اضطرت ابنة الـ9 أعوام الأوكرانية إلى الخضوع لعملية بتر ذراعها اليسرى، وذلك بعد تعرضها لإطلاق نار أثناء فرارها من منزلها قرب كييف، حيث قالت إنها تأمل في أن القوات الروسية "لم تكن تقصد إيذاءها".
وذكرت صحيفة "الديلي ميل" أن الفتاة الصغيرة، التي تم التعرف عليها فقط باسم ساشا، تتعافى من الحادث المفجع الذي سلب منها والدها، بمستشفى بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف.
وكانت ساشا ووالداها وشقيقتها يفرون من القتال في ضاحية هوستوميل بالمدينة، عندما تعرضت سيارتهم لإطلاق نار، مما أدى إلى إصابة الطفلة ووفاة الوالد قبل أن تلجأ هي ووالدتها وشقيقها إلى قبو هربًا من الهجوم.
وبعد أيام من الألم والأوجاع، تم نقل الطفلة الأوكرانية إلى المستشفى من قبل السكان الذين قاموا طوال العملية، بالتلويح بعلم أبيض خشية تعرضهم لإطلاق نار ثانٍ من قبل الجيش الروسي.
وبحسب الصحيفة البريطانية، ورد أن الفتاة قالت من سريرها في المستشفى إنها لا تعرف لماذا أطلق الروس عليها الرصاص، وقالت: "آمل أن يكون ذلك عن طريق الخطأ وأنهم لم يقصدوا إيذائي فعلًا".
وشرحت عن اللحظات الصعبة التي عاشتها مع عائلتها، مشيرةً إلى أنها تلقت رصاصة في ذراعها لكنها استمرت بالهرب خلف شقيقتها، حين رأت أن أمها انهارت وسقطت على الأرض، فقالت: "اعتقدت أنها نهاية العالم لكنها لم تمت، كانت تحتمي فقط من إطلاق النار".
Sasha was fleeing fighting in Hostomel, west of Kyiv, when she was shot Russians opened fire on family car, killing her father and wounding her arm After two days in and out of consciousness while hiding, she made it to hospital FULL STORY: https://t.co/RCeWGah4Dh pic.twitter.com/48e5O5yDcW
— Daily Mail Online (@MailOnline) March 15, 2022
أما طبيًا، فيؤكّد الطبيب فلاديسلاف جوربوفيتش جراح الأوعية الدموية في المستشفى المركزي في إربين، أنه قرر بتر طرف ساشا بعد أن اكتشف أن ذراعها أصيبت بالغرغرينا المهددة للحياة، وفقًا لصحيفة "الديلي ميل".
وأعربت إحدى الممرضات في المركز الطبي، والتي عالجت ساشا عن دهشتها لشجاعة الفتاة، على الرغم من الصدمة الكبيرة التي تعيشها بفقدانها والدها وذراعها.
وذكرت الصحيفة أن أول شيء قالته ساشا لها كان: "من فضلك كوني صريحة، هل لدي يد يسرى أم لا؟".
وأضافت الممرضة: "سألت بعد ذلك عما إذا كانت ستتمتع بصحة جيدة وإذا كان بإمكانها الحصول على ذراع اصطناعية باللون الوردي". وقالت: "إنها قوية جدًا. إنها لا تبكي لأنها تعتقد أن الضعفاء فقط هم من يبكون".
يذكر أنه في آخر حصيلة للضحايا المدنيين في أوكرانيا، أكد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، مقتل 691 مدنيًا وإصابة 1143 آخرين منذ بدء الهجوم الروسي فجر 24 فبراير/ شباط الماضي.
وارتفعت حصيلة القتلى المدنيين الجديدة، والتي تضم 48 طفلًا، من 636 قتيلًا مدنيًا طبقًا للتقرير السابق أمس الإثنين، في حين تعتقد المنظمة الأممية بأن العدد الفعلي للقتلى المدنيين "أكبر بكثير".
ولم يستثن الهجوم الروسي الأحياء المدنية والمستشفيات في أوكرانيا، ومنها مشفى للولادة في مدينة ماريوبول المحاصرة.