الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

"الإرهاب" في 2020.. تقرير أميركي: التهديد لا يزال منتشرًا حول العالم

"الإرهاب" في 2020.. تقرير أميركي: التهديد لا يزال منتشرًا حول العالم

Changed

لعبت الولايات المتحدة دورًا مهمًا في حشد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب العالمي
أكدت واشنطن أنها لعبت دورًا مهمًا في حشد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب العالمي (غيتي)
أظهر تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأميركية أن عدد الهجمات الإرهابية والضحايا الذين سقطوا جراءها ارتفع عام 2020 بنسبة 10% مقارنة مع عام 2019.

كشف التقرير السنوي حول مكافحة الإرهاب الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة وشركاءها خطوا خلال عام 2020، خطوات كبيرة ضد المنظمات الإرهابية؛ ومع ذلك، لا يزال تهديد الإرهاب منتشرًا في مناطق عديدة حول العالم.

واعتبر وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن أن التقرير يقدم تقييمًا صريحًا للتحديات التى نواجهها، حيث أظهر أن عدد الهجمات الإرهابية والضحايا الذين سقطوا جراءها ارتفع عام 2020 بنسبة 10% مقارنة مع عام 2019. 

نجاحات "مهمّة"

وقال التقرير إن الولايات المتحدة، إلى جانب شركائها الدوليين، استجابت للتهديد الإرهابي المتنامي، من خلال توسيع التحالف العالمي لهزيمة "تنظيم الدولة"، والذي أصبح يضمّ الآن 83 عضوًا. وعمل هذا التحالف على تعزيز المكاسب في العراق وسوريا، مع توسيع الجهود لمواجهة التهديد المتنامي للتنظيم في غرب إفريقيا والساحل.

وأضاف أن الولايات المتحدة وشركاءها واصلوا في 2020، محاربة تنظيم "القاعدة" وفروعه حول العالم. وواجه التنظيم خسائر كبيرة في صفوف قياداته، ومنها قتل عبد الملك دروكدال، أمير ما يُعرف بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وبالإضافة إلى درودكال، الجزائري الأصل، تمكّن التحالف من قتل الرجل الثاني في "القاعدة" أبو محمد المصري.

وبالنسبة لإيران، قال التقرير إن الولايات المتحدة واصلت التصدّي للتهديدات التي يشكلّها الإرهاب الذي ترعاه طهران، وفرضت عقوبات على الجماعات المدعومة من قبلها مثل "عصائب أهل الحق" في العراق و"سرايا المختار" في البحرين.

وأشار إلى أن تسع دول اتخذت خطوات مهمة عام 2020 منها إدراج "حزب الله" اللبناني على قوائم الإرهاب أو حظره أو تقييده، وهي خطوة مماثلة كانت قد اتخذتها أربع حكومات أخرى عام 2019.

وانعكاسًا للتهديد المتزايد من قضايا الإرهاب بدوافع عنصرية أو عرقية، صنّفت وزارة الخارجية الأميركية أيضًا منظمة إرهابية متعصّبة للعرق الأبيض لأول مرة في عام 2020، وفرضت عقوبات على الحركة الإمبراطورية الروسية (RIM) وثلاثة من قادتها في أبريل/ نيسان الماضي.

محاربة "تنظيم الدولة"

لكن التقرير أشار إلى أنه على الرغم من جهود مكافحة الإرهاب التي وصفها "بالمهمة"، ظلّت الجماعات الإرهابية تشكل تهديدًا مستمرًا، ومنتشرًا في جميع أنحاء العالم.

وأوضح، في هذا الإطار، أن "تنظيم الدولة" واصل شنّ حملات إرهابية عالمية وهجمات مميتة على مستوى العالم، رغم خسارته كل الأراضي التي استولى عليها في العراق وسوريا.

وتوضيحًا للتهديد المتنامي، أشار التقرير إلى أن عناصر "تنظيم الدولة" خارج العراق وسوريا، تسبّبوا في وقوع عدد من القتلى خلال عام 2020 أكثر من أي عام سابق. كما حافظ التنظيم على وجود نشط وتمرّد منخفض المستوى في العراق وسوريا، مع تزايد الهجمات في كلا البلدين خلال النصف الأول من عام 2020.

في جنوب وجنوب شرق آسيا، ألهم التنظيم عددًا من الأفراد لشنّ هجمات. وفي إفريقيا، زادت الجماعات الموالية للتنظيم حجم هجماتها وخطورتها غربي القارة، وعلى الساحل وحوض بحيرة تشاد وشمال موزمبيق.  

وتضاعف عدد القتلى من جراء الهجمات المرتبطة بالتنظيم في غرب إفريقيا وحدها، من حوالي 2700 عام 2017 إلى حوالي 5 آلاف عام 2020. وفي موزمبيق، قدّر التقرير عدد الوفيات بسبب هجمات التنظيم بنحو 1500 شخص.

شبكات "القاعدة"

وأوضح التقرير أنه على الرغم من الاستهدافات "الناجحة" التي قام بها التحالف ضدّ شخصيات قيادية في تنظيم القاعدة"، إلا أن شبكات التنظيم استمرّت في استغلال مناطق الصراع عبر العالم، والثغرات الأمنية في الشرق الأوسط للحصول على موارد مالية، وتنفيذ هجمات إرهابية.

كما عزّز تنظيم "القاعدة" وجوده حول العالم، خاصّة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث لا يزال "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" و"حركة الشباب في القرن الإفريقي" و"جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" في منطقة الساحل من بين أكثر التنظيمات الإرهابية نشاطًا وخطورة في العالم.

إيران

وأفاد التقرير بأن طهران واصلت دعم "الأعمال الإرهابية إقليميًا وعالميًا" خلال عام 2020، مشيرًا إلى دعمها وكلاءها في كل من البحرين والعراق ولبنان وسوريا واليمن، بما في ذلك "حزب الله" و"حماس". كما "احتضنت كبار قادة القاعدة على أراضيها، والذين استمرّوا في تسيير العمليات الإرهابية من هناك".

وعلى الصعيد العالمي، قال التقرير إن "فيلق القدس" التابع لـ "الحرس الثوري الإسلامي" ظلّ  "الفاعل الأساسي المتورّط في دعم تجنيد الإرهابيين وتمويلهم والتآمر لشنّ هجمات عبر أوروبا وإفريقيا وآسيا والأميركتين".

"حزب الله" اللبناني

كما واصلت الولايات المتحدة المشاركة الدبلوماسية رفيعة المستوى لمواجهة "حزب الله" اللبناني عبر أميركا الوسطى والجنوبية وأوروبا. كما شاركت في الاجتماع الوزاري الثالث لمكافحة الإرهاب في نصف الكرة الغربي في بوغوتا، كولومبيا- وهي عملية رفيعة المستوى أطلقتها الولايات المتحدة عام 2018 لمواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة.

ووفقًا للتقرير، كان هذا المؤتمر الوزاري "حاسمًا" في دفع جهود الولايات المتحدة ضد "حزب الله"، حيث صنفت خمس دول في أميركا الجنوبية والوسطى الحزب على أنه "منظمة إرهابية".

التطرّف العرقي

وذكر التقرير أن لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن الدولي لاحظت زيادة بنسبة 320% في الهجمات التي يشنّها "الإرهاب اليميني المتطرف" على مستوى العالم في السنوات الخمس التي سبقت عام 2020.

وأشار إلى أن الأفراد المتعصّبين للبيض ومنظري المؤامرة العنيفة، والأفراد والجماعات ذات التفكير المماثل شنّوا هجمات مميتة في جميع أنحاء العالم، كما تواصل المتطرفون في الولايات المتحدة الأميركية مع آخرين أجانب وسافروا للقائهم في بلدان أخرى.

تأثير جائحة كوفيد 19

واعتبر التقرير أن جائحة كوفيد 19 عقّدت المشهد وأوجدت تحديات وفرص للجماعات الإرهابية، مشيرًا إلى أن الوباء عطّل سفر الإرهابيين وتمويلهم وعملياتهم، إلا أن الجماعات الإرهابية كيّفت نهجها مستخدمة الإنترنت لمواصلة الدعوة إلى العنف وإلهام الهجمات في جميع أنحاء العالم.

ووفقًا للتقرير، استغلّ "تنظيم الدولة" الأزمة لتعزيز أفكاره المتطرفة العنيفة، وأعلن لأتباعه أن الفيروس هو "غضب من الله على الغرب". كما أظهرت "حركة الشباب" الصومالية، التابعة لـ "القاعدة"، قدرتها على جمع موارد كبيرة وإدارتها، كما انخرطت في حملات تضليل وتقويض الثقة في الحكومة الصومالية.

وأضاف التقرير أن المتطرفين العنصريين استغلّوا الوباء أيضًا، للتحريض على العنف، والدعوة لنشر الفيروس داخل مجتمعات الأقليات الدينية أو العرقية.

وأوضح أن الوباء شكّل مخاطر إضافية لبعض شركاء الولايات المتحدة، الذين كانوا أقلّ قدرة على التركيز على جهود مكافحة الإرهاب وقضايا الأمن القومي الأخرى، نظرًا للحاجة الملحة لمعالجة أزمة كوفيد- 19.

حشد الجهود الدولية

ووسط هذا المشهد من التهديدات المتنوّع والديناميكي، أفاد التقرير بأن الولايات المتحدة لعبت دورًا مهمًا في حشد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب العالمي.

ووفقًا للتقرير، قادت الولايات المتحدة عام 2020، جهود لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن لفرض عقوبات على قادة "تنظيم الدولة" في غرب إفريقيا والصحراء الكبرى وليبيا واليمن وإندونيسيا. كما استضافت الولايات المتحدة ونيجيريا، في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه، اجتماعًا لأعضاء التحالف الدولي لهزيمة "تنظيم الدولة" بشأن مكافحة تهديدات التنظيم عبر غرب إفريقيا والساحل.

وأضاف التقرير، أن الولايات المتحدة واصلت لعب دور رئيسي في إعادة مقاتلي "تنظيم الدولة" الأجانب وأفراد أسرهم إلى أوطانهم وإعادة تأهيلهم وإعادة دمجهم ومحاكمتهم. كما حثّت الولايات المتحدة البلدان على إعادة مواطنيهم الذين انضموا إلى التنظيم وأفراد أسرهم المرتبطين بهم، وإعادة تأهيلهم ودمجهم، ومحاكمتهم.

 

المصادر:
ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close