الإثنين 30 Sep / September 2024

إعلان حالة الطوارئ.. هذه تفاصيل رحلة "هروب" الرئيس السريلانكي للمالديف

إعلان حالة الطوارئ.. هذه تفاصيل رحلة "هروب" الرئيس السريلانكي للمالديف

شارك القصة

مواكبة من "العربي" للاحتجاجات في سريلانكا (الصورة: مواقع التواصل)
عانى الرئيس السريلانكي ليصل إلى جزر المالديف في رحلة شاقة استخدم خلالها سفينة حربية ثم مروحية ورفضت الهند استقباله بعد انتفاضة شعبية أطاحت به.

وصل الرئيس السريلانكي غوتابايا راجابكسا، فجر اليوم الأربعاء، إلى المالديف على متن طائرة عسكرية أقلّته من كولومبو، بعد تعهده بالاستقالة من منصبه إثر ثورة شعبية عارمة ضدّه، ما دفع رئيس الوزراء إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد.

وقال مسؤول في مطار ماليه، عاصمة جزر المالديف، لوكالة فرانس برس: إنّ طائرة عسكرية من طراز أنطونوف-32 هبطت في المطار آتية من كولومبو، وعلى متنها أربعة أشخاص بينهم الرئيس البالغ 73 عامًا وزوجته وحارس شخصي. وأضاف أنه فور نزولهم من الطائرة تمّ اصطحابهم، بحراسة الشرطة، إلى وجهة لم تُعرف في الحال.

بدورها، نشرت كيتا موهن محررة الشؤون الخارجية في تلفزيون INDIATODAY (الهند اليوم) مقطعًا مصورًا لموكب سيارات، قالت إنه يعود لموكب الرئيس راجاباكسا حيث استقبله رئيس البرلمان في جزر المالديف، محمد ناشيد، قبل أن يقله معه إلى وجهة غير معلومة.

وبعد ساعات من فرار الرئيس، أعلنت سريلانكا حالة طوارئ عامة الأربعاء، حسبما أعلن مكتب رئيس الوزراء.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء دينوك كولومباج لوكالة فرانس برس: "بما أن الرئيس غادر البلاد، أُعلنت حالة طوارئ للتعامل مع الوضع في البلاد".

ساعات صعبة 

وكان مسؤولون في مطار كولومبو قد أفادوا بأن الطائرة العسكرية أقلعت متجهة إلى المالديف بعد حصولها على إذن بالهبوط في مطار ماليه. وقال أحد هؤلاء المسؤولين للوكالة نفسها إن الرئيس ومرافقيه "خُتمت جوازات سفرهم واستقلوا رحلة خاصة للقوات الجوية".

وبحسب مسؤولين في مطار كولومبو، فإن الطائرة ظلت جاثمة لأكثر من ساعة على مدرج المطار، من دون أن تتمكن من الإقلاع، وذلك بسبب التباس بشأن ما إذا كانت سلطات جزر المالديف قد سمحت لها بالهبوط على أراضيها أم لا.

وقال مسؤول في مطار العاصمة السريلانكية للوكالة الفرنسية: "كانت هناك بعض لحظات القلق، لكن في النهاية سارت الأمور على ما يرام". وأشار إلى أن الطائرة أقلعت متجهة إلى مطار ماليه الدولي. وأضاف أنّ العديد من المحيطين بالرئيس لم يسافروا معه على متن هذه الطائرة العسكرية.

وكان هؤلاء قد توجهوا معه إلى مطار كولومبو الإثنين للسفر برفقته إلى دبي، لكنهم عادوا أدراجهم بعدما رفض مسؤولو الهجرة التوجّه إلى قاعة كبار الزوار لختم جوازات سفرهم، في وقت أصر فيه راجابكسا على عدم استخدام المرافق العامة في المطار.

الهند ترفضه 

وكان راجاباكسا وعد بإعلان استقالته من منصبه الأربعاء، قائلاً إنّه يريد إتاحة حصول "انتقال سلمي للسلطة". وأعلن رئيس البرلمان السريلانكي ماهيندا أبيواردانا، في تصريح متلفز، أن "الرئيس قال إنه سيتنحّى في 13 يوليو/ تموز لضمان انتقال سلمي" للسلطة.

وكان الرئيس فرّ من مقرّ إقامته الرسمي في العاصمة كولومبو، يوم السبت، بعد أن اقتحم هذا المقر عشرات آلاف المحتجين الغاضبين متوجين بذلك أشهرًا من التظاهرات المطالبة باستقالته بسبب أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد.

وسعى راجاباكسا للسفر إلى الخارج بينما لا يزال يتمتع بالحصانة من الملاحقة القضائية، لأنه إذا استقال أثناء وجوده في بلاده فستسقط عنه الحصانة ومن المرجح أن يتعرض للاحتجاز.

وفشلت محاولاته السابقة للسفر على متن طائرة عسكرية إلى الهند، أقرب جيران سريلانكا، إذ لم تسمح السلطات الهندية لطائرة عسكرية بالهبوط في مطار مدني. ولا يصدر مكتب الرئاسة بيانات عن وضع الرئيس، لكن راجابكسا الذي لا يزال القائد الأعلى للقوات المسلحة يتمتع بإمكانية استخدام وسائط عسكرية.

سريلانكا
طفلان يقومان بالعزف على البيانو الخاص بالرئيس بعد اقتحام القصر - فيسبوك

تمرد الركاب على "الأخ الأصغر"

واستخدم الرئيس بالفعل سفينة تابعة للبحرية لنقله السبت من القصر الرئاسي الذي يحاصره المحتجون إلى قاعدة كاتوناياكي، في شمال شرق البلاد. وتوجه الإثنين إلى مطار كولومبو الدولي على متن مروحية.

وأمضى الرئيس وزوجته ليلة الثلاثاء في قاعدة عسكرية بالقرب من المطار الدولي بعد أن فاتته أربع رحلات جوية كان من الممكن أن تقلهما إلى الإمارات. وفوّت شقيقه الأصغر باسل الذي استقال من منصب وزير المالية في أبريل/ نيسان رحلة جوية متجهة إلى دبي، بعد مواجهة مماثلة مع سلطات الهجرة. 

وحاول باسل استخدام خدمة مدفوعة الأجر لحمل الحقائب مخصصة للمسافرين من رجال الأعمال، لكنّ موظفي المطار والهجرة أعلنوا إيقاف هذه الخدمة السريعة بأثر فوري. وقال مسؤول في المطار لوكالة فرانس برس إن "بعض الركاب احتجوا على صعود باسل على متن طائرتهم"، مضيفًا: "كان الوضع متوترًا، لذلك غادر المطار على عجل". وانتشر مقطع فيديو يوثق لحظة رفض الركاب لباسل. 

وكان من المقرر أن يتقدم باسل الذي يحمل الجنسية الأميركية أيضًا، بطلب للحصول على جواز سفر جديد، بعد أن ترك جواز سفره في القصر الرئاسي عند فرار عائلة راجابكسا السبت إثر هجوم المحتجين، وفقًا لمصدر دبلوماسي.

أزمة مستمرة

وترك الرئيس السريلانكي في القصر حقيبة مليئة بالوثائق و17,85 مليون روبية (49 ألف يورو) نقدًا، تم تسليمها للمحكمة.

وفي حال استقالة راجابكسا، فسيتولى رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ منصب الرئيس بالوكالة تلقائيا، إلى حين انتخاب البرلمان نائبا يكمل الولاية التي تنتهي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024. لكن الأخير يواجه أيضًا تحديًا من قبل المتظاهرين الذين يخيمون أمام مكتب الرئاسة منذ أكثر من ثلاثة أشهر للمطالبة باستقالة الرئيس بسبب الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تمر بها البلاد.

ويتهم راجابكسا بسوء إدارة الاقتصاد إلى حد أن العملات الأجنبية نفدت من البلاد لتمويل حتى الواردات الأساسية، وهو أمر ترك السكان البالغ عددهم 22 مليون نسمة في وضع صعب للغاية.

وتخلّفت سريلانكا عن سداد ديونها الأجنبية البالغ قدرها 51 مليار دولار في أبريل وتجري محادثات مع صندوق النقد الدولي من أجل خطة إنقاذ محتملة. واستهلكت البلاد تقريبًا إمداداتها الشحيحة أساسًا من البترول. وأمرت الحكومة بإغلاق المكاتب والمدارس غير الأساسية لتخفيف حركة السير وتوفير الوقود.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة