Skip to main content

آبي أحمد يستبدل نداء الحرب بالمصالحة.. محاولة إفلات من المحاسبة؟

السبت 8 يناير 2022

على نحو مفاجئ، استبدل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد نداء الحرب بالدعوة إلى مصالحة وطنية بين أطراف الصراع في البلاد.

وصاحب هذه الدعوة قرار إطلاق سراح عدد من قادة المعارضة، سواء من قومية الأورومو، أو من جبهة تحرير تيغراي.

في التوقيت، يأتي هذا القرار بالتزامن مع مكاسب سريعة يحققها الجيش الإثيوبي على الأرض أدّت إلى انكفاء مقاتلي جبهة تيغراي الذين كانوا قبل أسابيع فقط على مشارف أديس أبابا.

لكن، في خلفيّات قرار المصالحة، تبدو حاضرة الضغوط الدولية، والأميركية خصوصًا، بوقف الحرب بعد أن أدّت إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة.

إزاء ذلك، تُطرَح العديد من علامات الاستفهام، فهل تكفي دعوة المصالحة لإنهاء الحرب في بلد متعدد الإثنيات؟ وهل هي محاولة من آبي أحمد للإفلات من المحاسبة الشعبية والدولية أيضًا؟

"إثيوبيا لن تركع لأحد"

يرى الصحافي فهد العنسي أنّ الشعب الإثيوبي برهن مرّة أخرى أنّ إثيوبيا لن تركع أبدًا لأحد، لافتًا إلى "كم هائل من المؤامرات التي تعرّضت لها الدولة الإثيوبية"، على حدّ وصفه.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من أديس أبابا، إلى أنّ الحكومة عندما استعادت إقليمي أمهرة وعفر، لم تتوغل في إقليم تيغراي، مع أنّها كانت تستطيع، "ولديها القدرة على أن تمحو الجبهة عن بكرة أبيها"، على حدّ تعبيره، "ولكنّها آثرت الحوار والحلّ السلمي على ذلك".

ويشدّد على أنّ "الغاية الأسمى كانت استعادة تلك المناطق التي سيطرت عليها الجبهة"، مشيرًا إلى أنّ "باب الحوار مفتوح الآن، وبرهنت الحكومة ذلك أيضًا بإطلاقها سراح السجناء السياسيين".

ويشير إلى أنّ الإفراج عن عدد من مقاتلي جبهة تحرير تيغراي "يوحي أنّ الحكومة صارت ربما أكثر ليونة" في موقفها من الجبهة، لأنّ شعب تيغراي يتضرّر كثيرًا ممّا يحصل.

جبهة تحرير تيغراي "لم تُهزَم"

في المقابل، يشير الناشط الإعلامي من إقليم تيغراي مصطفى حبشي إلى أنّ جبهة تحرير تيغراي لم تُهزَم على الإطلاق منذ بداية الحرب، أي منذ أكثر من عام، "عندما غزا الجيش الإثيوبي والمرتزقة الإريتريون والميليشيات الإثيوبية إقليم تيغراي".

ويلفت حبشي في حديث إلى "العربي"، من الخرطوم، إلى أنّ الجبهة استطاعت أن تعيد السيطرة على إقليمها وعلى معظم المدن داخله، ما عدا الشريط الحدودي الذي يربط بين السودان وإثيوبيا، واستطاعت أن تتوغل داخل إقليم أمهرة وبعض المدن في إقليم عفر.

وينفي أن تكون جبهة تحرير تيغراي قد "هُزِمت" في الآونة الأخيرة، موضحًا أنّها انسحبت من المدن والمناطق التي كانت تسيطر عليها في إطار مبادرة حسن نيّة للوصول إلى حلّ سلمي وإيقاف الحرب داخل إثيوبيا.

ويشدّد على أنّ نظام آبي أحمد لا يزال في المقابل يقصف المدن، متسائلًا: "كيف لحكومة كهذه أن تقول إنّها تريد السلام؟".

تحديات تواجه "مشروع" آبي أحمد

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة صقريا خيري عمر فيعرب عن اعتقاده بأنّ سياسة آبي أحمد في الفترة الأخيرة تحاول أن تستعيد مبادرة القيادة مرة أخرى، خصوصًا أنّه منذ اندلاع الحرب لم يحقق انتصارًا واضحًا ضدّ إقليم تيغراي.

ويشير عمر في حديث إلى "العربي"، من إسطنبول، إلى أنّ آبي أحمد يحاول أن يعيد ما خسره من تحالف مع إريتريا، ومن تحالفات أخرى على مستوى إثيوبيا.

ويرى أنّ القضية الأساسية التي تواجه آبي أحمد هي أنه ليس هناك إستراتيجية واضحة لديه، كما أنّ محتوى الحرب أكثر من محتوى السلام في سياساته، وبالتالي المعضلة التي أمامه هي كيف يوفّق بين المسارين، خصوصًا مع اندلاع أزمة الثقة في كثير من الأمور.

ويعتبر أنه إذا لم يستطع آبي أحمد تطوير هذه التحديات لتكون مشروعًا واضحًا في ترتيب السلطة والثروة وخفض النزاعات الدينية، فإنّ مشروعه للسلام لن يكون سهلًا وقابلًا للتطبيق.

المصادر:
العربي
شارك القصة