أعلنت اللجنة الانتخابية الروسية اليوم الثلاثاء أن النتائج الأولية لاستفتاءات ضم 4 مناطق أوكرانية خاضعة لسيطرة روسية كليًا أو جزئيًا، تظهر "تأييدًا واسعًا" للضم بعد فرز أصوات مكاتب الاقتراع في روسيا.
فبحسب وكالات روسية منها "تاس" و"إنترفاكس"، جاء التأييد بنسبة 97% إلى 98% من الأصوات بعد فرز ما يتراوح بين 20% و27% منها في مراكز التصويت في روسيا، فيما بدأ فرز الأصوات في المناطق الأوكرانية الخاضعة لسيطرة روسية.
واستمرت عمليات التصويت لخمسة أيام في المناطق الأربع وهي: دونيتسك، ولوغانسك، وزابوريجيا، وخيرسون، والتي تشكل نحو 15% من الأراضي الأوكرانية.
وبرّر الجانب الروسي عمليات التصويت في أراضيه، بأن مئات آلاف الأوكرانيين فروّا من القتال في أوكرانيا إلى روسيا لذلك فتحت اللجنة الانتخابية مكاتب اقتراع لهم.
وقام مسؤولون بنقل صناديق الاقتراع من بيت لبيت، في ما وصفته أوكرانيا والغرب بأنه إجراء غير قانوني وقسري لخلق ذريعة قانونية لضم المناطق الأربعة لروسيا.
أما في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014، ففُتحت مراكز اقتراع للاجئي الحرب من منطقة دونيتسك الشرقية، التي تسيطر عليها بشكل جزئي موسكو مع حلفائها الانفصاليين.
"توحيد الأراضي الروسية"
ويمكن للرئيس فلاديمير بوتين بعد ذلك تصوير أي محاولة أوكرانية لاستعادة السيطرة على المناطق على أنها هجوم على الأراضي الروسية، في حين أكّد الأخير الأسبوع الماضي استعداده لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن "وحدة أراضي" روسيا.
وقالت فالنتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد (الغرفة العليا بالبرلمان): إنه إذا جاءت النتائج مواتية، فيمكن للبرلمان النظر في ضم المناطق الأربع في الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
وبعد الاستفتاءات، ستعرض النتائج في مجلس الدوما للتصويت على قانون يشرّع الضم، ليدخل المخطط الروسي مرحلته الأخيرة.
من جهته، تحدّث رئيس مقاطعة خيرسون فلاديمير سالدو مع وسائل إعلام روسية عن "نجاح الاستفتاء" الذي نُظم في حالة طوارئ، وقال: "من الواضح بالفعل أن الغالبية الساحقة من الناس أيدت الخروج من أوكرانيا والاتحاد مع روسيا".
الغرب لن يعترف بضم المناطق الأوكرانية
بدوره، أكّد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا اليوم الثلاثاء أن نتائج الاستفتاءات "لن تؤثّر" على الخطوات الأوكرانية، ولا "على سياستنا وعلى دبلوماسيتنا وعلى تحركاتنا في المجال العسكري".
وتعهد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن الغرب لن يعترف مطلقًا بضم روسيا للأراضي الأوكرانية.
وقال بلينكن للصحافيين: "نحن والعديد من الدول الأخرى كنا واضحين تماما. لن نعترف -في الواقع لن نعترف مطلقًا- بضم روسيا لأراض أوكرانية".
بدوره، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن الاستفتاءات التي نظمتها روسيا "زائفة" وتشكل "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي".
وأفاد ستولتنبرغ على حسابه في تويتر بأنه أكد لفولوديمير زيلينسيكي أن "الحلفاء في الناتو مستمرون في دعم سيادة أوكرانيا وحقها في الدفاع عن النفس".
وحذّرت أوكرانيا مرارًا من أن ضم روسيا لأراضٍ إضافية من شأنه أن يقضي على أي فرصة لمحادثات السلام، بعد 7 أشهر من شنّ موسكو هجومها العسكري على أوكرانيا.
وكان الرئيس الأوكراني قد وصف الاستفتاءات بـ"الزائفة"، مطالبًا المجتمع الدولي بمواجهتها عبر تشديد العقوبات على موسكو.