الخميس 16 مايو / مايو 2024

برلين سترسل نصف كتيبة من دبابات ليوبارد 2.. تقدم روسي في شرق أوكرانيا

برلين سترسل نصف كتيبة من دبابات ليوبارد 2.. تقدم روسي في شرق أوكرانيا

Changed

تقرير لـ"العربي" عن المستجدات الميدانية في الحرب الروسية الأوكرانية (الصورة: غيتي)
تتقدم القوات الروسية شرقي أوكرانيا وجنوبها، فيما تنتظر كييف تزويدها بالدبابات والذخائر من الحلفاء في ضوء التحذير من هجوم واسع روسي.

أعلنت روسيا أنّ قواتها اخترقت خطين حصينين للدفاعات في شرق أوكرانيا، بينما تعهد حلفاء كييف بتكثيف المساعدات العسكرية لتحسين تسليحها بينما تستعد لشن هجوم مضاد. 

يأتي ذلك فيما أعلنت ألمانيا، أمس الأربعاء، أنّها سترسل إلى أوكرانيا في نهاية مارس/ آذار "نصف كتيبة" دبابات ليوبارد-2، أي نحو 15 مدرّعة. 

وبدعم من عشرات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم في ديسمبر /كانون الأول الماضي، كثفت روسيا هجماتها في شرق أوكرانيا وجنوبها في الأسابيع القليلة الماضية، ومن المتوقع على نطاق واسع أن تشن هجومًا كبيرًا جديدًا مع اقتراب الذكرى الأولى لبدء هجومها العسكري.

تقدم روسي

وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني آنا ماليار أمس: "هجوم العدو مستمر في الشرق، بهجمات على مدار الساعة". وكتبت على تطبيق المراسلة تيليغرام: "الوضع حرج. لكن مقاتلينا لا يسمحون للعدو بتحقيق أهدافه ويلحقون به خسائر فادحة".

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية، على التطبيق نفسه، إن القوات الأوكرانية تقهقرت في مواجهة العمليات الروسية بمنطقة لوغانسك، دون أي تفاصيل إضافية.

وكتبت: "خلال الهجوم، تراجعت القوات الأوكرانية بشكل عشوائي لمسافة تصل إلى ثلاثة كيلومترات من الخطوط التي كانت تشغلها سابقًا"، مضيفة: "حتى خط الدفاع الثاني الأكثر تحصينًا للعدو لم يصمد أمام تقدم الجيش الروسي".

ولم تحدد الوزارة في أي جزء من منطقة لوغانسك وقع الهجوم. وتشكل المنطقة مع دونيتسك معًا إقليم دونباس، المركز الصناعي لأوكرانيا الذي تحتله روسيا الآن جزئيًا وتسعى للسيطرة عليه كاملًا.

وفي كييف، أعلنت الإدارة العسكرية إسقاط ستة مناطيد روسية ربما كانت تحمل معدات استطلاع، بعدما دوت صفارات الإنذار من الغارات الجوية. وقالت الإدارة عبر تطبيق تيليغرام: "ربما كان الغرض من إطلاق المناطيد هو رصد وإنهاك دفاعاتنا الجوية". فيما لم تعلق روسيا حتى الآن على الأمر.

معركة باخموت

ويرتكز الجهد الرئيسي الذي تبذله روسيا حاليًا على معركة باخموت، حيث تشن قواتها هجومًا مدفعيًا وبريًا على المدينة في دونيتسك. وأكد محللون أن القوات الروسية شنت هجمات على عدة مناطق سكنية، مثل باراسكوفيفكا على الطرق الشمالية إلى باخموت، خلال اليوم الماضي، كما تم صدّ محاولات روسية للتقدم في منطقتين سكنيتين أخريين شمالي باخموت.

وتؤكد مصادر عسكرية أوكرانية، بحسب "رويترز"، أن وضع القوات المدافعة صعب جدًا مع إرسال قوات روسية إلى المنطقة بأعداد كبيرة. فيما أكد قائد أوكراني سابق، ويدعى ماكسيم غورين، في حديث لإذاعة "إن.في" الأوكرانية أن الروس يهاجمون قريتي أوبيتني وكليشيفكا الواقعتين على الطرق الجنوبية نحو باخموت.

وأضاف أن معارك عنيفة دارت أيضًا في كراسنا هورا إلى الشمال من باخموت حيث تكبد الأوكرانيون خسائر. وقال: "يمكن إمداد المدينة وإجلاء الجرحى. ما زال بوسعنا الحفاظ على دفاعنا لمدة طويلة".

وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في تقريرها المسائي، أن القوات الروسية قصفت أكثر من 15 بلدة وقرية بالقرب من باخموت، وأيضًا المدينة نفسها، فيما نشر حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو صورًا ومقاطع فيديو لمبنى سكني مليء بالركام قال إنه في مدينة بوكروفسك جنوب غربي باخموت، ودُمر مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.

وستمنح السيطرة على باخموت روسيا نقطة انطلاق للزحف نحو مدينتين أكبر هما كراماتورسك وسلوفيانسك، اللتين تقعان أبعد باتجاه الغرب في دونيتسك، مما سيعيد إليها الزخم قبل الذكرى الأولى للهجوم في 24 فبراير/ شباط من العام الماضي. 

الدبابات الألمانية

وفي ما يتعلق بدعم الغرب لأوكرانيا في ظل التطورات الميدانية، كشفت ألمانيا عن موعد إرسال "نصف كتيبة" دبابات ليوبارد-2، التي كانت مطلبًا أوكرانيا منذ ما قبل اشتداد الهجوم الروسي. 

وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إثر اجتماع لوزراء دفاع دول الحلف في بروكسل: "لنكن واضحين: لم نصل إلى كتيبة، ستكون (الهبة الألمانية) نصف كتيبة".

وفي نهاية يناير الماضي، تعهّدت برلين وعواصم غربية أخرى بمنح أوكرانيا نحو ثلاثين دبابة من طراز ليوبارد-2 لمساعدة كييف، وأوضح الوزير الألماني أنّ بلاده ستكون قادرة على توفير "14 ليوبارد-2 إيه-6 من ألمانيا، بالإضافة إلى ثلاث دبابات أعلنت عنها البرتغال". 

وأضاف: "أريد أن أوضح أنّه سيتمّ تسليمها في الأسبوع الأخير من مارس. هذا مؤكّد". ونقل بيستوريوس عن نظيره الأوكراني أوليكسي ريسنيكوف أنّه "راضٍ" عن هذا العدد. 

من جهتها، تعهّدت بولندا تزويد أوكرانيا كتيبة دبابات ليوبارد-2 لكن من طراز أقدم. وأشار الوزير الألماني إلى أنه تم تناول توفير هولندا 14 دبابة ليوبارد 2، لكنّ هذه الدبابات تم منحها للواء الألماني-الهولندي الموحّد. وقال: "على حدّ علمي، لم يكن هناك طلب رسمي (هولندي) لإرسالها (إلى أوكرانيا). إذا أرسلناها، فإنّ ذلك سيزيد من إضعاف جاهزية الجيش الألماني".

وفي مطلع فبراير الجاري، أعلن وزراء دفاع ألمانيا وهولندا والدنمارك أنّ أوكرانيا ستتلقى أيضًا "في الأشهر المقبلة" ما لا يقلّ عن 100 دبابة ليوبارد 1 إيه-5، وهي مدرعّات مستعملة تم تجديدها. ويستعمل نحو عشرة من جيوش دول الناتو دبّابات ليوبارد الألمانية الصنع بنماذجها المختلفة.

الدعم العسكري الغربي

وفي الوقت نفسه، قال حلف شمال الأطلسي إن دوله تكثف إنتاجها من ذخائر المدفعية لأن أوكرانيا تطلق القذائف بأسرع مما يستطيع الحلفاء صنعها.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ للصحفيين بعد اجتماع استمر يومين لوزراء دفاع الحلف في بروكسل: "نحتاج إلى تكثيف الجهود أكثر، لأن هناك حاجة كبيرة لتزويد أوكرانيا بالذخيرة".

وتتلقى كييف مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات، إذ تعهدت الولايات المتحدة بتقديم مساعدات أمنية بأكثر من 27.4 مليار دولار منذ بدء الصراع.

وحث جوزيب بوريل ممثل الاتحاد الأوروبي السامي للشؤون الخارجية الدول على الانضمام إلى ألمانيا في إرسال الدبابات. وقالت بريطانيا إنها ودول أوروبية أخرى ستقدم معدات عسكرية تشمل قطع غيار للدبابات، وذخائر المدفعية عبر صندوق دولي، بحزمة أولية تزيد قيمتها عن 241 مليون دولار.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إن أمام أوكرانيا فرصة سانحة لتولي زمام المبادرة و"استغلالها" في ساحة المعركة هذا العام.

وكان مسؤولون أميركيون كبار قد نصحوا كييف بتأجيل شن هجوم كبير حتى تصل أحدث إمدادات الأسلحة الأميركية وتوفير التدريب اللازم.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة ألقاها مساء أمس الأربعاء: "علينا التأكد من أنه سيكون هناك شعور حقيقي هذا الربيع بأن أوكرانيا تتجه نحو النصر".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close