الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

ارتفاع سقف التوتر بين إيران ووكالة الطاقة والغرب.. طهران: لن نتراجع

ارتفاع سقف التوتر بين إيران ووكالة الطاقة والغرب.. طهران: لن نتراجع

Changed

حبور أكد لـ "العربي" أن واشنطن أخطأت جدًا في تفسير ما قامت به طهران خلال السنوات الماضية (الصورة: غيتي)
يرتفع سقف التوتر على خط الملف النووي الإيراني، حيث دعت كل من برلين وباريس ولندن طهران إلى "القبول بشكل عاجل" بالتسوية المطروحة.

حضّت برلين ولندن وباريس في بيان مشترك طهران على "إنهاء التصعيد النووي" و"القبول الآن بشكل عاجل بالتسوية المطروحة على الطاولة" منذ مارس/ آذار، لإحياء اتفاق 2015 الذي يُفترض أن يمنع إيران من صنع قنبلة ذرية. 

وقالت الدول الثلاث في البيان الذي نشرته الخارجية الألمانية، إنه في ما يتعلق بالتسوية المطروحة على الطاولة منذ مارس: "نأسف لأن إيران لم تنتهز بعد هذه الفرصة الدبلوماسية"، و"ندعو إيران إلى القيام بذلك فورًا".

إغلاق كاميرات

وفي وقت سابق الخميس، ندّدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقرار إيران "إغلاق 27 كاميرا" لمراقبة أنشطتها النووية، محذرة من "ضربة قاضية" للمحادثات حول هذا الملف الشائك في حال استمر التعطيل.

وقال المدير العام للوكالة رافائيل غروسي في مؤتمر صحافي بمقر الوكالة في فيينا: إن إزالة إيران كاميرات المراقبة يُعد تحديًا كبيرًا لقدرة المفتشين على مواصلة العمل هناك.

وأكدت برلين ولندن وباريس أنها "تندد" بقرار طهران هذا. واعتبرت الدول الثلاث أن "هذا يفاقم الوضع ويعقّد جهودنا نحو استعادة العمل بالكامل" بالاتفاق المبرم عام 2015، والذي ينصّ على الحد من أنشطة إيران النووية مقابل تخفيف العقوبات الدولية عنها.

ودعت البلدان الثلاثة في بيانها المشترك إيران إلى وقف تصعيدها النووي وإبرام الاتفاق المطروح حاليًا على الطاولة بشكل عاجل، من أجل إعادة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة في الوقت الذي لا يزال هذا فيه ممكنًا. 

"إيران لن تتراجع"

من ناحيته، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن بلاده لن تتراجع خطوة واحدة عن مواقفها بعد انتقادات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وسأل: "هل كنتم تتصورون أنكم إذا أصدرتم قرارًا في مجلس الحكام سنتراجع عن مواقفنا؟"، مردفًا: "باسم الله وباسم الشعب لن نتراجع عن مواقفنا ولو بخطوة واحدة. انظروا إلى الكم الكبير من القرارات التي أصدرتموها ضدنا في المنظمات الدولية، هل حصلتم على أهدافكم؟".

كما سرّعت إيران من إنتاج وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة جديدة. ونقلت وكالة "إسنا" الإيرانية عن مصدر مطلع قوله: إن هذه الخطوة تأتي في إطار الرد على السلوك غير البنّاء للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت بدورها عن مصادر في الوكالة أن إيران أبلغت الأخيرة نيتها تركيب أجهزة طرد متطورة في منشأة نطنز.

"أزمة نووية خطرة"

إلى ذلك، حذّرت الولايات المتحدة من أن الاستفزازات الأخيرة لطهران في الملف النووي قد تتسبب في أزمة نووية خطرة.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان: إن تصرفات إيران تهدد إمكانية استعادة الاتفاق النووي المبرم عام 2015، محذرًا من أن النتيجة الوحيدة لمسار كهذا ستكون أزمة نووية ومزيدًا من العزلة الاقتصادية والسياسية لإيران.

وأكد أن بلاده تواصل حضّ إيران على اختيار طريق الدبلوماسية ونزع فتيل التصعيد.

من جانبه، رحّب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، قبل توجّهه إلى الإمارات، بقرار مجلس الأمناء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، متهمًا إيران بمواصلة الخداع بشأن برنامجها النووي.

"التحدث بلغة القوة"

تعليقًا على التطورات، يشير الكاتب في صحيفة "همشهري" الإيرانية سياوش فالح حبور، إلى أن بعض الجهات المرتبطة بمراكز صنع القرار العالية جدًا في إيران وصلت على ما يبدو بعد سنوات من محاولة بناء الثقة من جانب واحد والتعامل بشكل إيجابي إلى قناعة بسبب السياسات والتصرفات الأميركية والحلفاء الأوروبيين بأن هذه المحاولات باءت بالفشل، وبأن سياسات طهران للتواصل الدبلوماسي والثقة بالطرف الآخر ربما كانت خاطئة.

ويرى في حديث إلى "العربي" من طهران، أن إيران أدركت أخيرًا أن عليها التحدث بلغة القوة وبلغة التهديد ربما مع هؤلاء، شارحًا أن هذا ما تقوم به الآن، كما تمكنت خلال الأيام الماضية من استعادة سفينتها ونفطها من اليونان، وربما من يقف خلف اليونان، باستخدام اللغة نفسها.

وفيما يتحدث عن "إشكالية تاريخية في العقل الغربي تجاه دولنا وشعوبنا جميعًا، حيث تفسَر جميع الخطوات الإيجابية لبناء الثقة والتعامل بشكل إيجابي في إطار التراجع والمخاوف والخشية من الردود الغربية"، يعتبر أن "الدول الغربية، وتحديدًا واشنطن، أخطأت جدًا في تفسير ما قامت به طهران خلال السنوات الماضية".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة