الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

أردوغان يربط عضوية السويد وفنلندا بالناتو بمراعاتهما مخاوف تركيا

أردوغان يربط عضوية السويد وفنلندا بالناتو بمراعاتهما مخاوف تركيا

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تلقي الضوء على رسالة ماكرون إلى أردوغان بشأن فنلندا والسويد (الصورة: الأناضول)
أشار الرئيس التركي إلى أن موقف السويد وفنلندا تجاه المخاوف الأمنية للدول الأعضاء في الحلف، سيحدّد مدى رغبة تركيا في رؤية هذه الدول كحلفاء في الناتو.

ربط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجددًا موافقة بلاده على انضمام السويد وفنلندا لحلف شمال الأطلسي "ناتو"؛ بمدى مراعاة هذين البلدين للمخاوف الأمنية لتركيا، وذلك في مقال له بمجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية.

واعتبر أردوغان، أن موقف السويد وفنلندا في ما يتعلق بمراعاة المخاوف والحساسيات الأمنية للدول التي تريدان التحالف معها، سيحدد مدى رغبة تركيا في رؤية هاتين الدولتين كحليفتين.

وأبدى الرئيس التركي أسفه لعدم إدراك بعض دول الحلف التهديدات الموجهة لتركيا كما ينبغي، في الوقت الذي يقر فيه كل الأعضاء مجددًا بمدى أهمية تركيا بالنسبة للناتو.

وقرّرت فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ردًا على الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير/ شباط الماضي.

لكن الاعتراض التركي نابع من اتهامها لهذين البلدين بدعم حزب العمال الكردستاني الذي تحاربه أنقرة على أراضيها وفي العراق وسوريا. كما طالبت البلدين برفع الحظر على بعض مبيعات الأسلحة لتركيا.

ويشترط حلف الناتو في نظامه الداخلي، موافقة جميع أعضائه الـ 30 على انضمام أي عضو جديد، في وقت جدد الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، دعمه لموقف أنقرة السياسي الذي يعارض طلبات السويد وفنلندا للانضمام إلى "الناتو".

وبحسب أردوغان فإن بلاده ترى أن أي حظر على الأسلحة (من النوع الذي تفرضه السويد على تركيا) يتعارض مع روح الشراكة العسكرية تحت مظلة حلف شمال الأطلسي".

وتابع: "هذه القيود لها عواقب وخيمة ليس فقط على أمننا القومي، لكن أيضا على هوية الناتو".

واستطرد: "أضاف إصرار السويد وفنلندا على الانضمام إلى الحلف بندا غير ضروري على أجندة الناتو. واعتراض تركيا على عضوية البلدين خطوة حاسمة تم اتخاذها نيابة عن جميع الأعضاء الذين كانوا هدفا للإرهاب حتى اليوم".

وأشار الرئيس التركي إلى أن موقف السويد وفنلندا تجاه المخاوف الأمنية للدول الأعضاء في الحلف، سيحدّد مدى رغبة تركيا في رؤية هذه الدول كحلفاء في الناتو.

حرب أوكرانيا شكلت تحديًا للنظام العالمي

ورأى الرئيس التركي في المقال، أن الحرب التي بدأتها روسيا في أوكرانيا، شكلت تحديًا للنظام العالمي وللمعتقدات الشائعة حول الأمن الأوروبي الأطلسي.

ولفت إلى أن تركيا عضو لا غنى عنه في الناتو منذ 70 عاما، وأن القوات التركية شاركت في مهام الناتو في مناطق عدة بالعالم من كوسوفو إلى أفغانستان، مضيفا أن بلاده، أنفقت مليارات الدولارات على تطوير صناعاتها الدفاعية وتعزيز قدراتها.

وأشار أردوغان إلى أن المنتجات الدفاعية التركية خلقت تأثيرات هامة في مناطق حروب مختلفة بما فيها أوكرانيا. كما شدد على أن القدرات المتزايدة لتركيا أسهمت في تعزيز منعة الناتو وقوته.

ومضى قائلًا: إن شركاء تركيا في الحلف رغم أنهم يشيدون بمساهمتها في الأمن الجماعي للناتو، إلا أنهم ينسون ذلك بسرعة عندما لا يكون أمنهم عرضة للتهديد.

ونوه إلى أن أطرافًا عدة اعتبرت أن الناتو منظمة عفى عليها الزمن، في ظل تغير التهديدات حيال السلام والأمن الدوليين في الأعوام الأخيرة.

واستشهد أردوغان بتصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عام 2019 الذي اعتبر فيه أن الناتو يعاني من "موت دماغي".

وشدد على أنه وبالرغم من تلك المواقف، فإن تركيا واصلت التأكيد على أهمية الناتو، ودعت الأعضاء إلى الإقدام على خطوات (مثل تحديث مهمة الناتو لتشمل التهديدات الجديدة وجعل المنظمة أكثر أهمية في مواجهة التحديات الجيوسياسية والعالمية الجديدة).

وأكد على موقف تركيا الداعي لإجراء بعض الإصلاحات في الناتو في ظل التهديدات الأمنية الجديدة.

وذهب أردوغان للقول: بأن عدم اتخاذ خطوات كافية بخصوص الأمن الجماعي، لا سيما في ما يتعلق بالتهديدات الإرهابية، رغم الاستهداف المباشر للعديد من الدول الأعضاء، أضر بالتعاون الأمني وخلق حالة من عدم الثقة البالغة حيال التنظيم لدى الرأي العام في دول "الناتو".

وأوضح أن تركيا شددت على هذا الوضع في جميع قمم الناتو التي شاركت فيها، وأكدت على ضرورة التعاون الدولي من أجل حدوث تبدل في قضية مكافحة الإرهاب.

ومضى قائلًا: "أردنا أن يتعاون الناتو بشكل أقوى في الشؤون الاستخباراتية والعسكرية أثناء مكافحة التنظيمات الإرهابية، وطرحنا هذا ليس فقط لمنع الهجمات الإرهابية، ولكن لإعاقة تمويل الإرهاب وأنشطة التجنيد داخل حدود الناتو أيضا".

كما أشار أردوغان إلى أن بلاده تقدمت إلى "الناتو" بمطالب مشروعة وجوهرية، في وقت كان محيط تركيا يشهد حروبا داخلية.

وأضاف: "قدمنا ​​هذه المطالب لضمان أمن حدودنا ومجالنا الجوي، ومن أجل "الأمن الإنساني" عندما ظهرت أكبر موجة لاجئين في المنطقة منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية".

المصادر:
العربي - الأناضول

شارك القصة

تابع القراءة
Close