مرت قرابة السنة على الحرب الروسية على أوكرانيا، ومعها تزداد الحاجة إلى مزيد من الدعم الإنساني لكييف، وهو ما أكده مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث.
ووفقًا لغريفيث، فإنّ الحرب الأوكرانية تحصد القتلى والجرحى وتلحق الدمار والنزوح يوميًا، حيث تتطلب تلك الحرب حاجة متواصلة لتقديم الدعم الدولي.
مشروع قرار أممي حول أوكرانيا
والأسبوع المقبل، ستصوّت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار يؤكد "ضرورة التوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم في أقرب وقت ممكن" بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.
وسيطالب مشروع القرار موسكو مرة أخرى بسحب قواتها وسيدعو إلى وقف الأعمال القتالية. ومن المرجح أن تصوت الجمعية العامة، المكونة من 193 عضوًا، على مشروع القرار الخميس المقبل بعد يومين من كلمات سيلقيها عشرات من قادة الدول بمناسبة ذكرى بدء الحرب في 24 فبراير/ شباط الماضي.
وتأمل أوكرانيا وداعموها في تعميق العزلة الدبلوماسية لروسيا من خلال السعي للحصول على تصويت ما يقرب من ثلاثة أرباع أعضاء الجمعية العامة لصالح مشروع القرار على غرار، إن لم يكن أفضل من، الدعم الذي تلقته بشأن عدة قرارات في العام الماضي.
والجمعية العامة هي محور تحركات الأمم المتحدة بشأن أوكرانيا لأن مجلس الأمن، المكون من 15 عضوًا، لا يمكنه التحرك بسبب روسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) مع الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا.
وعقد مجلس الأمن عشرات الاجتماعات بشأن أوكرانيا في العام الماضي، وسيناقش مرة أخرى الحرب في اجتماع وزاري يوم الجمعة المقبل. ويقول دبلوماسيون إنه من غير المرجح أن يسافر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى نيويورك.
اجتماع لوزراء دفاع دول الناتو لبحث تزويد #أوكرانيا بالذخائر والسلاح #العربي_اليوم #روسيا تقرير: نبيل أبي صعب pic.twitter.com/gbTyTwMVsK
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 16, 2023
حاجات الدعم
وبالنسبة إلى الدعم الذي تطالب به الأمم المتحدة للاجئين الأوكرانيين، فيقدر بأكثر من 5.6 مليار دولار لتلبية احتياجات نحو 11 مليون لاجئ في بلدهم، وأكثر من 4 ملايين لاجئ في المجتمعات المضيفة في أوروبا الشرقية.
ويقسم المبلغ بنحو 4 مليارات دولار لمساعدة الأوكرانيين داخل بلادهم، ونحو 2 مليار دولار لتلبية احتياجاتهم في المجتمعات المضيفة بأوروبا الشرقية.
ويقدّر عدد اللاجئين الأوكرانيين بنحو 1.5 مليون لاجئ في بولندا، وهي الدولة التي استقبلت العدد الأكبر منهم بنحو 50% من عدد اللاجئين.
أمّا رومانيا فستقبل أكثر من 113 ألف لاجئ، بينما تستقبل مولدوفيا أكثر من 108 آلاف لاجئ. كذلك تستقبل سلوفاكيا والمجر نحو 140 ألف لاجئ أوكراني.
أوروبا "جاهزة" لدعم اللاجئين
ويوضح أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف حسني عبيدي، أنّ الطلب الأممي تم توجيهه من مساعد الأمين العام للمنظمة الأممية مارتن غريفيث والمفوض السامي للاجئين، مما يعطي انطباعًا بأنّ هناك تنسيقًا داخل منظمات الأمم المتحدة في هذا الملف.
وحول إمكانية جمع الأمم المتحدة هذا المبلغ، يرى عبيدي في حديث إلى "العربي" من جنيف، أنّ الأمم المتحدة عادة ما تجمع ثلثي المبلغ في مثل هذه القضايا، مشيرًا إلى أنّ الدول الأوروبية "جاهزة" لدعم صندوق الأمم المتحدة المخصص لأوكرانيا.
ويلفت إلى أنّ طلب الحصول على دعم أممي جاء من دول مثل مولدوفيا وبولونيا المتضررة بفعل أزمة اللاجئين باعتبار أنها من دول الممر والإيواء.
ويعتبر أنّ الدول الأوروبية لا تريد في مسألة المساعدات الأممية أن تكون في الواجهة، فهي ترغب في أن يكون هناك طابع دولي وأن يأتي الدعم من خارج البلدان الغربية، موضحًا أنّ مسألة توزيع الدعم ستخضع لآلية مراقبة تابعة للأمم المتحدة.