الجمعة 10 مايو / مايو 2024

استنزاف وإنهاك ميداني.. إلى أين تتجه الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟

استنزاف وإنهاك ميداني.. إلى أين تتجه الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟

Changed

نافذة إخبارية ضمن "الأخيرة" تسلط الضوء على تطورات الحرب في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
ارتفع عدد القتلى في مدينة خيرسون الأوكرانية، فيما تتجه الحرب إلى مرحلة "استنزاف" بين موسكو وكييف التي تتوجس من تحركات روسية على الجبهة الشمالية.

قتل ثلاثة عناصر من جهاز الطوارئ الأوكراني، أمس السبت، عندما انفجر لغم أثناء قيامهم بإزالة الألغام من أجزاء من منطقة خيرسون جنوب البلاد، التي تتعرض لقصف روسي عنيف. 

وقال جهاز الطوارئ في جيتومير شمال البلاد، على فيسبوك: "عمل الثلاثة بتفان في فرقة الطوارئ والإنقاذ التابعة لوحدة الأغراض الخاصة التابعة لوزارة الخارجية الأوكرانية في منطقة جيتومير وقاموا بمهمة إزالة الألغام من الأراضي المحررة من العدو في منطقة خيرسون".

وفي وقت سابق من يوم أمس، قتل ثمانية أشخاص على الأقل، جراء قصف روسي استهدف وسط مدينة خيرسون، الأمر الذي اعتبره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "عملاً إرهابيًا روسيًا" هدفه "تخويف" الأوكرانيين.

 واستعاد الأوكرانيون خيرسون، بحلول منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد أن سيطرت القوات الروسية على معظمها، عقب الهجوم الذي شنته في فبراير/ شباط الماضي. 

ويعمل خبراء المفرقعات هناك منذ ذلك الحين، وبعد أن أشار زيلينسكي إلى أنّ القوات الروسية قامت بتلغيم المباني والمنشآت بكثافة. 

"حرب إنهاك"

ويرى الخبير العسكري والمحاضر في أكاديمية العلاقات الدولية أحمد رحال أن ما يجري اليوم ميدانيًا هو عبارة عن "حرب إنهاك" بين الطرفين.

ويعتبر في حديث إلى "العربي"، من إسطنبول، أنّ القصف الروسي على باخموت أو خيرسون، أو التحضير لعملية عسكرية روسية من جبهة بيلاروسيا شمالًا، ما هو إلا دليل على محاولة موسكو بعثرة الجهود العسكرية الأوكرانية، لمنعها تشكيل قاعدة انطلاق عسكرية.

وفي رسالة بذكرى أعياد الميلاد، أكد الرئيس الأوكراني أمس، أن الأوكرانيين سيظهرون عدم خضوعهم على الرغم من الهجمات الروسية التي أغرقت الملايين في الظلام.

وأضاف: "لقد تحملنا في بداية الحرب، صمدنا أمام الهجمات والتهديدات والابتزاز النووي والترهيب والضربات الصاروخية. سوف نتحمل هذا الشتاء لأننا نعرف ما الذي نقاتل من أجله".

"ما بعد الشتاء"

وتأتي تلك التطورات، عقب طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من شركات تصنيع الأسلحة بذل قصارى جهدها لضمان حصول الجيش الروسي على جميع الأسلحة، والمعدات العسكرية التي يحتاجها للقتال في أوكرانيا.

وقال بوتين، يوم الجمعة، وخلال زيارة لمركز تولا لتصنيع الأسلحة، إن الحرب الروسية في أوكرانيا تأتي في إطار جهد تاريخي لمواجهة ما أسماه التأثير الزائد عن الحد للقوى الغربية على الشؤون العالمية.

ويشير الخبير العسكري أحمد رحال إلى أن الرئيس الروسي بات يدرك أنه في "حرب استنزاف حقيقية قابلة للتطور إلى حرب عالمية ثالثة وربما حرب نووية"، لا سيما بعد زيارة زيلينسكي إلى واشنطن والإعلان الأميركي عن دعمه بمنظومة صواريخ "باتريوت".

ويلفت كذلك إلى توجس كييف من التحركات العسكرية على الجبهة البيلاروسية، واضعة بعين الاعتبار مسألة دخول مينسك في الحرب إلى جانب موسكو في عملية عسكرية مشتركة خلال مرحلة "ما بعد الشتاء".

ويعتبر رحال أن جل ما يريده بوتين خلال ما اعتبره "حرب استنزاف" بين موسكو وكييف، هو الحفاظ على المناطق التي سيطرت عليها قواته جنوبي أوكرانيا. 

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close