الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

أزمات العالم حاضرة في القمة.. مجموعة السبع تنوي حظر الذهب الروسي

أزمات العالم حاضرة في القمة.. مجموعة السبع تنوي حظر الذهب الروسي

Changed

تقرير حول اجتماع قادة الدول السبع في ألمانيا للبحث في تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا وخيارات مواجهة بوتين (الصورة: رويترز)
أعلنت بريطانيا والولايات المتحدة وكندا واليابان حظر استيراد الذهب المستخرج حديثًا في روسيا وليس الذهب الذي تم الحصول عليه قبل فرض الحظر.

في اليوم الأول من قمتها، أعلنت دول مجموعة السبع التي تسعى لتكثيف الضغط على موسكو بعد هجوم استمر أربعة أشهر على أوكرانيا، عزمها حظر واردات الذهب الروسي، المستبعد من أسواق لندن، المركز المالي المهم لتجارة المواد الأولية.

وفي وقت يعيش العالم أزمة بدءًا من الحرب في أوكرانيا مرورًا بالمناخ وصولًا إلى الأمن الغذائي، يلتقي قادة فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان لمدة ثلاثة أيام في جبال الألب البافاريّة ضمن اجتماعات القمّة السنويّة للدول الصناعيّة السبع الكبرى، فيما يخشى البعض من التراخي في دعم كييف.

ونشر آلاف من رجال الشرطة لضمان أمن القمة التي تستمر حتى الثلاثاء في مجمع فاخر عند سفح الجبال. وعلى بُعد نحو مئة كيلومتر من المكان، سار آلاف المتظاهرين السبت في شوارع ميونيخ، للمطالبة بعملٍ أقوى لصالح المناخ من دون تسجيل حوادث تُذكر.

تجفيف منابع تمويل نظام بوتين".

من جانبه، كتب الرئيس الأميركي جو بايدن في تغريدة: "ستعلن مجموعة السبع حظر الذهب الروسي، المصدر الرئيسي للتصدير، ما من شأنه أن يحرم روسيا من مليارات الدولارات".

وبانتظار قرار جماعي في ختام أعمال القمة الثلاثاء، أعلنت بريطانيا والولايات المتحدة وكندا واليابان حظر استيراد الذهب المستخرج حديثًا في روسيا وليس الذهب الذي تم الحصول عليه قبل فرض الحظر.

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: إن "هذه الإجراءات ستضرب بشكل مباشر أثرياء السلطة الروس وتستهدف قلب آلة بوتين الحربية".

وأضاف في بيان أن "بوتين يبدد موارده المتضائلة على هذه الحرب الهمجية وغير المجدية. إنه يغذي غروره على حساب الشعبين الأوكراني والروسي" داعيًا حلفاءه إلى "تجفيف منابع تمويل نظام بوتين".

وبلغت صادرات روسيا أحد أكبر منتجي المعدن الأصفر في العالم، حوالى 15 مليار يورو في 2021، أي ما يعادل 5% من السوق العالمية، بحسب لندن وواشنطن.

وهذا المعدن الثمين هو ثاني منتج تصدره روسيا بعد الطاقة المستهدفة بالعقوبات، إذ إن الغربيين يحظرون بالفعل النفط الروسي ويسعون إلى تقليل اعتمادهم على الغاز الروسي.

ويهدف الإجراء إلى عزل روسيا عن النظام المالي الدولي وتجنب تمويل المجهود الحربي الروسي عبر دفع المليارات لموسكو من خلال الاستيراد.

"قطع الروابط بين الاقتصاد الروسي"

وفي سياق متصل، اعتبر مسؤول أميركي رفيع أن حظر استيراد الذهب يشكل "وسيلة إضافية لقطع الروابط بين الاقتصاد الروسي والنظام المالي".

وأضاف أن تأثير العقوبات "يتراكم بمرور الوقت وستقل قدرة روسيا على شن الحرب بسبب الإجراءات الجماعية التي تتخذها مجموعة السبع".

وتستورد دول مجموعة السبع 90% من صادرات الذهب الروسي، وعلى رأسها المملكة المتحدة التي تعد عاصمتها لندن المركز المالي لتجارة المواد الأولية وأبرزها المعادن.

وأكدت الحكومة البريطانية أن استبعاد الذهب من أسواق لندن، المركز المالي المهم لتجارة المواد الأولية، سيكون له "وقع كبير على قدرة بوتين على جمع الأموال".

وأضافت أن هذا سيضر خاصة بالنخب الروسية التي من الممكن أن تشتري الذهب "في محاولة للالتفاف على العقوبات الغربية".

وفرضت المملكة المتحدة أشد العقوبات الغربية صرامة على روسيا منذ أن بدأت هجومها على أوكرانيا قبل أربعة أشهر، مستهدفة القطاع المالي والنفط وعشرات من أثرياء السلطة الروس، ما يمثل أكثر من مئة كيان وألف شخص.

وحذّر جونسون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن "أي محاولة" للتوصل إلى "حل تفاوضي" الآن في أوكرانيا سيؤدي إلى إطالة حالة "انعدام الاستقرار العالمي"، وفق ما أعلنت رئاسة الحكومة البريطانية.

وقال المتحدث باسم الحكومة: إن الزعيمين توافقا أثناء لقاء على هامش قمة مجموعة السبع في ألمانيا، على أن الوقت الحالي هو "لحظة حساسة في تطوّر النزاع وأنه من الممكن قلب مسار الحرب".

"علينا أن نبقى معًا"

وقبيل عقد القمة، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن للمستشار الألماني أولاف شولتس أن الغرب يجب أن يبقى موحّدًا في مواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا.

وبعد سقوط صواريخ روسية صباح الأحد على مجمع سكني في كييف، أبدى الزعيمان تفاهمًا ووقفا مبتسمَين أمام عدسات الكاميرات وخلفهما جبال الألب البافاريّة في ألمانيا.

وقال بايدن لشولتس: "علينا أن نبقى معًا".

واعتبر أن بوتين كان يأمل في أن "ينقسم حلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع بطريقة ما". وأضاف "لكنّنا لم نفعل ولن نفعل ذلك".

ووصف ألمانيا بأنها "أقرب حليف" للولايات المتحدة.

وأشاد بشولتس معتبرًا أنه كان له "تأثير رائع على سائر أوروبا للتحرك، خصوصًا فيما يخص أوكرانيا".

وأكد مسؤول كبير في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي "طور علاقة عمل وثيقة جدًا وفعّالة مع المستشار شولتس".

"لا تتخلوا" عن أوكرانيا"

في غضون ذلك، سيكون استمرار الدعم لأوكرانيا التي دخل الهجوم الروسي على أراضيها شهره الخامس، في صلب اجتماع مجموعة السبع، وكذلك على رأس جدول أعمال قمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ستُعقَد على مدى يومين في مدريد اعتبارًا من 28 يونيو/ حزيران.

وحذّر الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ من أن الحرب في أوكرانيا قد تستمر "سنوات".

أمّا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يُخاطب قادة مجموعة السبع الإثنين عبر الفيديو، فسيُطالب مجددًا بإرسال أسلحة ثقيلة إلى بلاده بعد سيطرة الروس على سيفيرودونيتسك (شرق).

ويريد بايدن أن يُظهر لحلفائه أنّ مقارعة روسيا والتصدّي للصين هدفان متكاملان وغير متعارضين، حسبما قال منسّق التواصل الإستراتيجي في البيت الأبيض جون كيربي.

من جهته، أكّد مسؤول رفيع في البيت الأبيض أنّ قمّة مجموعة السبع يجب أن تتوصّل إلى "مجموعة مقترحات ملموسة لزيادة الضغط على روسيا وإظهار دعمنا الجماعي لأوكرانيا".

ولم يُحدد المسؤول بالتفصيل هذه الإجراءات المحتملة، بينما اتخذت الدول الغربيّة من قبل قرارات بشأن جوانب عدّة من العقوبات ضدّ نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

قادة يواجهون صعوبات

ويتوقع أن يُدرج الخفض الكبير في شحنات الغاز من قبل موسكو، الذي يهدف حسب الغربيين إلى التسبب بأزمة طاقة في أوروبا قبل فصل شتاء سيسوده التوتر على الأرجح، على رأس جدول أعمال المناقشات اليوم.

وبدأ قادة الدول السبع محادثاتهم بجلسة حول الاقتصاد العالمي الذي يعاني من تضخم متسارع مرتبط خصوصًا بارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية.

وتهدف مشاركة إندونيسيا والهند والسنغال وجنوب إفريقيا والأرجنتين، وهي اقتصادات ناشئة معرضة بشكل خاص لخطر نقص الغذاء وأزمة المناخ، في القمة إلى صياغة ردود مشتركة على هذه التحديات.

وتتوقع الجهات الفاعلة في مجال المناخ أيضًا تقدمًا ملموسًا من مجموعة السبع، بما في ذلك "التخطيط" للتخلص بشكل كامل من الوقود الأحفوري.

وكان المستشار الألماني شهد انخفاضًا في شعبيته في الأشهر الأخيرة بسبب عدم إظهاره دعمًا قويًا لكييف. وهو يعول على مجموعة السبع هذه لتلميع صورته في ألمانيا وخارجها.

أما بايدن فيواجه في أميركا أكثر انقسامًا بعد أن طعنت المحكمة العليا في حق الإجهاض، في بلد يعاني بشدة من ارتفاع معدلات التضخم.

وأخفق نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أسبوع في الحصول على الأغلبية المطلقة وسيتعين عليه التعامل مع أطراف أخرى في التزام غير مسبوق بالنسبة له.

أما جونسون الذي أضعفته فضيحة الحفلات (بارتي غيت)، فقد شهد خسارة حزبه مقعدين في انتخابات فرعية ويبدو في مأزق.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close