أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء، أن بلاده تواصل "الحوار الإيجابي" مع السعودية، وترغب في اتخاذ خطوات ملموسة في الأيام المقبلة لتحسين العلاقات.
وقال أردوغان للصحافيين على متن طائرة خلال رحلة العودة من الإمارات: "نواصل حوارنا الإيجابي مع السعودية. نريد أن نواصل من خلال اتخاذ خطوات ملموسة في الفترة المقبلة. ونريد تطوير العملية في اتجاه إيجابي".
ومنذ مقتل الصحافي السعودي جمال الخاشقجي عام 2018 في إسطنبول، توترت العلاقات بين أنقرة والرياض. وبعد المطالب التركية بمحاكمة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومسؤولين آخرين، فرضت الرياض مقاطعة غير رسمية على البضائع التركية.
وعام 2020، حكمت السعودية بالسجن على ثمانية أشخاص لمدد تتراوح بين سبعة أعوام و20 عامًا لضلوعهم في قتل خاشقجي.
وحينها، اعتبرت أنقرة أن الحكم يعد "مخيبًا للتوقعات"، لكنها خففت نبرتها منذ ذلك الحين في إطار محاولة أشمل لإصلاح العلاقات مع الخليج، بل إنها ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك، وقالت إنه لا توجد أي مشكلة مع الرياض.
"علاقات جيدة مع باشاغا والدبيبة"
في سياق آخر، شدد أردوغان على أهمية من يختاره الليبيون في الانتخابات، وذلك ردًا على سؤال عن تسمية البرلمان الليبي لرئيس وزراء جديد.
وقدمت تركيا الدعم العسكري والتدريب لحكومة الوفاق الوطني الليبية السابقة المعترف بها دوليًا، وساعدتها في صد هجوم استمر عدة أشهر على العاصمة طرابلس، من قبل قوات خليفة حفتر، كما لا يزال لديها عسكريون في ليبيا.
والأسبوع الماضي، اختار مجلس النواب تسمية فتحي باشاغا رئيس الوزراء المؤقت الجديد بعد انسحاب مرشح منافس، فيما رئيس حكومة الوحدة الوطنية الحالي، عبد الحميد الدبيبة لم يتنح حتى اليوم.
وقال أردوغان للصحافيين في رحلة العودة من دبي: "أعلن فتحي باشاغا ترشحه. علاقاتنا مع فتحي باشاغا جيدة. من ناحية أخرى (العلاقات) طيبة أيضًا مع الدبيبة". ونقلت وسائل إعلام تركية قوله: "المهم هو من يختار الشعب الليبي وكيف"، معتبرًا أن محاولة اغتيال الدبيبة قبل أيام كانت "محزنة".
وكان أردوغان قد زار الإمارات الإثنين، في أول زيارة من نوعها منذ عام 2013، جرى التوقيع خلالها مع أبو ظبي على 13 اتفاقية في شتى المجالات.
من جهته، اعتبر الأكاديمي والمحلل السياسي أحمد الذايدي في حديث سابق مع "العربي"، أن علاقات تركيا مع الخليج عادت إلى ما قبل نقطة الربيع العربي ولا سيما أن الأسباب الاقتصادية فرضت نفسها على الطرفين، مشيرًا إلى أن دور أنقرة إقليميًا يعد رئيسًا ويتمدد في المنطقة.