اعتبرت منظمة الأمم المتحدة، الأربعاء، أن إجلاء المدنيين من مصنع "آزوفستال" بمدينة ماريوبول، شرقي أوكرانيا، "عملية معقدة للغاية"، وذلك بحسب تصريح فرحان حق، نائب متحدث أمين عام الأمم المتحدة، في مؤتمر صحافي عقده بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.
جهود لإجلاء المدنيين
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد أعلن، الثلاثاء، عن موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مشاركة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر في إجلاء المدنيين من مصنع "آزوفستال" آخر معاقل القوات الأوكرانية في ماريوبول.
وخلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال غوتيريش: "آلاف المدنيين في أمس الحاجة إلى مساعدات إنسانية تنقذ حياتهم وكثير منهم غادروا".
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن المنظمة التي يقودها منذ عام 2017، مستعدة لتعبئة مواردها البشرية واللوجستية بشكل كامل للمساعدة في إنقاذ الأرواح في ماريوبول.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أمس الإثنين، عن هدنة إنسانية ووقف الأعمال القتالية بشكل "مؤقت" في المدينة الواقعة جنوبي شرق أوكرانيا لإجلاء مدنيين.
تطوير إطار العمل التشغيلي
وقال حق في تصريحاته: "بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه من حيث المبدأ بين الأمين العام والرئيس الروسي، يقوم مكتبنا لتنسيق الشؤون الإنسانية بتعبئة فريق نيابة عن منظومة الأمم المتحدة لتنسيق عمليات إجلاء المدنيين في مصنع آزوفستال في ماريوبول".
وأضاف: "حاليًا نجري محادثات متابعة مع السلطات في موسكو وكييف لتطوير إطار العمل التشغيلي لإجلاء المدنيين في الوقت المناسب".
وتابع: "ما نحاول القيام به هو ترجمة الاتفاق تفصيليًا على الأرض. وما نريده هو التأكد من احترام وقف إطلاق النار الذي سيسمح لنا بنقل الناس بأمان".
وحول موعد بدء عمليات الإجلاء، قال حق: "التوقيت مرهون بنتائج المباحثات الجارية بين مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ووزارة الدفاع في موسكو من جهة وبين منسق الأزمات والسلطات في كييف. ومن ناحية أخرى نحتاج إلى بضعة أيام للاستعداد لهذه العملية المعقدة للغاية".
ويقدر مسؤولون أوكرانيون وجود نحو 2000 جندي داخل المصنع إلى جانب نحو 1000 مدني يحتمون في الأنفاق تحت الأرض.
واتهمت موسكو، مساء الإثنين، السلطات الأوكرانية بمنع المدنيين المتحصنين مع المقاتلين الأوكرانيين في مجمع أزوفستال الصناعي المحاصر في مدينة ماريوبول من المغادرة، رغم إعلان الجيش الروسي وقف إطلاق النار.
وقد كانت ماريوبول التي تعد جزءًا من المنطقة الصناعية في شرق أوكرانيا المعروفة باسم دونباس، هدفًا روسيًا رئيسيًا منذ بدء الهجوم فجر 24 فبراير/ شباط 2022، إلا أن القوات الروسية تمكنت من فرض حصار خانق عليها في الأيام الأولى للعملية.
لكن الأضواء مسلطة على موقع "آزوفستال الصناعي"، كونه آخر معقل للقوات الأوكرانية في ماريوبول، واشترطت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة الماضية، لوقف إطلاق النار في موقع آزوفستال الصناعي، من أجل السماح بإجلاء مدنيين بداخله والذين يقدر عددهم بنحو ألف بينهم نساء وأطفال؛ أن يستسلم هؤلاء المقاتلون الأوكران، الذين باتوا يشكلون رمزية وطنية في هذه الحرب.