تعمل في ذلك المكان، تم نقله إلى عنوان سكن أحد أفراد أسرته في جزء آخر من الخرطوم. وقد نجا.
تخلت عنها #بريطانيا أثناء الإجلاء وأُصيب زوجها.. امرأة سودانية بريطانية معاقة ماتت جوعاً في الخرطوم بعدما حاصرها الرصاص، ومنظمات دولية تحذر من انفجار الأوضاع #السودان pic.twitter.com/9Ep3B3DisL
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) May 29, 2023
لكن علوية، التي كان من المستحيل الوصول إليها وظلت محاصرة في منزلها لعدة أيام، ماتت جوعًا وعثر عليها موظف في السفارة التركية وقد فارقت الحياة داخل منزلها في وقت سابق من مايو/ أيار الجاري.
ونقلت "بي بي سي" عن أزهار، حفيدة علوية وعبد الله، أن ما حدث لجدّيها كان جريمة ضد الإنسانية، ليس فقط من قبل قوات الدعم السريع والجيش السوداني، ولكن من قبل السفارة البريطانية لأنهم الوحيدون الذين كان بإمكانهم منع حدوث ذلك.
وأصبح الجوع يهدد السودانيين بفعل الحرب، حيث حذرت منظمة الأغذية والزراعة الإثنين الماضي من انفجار الوضع في البلاد.
كما حذر تقرير المنظمة الأممية من امتداد الأزمة السودانية إلى دول الجوار وحدوث موجات نزوح جماعي، إضافة إلى تعرّض المساعدات الإنسانية وجهود الإغاثة الإقليمية للخطر بسبب انعدام الأمن.
بدوره، حذر برنامج الأغذية العالمي أخيرًا من أنه من المتوقع أن ينحدر في الأشهر المقبلة ما بين 2 إلى 2.5 مليون شخص إضافي في السودان إلى الجوع نتيجة العنف المستمر في البلاد.