الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

الاستقالات مستمرة.. بوريس جونسون يعتزم التنحي من رئاسة حزب المحافظين

الاستقالات مستمرة.. بوريس جونسون يعتزم التنحي من رئاسة حزب المحافظين

Changed

نافذة من "العربي" تلقي الضوء على أزمة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون (الصورة: رويترز)
على وقع الاستقالات التي تشهدها الحكومة، يعتزم بوريس جونسون الاستقالة من رئاسة حزب المحافظين، على أن يبقى رئيسًا للحكومة حتى الخريف.

في الوقت الذي تواجه فيه حكومته موجة استقالات ودعوات له بترك منصبه، يعتزم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تقديم استقالته من قيادة حزب المحافظين الخميس، حسبما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، مفيدة بأن جونسون سيبقى رئيسًا للوزراء حتى الخريف.

وقال كريس ماسون، المحرر السياسي في "بي بي سي": إن "بوريس جونسون سيستقيل من منصب زعيم المحافظين اليوم، وسيستمر كرئيس للوزراء حتى الخريف. وستجري انتخابات زعيم حزب المحافظين هذا الصيف وسيحل الفائز محل جونسون بحلول أكتوبر/ تشرين الأول المقبل".

مطالبات باستقالة بوريس جونسون

وفي سياق متصل، توالت المطالبات باستقالة جونسون، كان آخرها اليوم الخميس، حيث طالب وزير المالية البريطاني الجديد ناظم الزهاوي رئيس الوزراء بالاستقالة، وقال إن الأزمة التي تجتاح الحكومة ستزداد سوءًا.

ويأتي موقف الزهاوي بعد أقل من 48 ساعة من تعيينه في الحكومة، وكتب على تويتر: "هذا وضع غير قابل للاستمرار وسيزداد سوءًا بالنسبة لك ولحزب المحافظين، والأهم من ذلك، للبلد كله".

وأضاف: "يجب أن تفعل الشيء الصحيح وترحل الآن".

وفي محاولة منه لإعادة تثبيت أركان سلطته، عين جونسون الزهاوي من أصول عراقية، الذي يُنسب إليه الفضل على نطاق واسع في نجاح عملية توزيع لقاحات كوفيد-19، وزيرًا للمالية.

في غضون ذلك، شدد وزير الدفاع البريطاني بن والاس على أن عليه الالتزام بالحفاظ على أمن البلاد ولا يمكنه ترك "المنصب شاغرًا"، لكنه حث زملاءه في الحزب على إجبار رئيس الوزراء بوريس جونسون على الرحيل عن الحكومة.

وكتب في تغريدة على تويتر: "الحزب لديه آلية لتغيير القادة وهذه هي الآلية التي أنصح زملائي باتباعها".

مسلسل الاستقالات يتواصل

وبعد استقالة أكثر من 50 وزيرًا ومسؤولًا كبيرًا من الحكومة، أعلن الوزير البريطاني المكلف بشؤون إيرلندا الشمالية براندن لويس الخميس استقالته من حكومة جونسون.

وفي رسالة موجهة إلى جونسون نشرت عبر تويتر قال براندن: "تستند الحكومة المسؤولة على النزاهة والاحترام المتبادل. بأسف شخصي عميق أغادر الحكومة لأني اعتبر أنه لا يتم الدفاع عن هذه القيم بعد الآن".

ورأى أن الحكومة بلغت "نقطة اللاعودة".

وأتت استقالة لويس في ظل توتر شديد بشأن إيرلندا الشمالية بعدما عرضت لندن مشروع قانون لتراجع من جانب واحد ترتيبات جمركية اتخذت بعد "بريكست" لهذا الإقليم وهو أمر اعتبره الاتحاد الأوروبي مخالفًا للقانون وقد يعرض بريطانيا لعقوبات تجارية.

وبعد يومين على تعيينها، أعلنت وزيرة التربية البريطانية الجديدة ميشيل دونيلان استقالتها من حكومة بوريس جونسون الخميس، وكتبت دونيلان في رسالة إلى بوريس جونسون "وضعتنا في موقف مستحيل".

وفي وقت سابق الخميس، استقال وزير الأمن البريطاني داميان هيندز قائلًا: إن البلاد بحاجة إلى تنحي رئيس الوزراء بوريس جونسون من أجل "استعادة الثقة في الديمقراطية".

"فرصة جديدة"

وفي حديث لـ"العربي" أمس الأربعاء، رأى الصحافي المتخصص في الشؤون البريطانية أنور القاسم، أنه منذ تسلم جونسون لمقاليد السلطة، والفضائح تلاحقه كون أسلوبه بالتعاطي سهّل ذلك، فالرجل دأب على تقديم الاعتذار تلو الآخر في مواجهة البرلمان. 

وأشار القاسم إلى أنه يحسب لجونسون إصراره على أن ينهي فترة حكمه المشحونة، لا سيما في إنجاز "البريكست" مطلع عام 2021، وكذلك مواجهة جائحة فيروس كورونا، حيث كانت البلاد أول من أنتج اللقاح في العالم، وكذلك يُعتبر وضع بريطانيا الاقتصادي جيدًا، إذا ما قورن بالاقتصادات الكبرى في العالم.

لكن القاسم يعتبر أنه رغم ذلك، فإن حزب المحافظين خلال فترة جونسون تهشم بشكل كبير، من خلال الانقسامات حول التصويت ضده، حيث خسر جزءًا كبيرًا من أصوات حزبه، كذلك فإن انتقاد وزيري الصحة والاقتصاد له، واللذين كانا ركيزتي حكمه، سيصعب على جونسون رأب التصدع الهائل في حكمه. 

وخلص القاسم إلى أن جونسون يراهن على فرصة جديدة، باعتماده على الديمقراطية البريطانية العريقة، وبلجنة واسعة تدافع عنه لإدراكها أن سقوط رئيس الحكومة الحالي، هو سقوط لحزب المحافظين.

وبدأت سلسلة الاستقالات مساء الثلاثاء مع إعلان وزيري الصحة والمال ساجد جاويد وريشي سوناك استقالتهما من دون إنذار مسبق وتلاهما أعضاء في الحكومة يتولون مناصب أقل أهمية.

ويتخبط بوريس جونسون في فضائح عدة، وهو متهم بالكذب بشكل متكرر، إلا أنه تجاهل كل الدعوات إلى استقالته التي صدر بعضها من مقربين منه، مقيلًا مساء الأربعاء مايكل غوف وزير شؤون الإسكان الذي ناشده في وقت سابق الاستقالة.

وأكد جونسون أنه سيبقى في منصبه لتكريس وقته "للمشاكل الكبيرة جدًا" التي تواجهها البلاد على ما ذكرت الصحف.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close