الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

استفتاء الأقاليم الأربعة في أوكرانيا.. زيلينسكي يتوعد بالرد: "مهزلة"

استفتاء الأقاليم الأربعة في أوكرانيا.. زيلينسكي يتوعد بالرد: "مهزلة"

Changed

فقرة ضمن "الأخيرة" تناقش نتائج انتهاء الاستفتاء الروسي في أوكرانيا والمواقف الدولية (الصورة: غيتي)
أكد الرئيس الأوكراني أنه لا يمكن لبلاده أن تتفاوض مع موسكو بعد "الاستفتاءات"، داعيًا الغرب لتقديم مزيد من "الدعم" العسكري لبلاده.

بعدما أثار جدلًا واسعًا على مدى الأيام الماضية، انتهى ما وُصِف بـ"استفتاء الأقاليم الأربعة" في موسكو، كما كان متوقّعًا، بإعلان موسكو عن نتائج أتت لصالح الانضمام لروسيا.

فقد قالت وكالة الأنباء الروسية الرسمية إنّ الأغلبية العظمى ممّن أدلوا بأصواتهم في أربع مقاطعات أوكرانية صوّتوا لصالح الانضمام لأوكرانيا في الاستفتاء الذي جرى خلال الأيام القليلة الماضية.

ولم تكد تمضي دقائق قليلة على إعلان النتائج، حتى أكدت موسكو أنّ البرلمان قد يبحث في الرابع من الشهر المقبل "دمج" المناطق المذكورة للسيادة الروسية.

ويعني الدمج هنا، وفق المفهوم الروسي، تغيير الوضع القانوني بشكل جذري بالنسبة للمناطق الجديدة، بما في ذلك ما تقتضيه متطلبات الحماية والأمن، على حدّ قول المتحدث باسم الكرملين.

"وحدة الأراضي الأوكرانية"

في المواقف، جدّدت الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة للشؤون السياسية خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء التأكيد على تمسّك المنظمة الدولية "بوحدة أراضي أوكرانيا" ضمن "حدودها المعترف بها".

وقالت روزماري ديكارلو في بداية الاجتماع: "دعوني أكرّر أن الأمم المتحدة ما زالت ملتزمة تمامًا بسيادة أوكرانيا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، داخل حدودها المعترف بها دوليًا".

وخلال الجلسة بُثّت مداخلة مسجّلة مسبقا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال فيها" إنه لا يمكن لبلاده أن تتفاوض مع موسكو بعد "الاستفتاءات" التي نُظمت في أربع مناطق أوكرانية للانضمام إلى روسيا.

واعتبر زيلينسكي أن اعتراف روسيا بـ"الاستفتاءات الزائفة" على أنها "طبيعية"، وتطبيقها السيناريو نفسه الذي طبقته في شبه جزيرة القرم، ومحاولتها مرة إضافية ضمّ جزء من الأراضي الأوكرانية، كل هذا يعني أنه لا يتعين علينا التفاوض مع الرئيس الروسي الحالي".

وبثت كلمة الرئيس الأوكراني في الجلسة قبيل صدور نتائج الاستفتاءات التي جرت في المناطق الأربع والتي أتت كلّها مؤيدة بنسبة ساحقة للانضمام إلى روسيا.

"أبشع انتهاك لميثاق الأمم المتحدة"

وعلى غرار العديد من أعضاء مجلس الأمن ندد الرئيس الأوكراني بـ"مهزلة" نتائجها "معدّة مسبقًا".

وأضاف أنّ "ضم الأراضي (التي احتلتها موسكو) هو أبشع انتهاك لميثاق الأمم المتحدة"، مطالبًا بالتالي بوجوب "إقصاء روسيا من كل المنظمات الدولية" أو على الأقل تعليق عضويتها في هذه المنظمات.

واعتبر زيلينسكي أن روسيا تريد من وراء هذه الاستفتاءات "إجبار رجال أوكرانيين من الأراضي المحتلة في أوكرانيا على التجند في الجيش الروسي لإرسالهم للقتال ضدّ وطنهم".

وناشد الرئيس الأوكراني مجلس الأمن التحرك ضد روسيا. وقال: "هناك حاجة إلى إشارة واضحة من كلّ دول العالم". وأضاف: "أنا أؤمن بقدرتكم على التصرف".

لكنّ حق الفيتو الذي تتمتع به روسيا في مجلس الأمن يحول دون صدور أي قرار عن المجلس ضد موسكو.

مشروع قرار يدين "الاستفتاءات الزائفة"

وعلى الرغم من ذلك تعتزم الولايات المتحدة بالاشتراك مع ألبانيا طرح "مشروع قرار يدين الاستفتاءات الزائفة، ويدعو الدول الأعضاء إلى عدم الاعتراف بأي وضع معدّل لأوكرانيا، ويطالب روسيا بسحب قواتها من أوكرانيا"، بحسب ما قالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد.

وأضافت أنه إذا استخدمت روسيا حقّ النقض "لحماية نفسها" من هذا القرار، "فسنحول أنظارنا إلى الجمعية العامة لإرسال رسالة لا لبس فيها إلى موسكو"، موضحة أن هذا التصويت يمكن أن يتم في نهاية الأسبوع الجاري أو مطلع الأسبوع المقبل.

وخلافًا لمجلس الأمن فإن قرارات الجمعية العامة المؤلفة من 193 دولة عضوًا في الأمم المتحدة تصدر بالأغلبية ولا تتمتّع أيّ دولة بحق استخدام الفيتو.

وخلال الجلسة، دعا السفير الصيني في الأمم المتحدة تشانغ جون إلى احترام "سلامة أراضي كلّ الدول".

وقال السفير الصيني، الذي يتهم الغرب بلاده أحيانًا بأنها تتساهل كثيرًا إزاء روسيا، إن "الصين أخذت علمًا بالتطورات الأخيرة في الوضع في أوكرانيا (...). إن موقفنا واقتراحنا بشأن كيفية النظر إلى قضية أوكرانيا ومعالجتها متسق وواضح. وهذا يعني أنّه ينبغي احترام سيادة كل الدول وسلامة أراضيها".

بالمقابل أكد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أنّ "الاستفتاءات" كانت "شفافة"، مستنكرًا "فورة الغضب" و"الدعاية" التي يمارسها الغرب والتي تهدف على حد قوله إلى إجبار بلاده على "الخضوع.

من جانبه، أكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الثلاثاء أن بلاده "ستتحرك لتدافع عن شعبها" في المناطق التي تحتلها القوات الروسية والتي صوتت في "استفتاءات" لصالح الانضمام إلى روسيا.

"سنتحرّك للدفاع عن شعبنا"

وفي أول رد فعل له بعد صدور نتائج الاستفتاءات في المناطق الأربع وهي خيرسون وزابوريجيا (جنوب) ولوغانسك ودونيتسك الواقعتين في حوض دونباس المنجمي (شرق)، قال زيلينسكي: "سنتحرّك للدفاع عن شعبنا: في آن معًا في منطقة خيرسون، وفي منطقة زابوريجيا، وفي دونباس وأيضًا في الأراضي المحتلّة حاليًا في منطقة خاركيف وفي القرم".

وأضاف "لن يغير أي عمل إجرامي من قبل روسيا أيّ شيء بالنسبة لأوكرانيا".

كما دعا زيلينسكي مجددًا الغربيين لتقديم مزيد من "الدعم" العسكري لبلاده التي شنّت قواتها في مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري هجومًا مضادًا ناجحًا في منطقة خاركيف (شرق).

وأكد الرئيس الأوكراني أن قواته "تتقدم وتحرّر أرضنا" بشكل تدريجي، على الرغم من المقاومة القوية التي تواجهها من جانب القوات الروسية.

"استفتاء مزيف"

وفي هذا الإطار، يرى البروفيسور في القانون الدولي في جامعة نيوجيرسي غابرييل صوما، أن الاستفتاء "المزيف" الذي قام به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشوبه شوائب كثيرة، إذ إنه يجري في ظل ديكتاتورية روسية قوية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وبقية دول العالم لن تعترف بهذا الاستفتاء.

ويوضح في حديث لـ"العربي" من واشنطن، أن الإجراء الروسي سيفتح بابًا خطرًا، مشيرًا إلى أن هناك فرقًا بين هذا الاستفتاء والذي حصل بشأن ضم جزيرة القرم، ولا سيما أن أوكرانيا في حالة حرب دموية كبيرة بدأ بها الرئيس بوتين.

ويؤكد صوما أنه في حال ضمّت روسيا المناطق الأوكرانية إليها، فسيكون هناك تصعيد عسكري أوكراني، كما أن أميركا ودول حلف الناتو ستقدم مساعدات عسكرية لم تقدمها إلى حد الآن كي تمكن الجيش الأوكراني من الدفاع عن نفسه.

وحول تهديد روسيا بالسلاح النووي، يخلص صوما إلى أن "الولايات المتحدة تأخذ التهديد الروسي على محمل الجد"، مرجحًا استخدام موسكو للصواريخ التكتيكية في إلقاء قنابل نووية صغيرة الحجم، لكن ردة الفعل ستكون قوية، ولن تقف واشنطن مكتوفة الأيدي أمام هذه الأنواع من السلاح.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close