الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

اتحاد الشغل في تونس يرفض شروط صندوق النقد.. مناورة أم تبدل للمواقف؟

اتحاد الشغل في تونس يرفض شروط صندوق النقد.. مناورة أم تبدل للمواقف؟

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تبحث في أسباب رفض اتحاد الشغل في تونس شروط صندوق النقد (الصورة: الأناضول)
نسفت التصريحات الأخيرة للاتحاد التونسي للشغل الاتفاق الأخير مع الحكومة، حيث شدد نور الدين الطبوبي على رفضهم شروط الصندوق "غير الشعبية".

أكّد الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، أن النقابة العمالية لن تقبل بأي قرارات "غير شعبية" قد تصدر عن مفاوضات الحكومة الحالية مع صندوق النقد الدولي، تشمل رفع الدعم عن الكهرباء والمواد الأساسية.

وأضاف الطبوبي في اجتماع نقابي جنوبي البلاد، أن الاتحاد العام التونسي للشغل سيدافع عما سماها "مكتسبات الطبقة العاملة"، وذلك بعد شهر واحد من اتفاق بين الاتحاد وحكومة نجلاء بودن.

نسف الاتفاق الثلاثي

هذه التصريحات النارية التي تستبق المفاوضات الشاقة مع صندوق النقد، يبدو أنها نسفت الاتفاق مع الحكومة حيث شدد الطبوبي على رفضهم لشروط الصندوق المتعلقة بإصلاح هيكلي للمؤسسات الحكومية المتعثرة بما قدد يهدد مصالح الطبقة العاملة، على حد قوله.

وتسعى حكومة بودن للحصول على قروض موسعة من صندوق النقد الدولي تسهم في الحد من الأزمة الاقتصادية الخانقة.

على الطرف الآخر، يرى محللون أن تصريحات الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل ليست رجوعًا كاملًا عن الاتفاق الثلاثي الموقع مع الحكومة واتحاد الأعراف برعاية من الرئيس قيس سعيّد، إنما هي مناورة إعلامية يهدف من خلالها الاتحاد إلى تذكير الحكومة بقدرته على الحشد ضد أي قرارات غير شعبية.

ويأتي هذا الشدّ والجذب بين الطرفين، في أتون أزمة سياسية واقتصادية خانقة تعصف بتونس التي تعيش أسواقها ندرة في الكثير من المواد الأساسية، ويرزح معظم مواطنيها تحت ضغوط اقتصادية واجتماعية هائلة.

إلى جانب أزمة سياسية أطلت برأسها منذ تولي سعيّد واتخاذه إجراءاته الاستثنائية في يوليو/ تموز من العام الماضي، ولا يبدو أنها في الطريق إلى حل قريب.

"نبرة عالية ثم قبول"

ومن تونس، يقول مراد اليعقوبي الأكاديمي والباحث السياسي، أن كلام الطبوبي الأخير شبيه بتصريحات سابقة مماثلة وضع فيها عدة "فيتوهات"، عاد وتنازل عنها بعد ذلك عند التفاوض مع الحكومة لأن المسألة ليست إرادة شخصية أو رغبة في الرفض والقبول، بل هناك سياق عام دخل فيه الاتحاد منذ البداية تمثل في مساندته لانقلاب سعيّد.

ويضيف في حديث مع "العربي": "رغم محاولات تراجع الاتحاد إلا أن هذا الأمر لم يعد ممكنًا كون سعيّد سيطر على معظم مؤسسات الدولة، رغم أن الإشارات منذ البداية كانت تدل على ذلك، وربما لم يفهم الاتحاد هذا الوضع وبات يعاني من تخبط تارة في تصريحات نارية عالية النبرة وتارة أخرى القبول والحديث عن بعض المكاسب".

البعد السياسي لموقف اتحاد الشغل

كما لفت اليعقوبي إلى أن الاتحادات الجهوية أصبحت متنفسًا للخطاب العالي للاتحاد، في حين أن الأمانة العامة المركزية للاتحاد تتعامل من منطلق قبول الحوار والحديث عن مساهمة إيجابية.

لذلك يعتقد الباحث السياسي التونسي أن هذا التردد إنما يؤكد على أن المسار الذي دخل فيه الاتحاد العام التونسي للشغل كان "خاطئًا والجميع سيدفع الثمن".

ويردف أن موقف الاتحاد له بعد سياسي إن "كان دائمًا يتدخل في السياسة ويعتبر أن ذلك من حقه، أما اليوم عندما سؤل عن موقفه من قانون الانتخابات قال إنه لم يتطلع عليه".

وعن تأثير تراجع الاتحاد عن الاتفاق الثلاثي على المفاوضات مع صندوق النقد، يرى اليعقوبي أن الظرف العام بين المفاوضات السابقة والقادمة لم يتغير لذلك "في ظل هذا الوضع المتردي لا يمكن للاتحاد إلا أن يكون له خطابًا عاليًا للمزايدة أو محاولة كسب بعض العناصر القليلة، قبل أن يسلك الطريق الذي تفرضه سلطة الانقلاب".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close