الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

روسيا "تكرّر" سيناريو سوريا في أوكرانيا.. الأمم المتحدة توثق مقتل 691 مدنيًا

روسيا "تكرّر" سيناريو سوريا في أوكرانيا.. الأمم المتحدة توثق مقتل 691 مدنيًا

Changed

تقرير لـ"العربي" يرصد تكاليف الهجوم الروسي على أوكرانيا (الصورة: غيتي)
في آخر حصيلة مؤكدة للضحايا المدنيين في أوكرانيا، أكد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، مقتل 691 مدنيًا وإصابة 1143 آخرين.

مع دخول الهجوم الروسي على أوكرانيا اليوم الـ20، تسعى الأمم المتحدة إلى توثيق أعداد القتلى المدنيين الذين يسقطون جراء القصف، في وقت بات فيه الجيش الروسي يلجأ في أوكرانيا إلى النهج نفسه الذي اتبعه في سوريا لدفع الخصم إلى الاستسلام والمدنيين إلى الفرار، وفق منظمات إنسانية.

وفي آخر حصيلة مؤكدة للضحايا المدنيين في أوكرانيا، أكد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، مقتل 691 مدنيًا وإصابة 1143 آخرين منذ بدء الهجوم الروسي فجر 24 فبراير/ شباط الماضي.

وارتفعت حصيلة القتلى المدنيين الجديدة، والتي تضم 48 طفلًا، من 636 قتيلًا مدنيًا طبقًا للتقرير السابق أمس الإثنين.

وفي وقت يرصد فيه مراقبون لحقوق الإنسان تابعون للأمم المتحدة عدد القتلى والمصابين في البلاد، تعتقد المنظمة الأممية بأن العدد الفعلي للقتلى المدنيين "أكبر بكثير" بسبب القتال العنيف في بعض المناطق، ولتأخر الإبلاغ عن الضحايا من إيزيوم في منطقة خاركيف، ومدينة ماريوبول جنوبي البلاد وفولنوفاخا في إقليم دونيتسك.

روسيا تتبع سيناريو سوريا

ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، بدا واضحًا استخدام موسكو تكتيكات عسكرية عمدت إلى اتباعها في سوريا، لمساندة النظام السوري في كسر شوكة المعارضة، بحسب ما توثّق بعض المجموعات الحقوقية.

وفي هذا السياق، اعتبر الطبيب الفرنسي رفائيل بيتي الذي يعمل مع منظمات إنسانية شاركت في تقديم المساعدة في سوريا، أن الجيش الروسي يلجأ في أوكرانيا إلى النهج نفسه الذي اتبعه في سوريا لدفع الخصم إلى الاستسلام والمدنيين إلى الفرار، عبر محاصرة المدن وقصفها بشكل مكثف وتدمير المستشفيات.

وقال المسؤول عن اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الصحية في فرنسا لوكالة فرانس برس: "رأينا كيف دفع الروس مدينة حلب إلى الاستسلام نهاية عام 2016، لقد فعلوا ذلك على ثلاث مراحل: قاموا بمحاصرتها ثم قصفها بشكل مكثف يوميًا، ثم انتظار أن يستسلم المدنيون من خلال الجوع والبرد وعدم توفر مياه الشرب"، مشدّدًا على أن "لا أهمية للمدنيين".

وأضاف: "بالنسبة للروس لا قيمة لأرواح الناس بمفهومنا نحن. لديهم عقلية الاتحاد السوفياتي السابق. إنها عقلية الكاي جي بي وبالتالي لا قيمة للفرد والهدف المنشود وحده المهم".

وبحسب قوله، استخلص الروس الدروس من الحرب في أفغانستان. وتابع قائلًا: "إذا عمدتم إلى احتلال المدن في الداخل تسهلون حرب العصابات. الهدف هو القيام بعكس ذلك أي جذب الخصم إلى داخل المدن".

ومدينة ماريوبول الساحلية الإستراتيجية على البحر الأسود خير مثال على ذلك منذ بدء التدخل الروسي في أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضيـ إذ قتل أكثر من ألفين من سكان المدينة المحاصرين تحت القصف والبرد والجوع، بحسب رئيس بلديتها.

تدمير المشافي لدفع الناس للفرار

وفي 9 مارس/ آذار دُمر مستشفى للأطفال بانفجار قنبلة، مذكرًا بتدمير العديد من المراكز الطبية والمستشفيات في مناطق المعارضة السورية عبر قصفها من قبل الطائرات الروسية.

ولم يتوقف ذلك إلى اليوم منذ التدخل العسكري الروسي إلى جانب النظام السوري في أواخر سبتمبر/ أيلول 2015 لمنع رئيس النظام بشار الأسد من السقوط بعد ثورة شعبية كادت أن تطيح به لولا هذا التدخل ومساندة قواته في استعادة مناطق شاسعة من أيدي المعارضة.

ويشير البروفيسور بيتي أخصائي التخدير والإنعاش والمتخصص في إصابات الحروب إلى "أنه سلاح حرب لترهيب السكان. بمجرد تدمير المستشفيات يفر السكان".

ويقول: "في سوريا وضعنا في وقت من الأوقات المستشفيات داخل مناجم مهجورة مقتنعين بأنها ستكون في منأى من القصف. لكننا لم نتنبه بأن للروس أسلحة مضادة للخنادق تنفجر على عمق 17 مترًا وقاموا باستخدامها".

في حلب كما في الغوطة بضواحي دمشق أو في غروزني بالشيشان، بمجرد حصول الاستسلام يجري "فرز" السكان وإرغام أولئك الذين كانوا ضد الطرف المنتصر على الرحيل.

ويقول رفائيل بيتي الذي نفذ أكثر من 30 مهمة إنسانية في سوريا منذ عام 2011 عقب اندلاع الثورة في مارس/ آذار من الشهر المذكور: "تؤَمن شاحنات لنقل كل الذين لا يريدون البقاء مع النظام".

ويضيف: "الذين يريدون البقاء تحت سلطة النظام يتوجهون إلى المناطق التي تسيطر عليها دمشق بينما يُسمح للآخرين بالتوجه إلى مناطق خفض العنف أي منطقة إدلب" التي باتت اليوم آخر معقل للمعارضة في سوريا.

ومنذ بداية الهجوم الروسي، فر أكثر من 2,8 مليون شخص من أوكرانيا، ويؤكد أن "هذا هو بالضبط ما فعله الأسد وبوتين، سمحوا للمدنيين بالمغادرة" للسيطرة على البلاد بشكل أفضل.

ترقب لعمليات إجلاء

إلى ذلك أكد متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن أكثر من 70 حافلة جاهزة في مدينة سومي المحاصرة بشمال أوكرانيا لإجلاء المدنيين الذين تجمعوا قبيل بدء عملية "مرور آمن" يأمل الصليب الأحمر أن تبدأ اليوم الثلاثاء.

لكن على الرغم من وجود مسار تفاوضي تعول عليه كثير من الدول على انتزاع وقف لإطلاق النار بين موسكو وكييف، وبدء مرحلة ثانية من المفاوضات تفضي للتوصل إلى حل نهائي، إلا أن عمليات النزوح من المدن الأوكرانية تتواصل بفضل الممرات الإنسانية التي تعد أبرز مخرجات المباحثات.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close