الأحد 19 مايو / مايو 2024

الانتخابات الأميركية.. هل تؤثر النتائج على دعم أوكرانيا؟

الانتخابات الأميركية.. هل تؤثر النتائج على دعم أوكرانيا؟

Changed

تقرير يرصد تعهّد واشنطن بمواصلة دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا (الصورة: غيتي)
ينظر المشرّعون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلى فترة "البطة العرجاء" بعد الانتخابات كفرصة لتأمين مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الإضافية لأوكرانيا.

مع اقتراب الحزب الجمهوري من الفوز بالأغلبية في مجلس النواب الأميركي، تخشى كييف من أن وصول المحافظين، ولو بأغلبية بسيطة، سيؤدي إلى التضييق على الرئيس الديمقراطي جو بايدن خلال العامين المقبلين، وعرقلة التشريعات أو المساعدات المتعلّقة بأوكرانيا.

وتأتي هذه المخاوف في ظل تصريحات سابقة لمرشّحين جمهوريين، وبالأخص زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفين مكارثي، والذي من المتوقّع أن يصبح رئيسًا للمجلس إذا استعاد حزبه الأغلبية، بأن الجمهوريين "لن يكتبوا شيكًا على بياض" لأوكرانيا.

كما كان لبعض النواب الديمقراطيين رأي مماثل لأقرانهم الجمهوريين أيضًا، حيث وقّع 30 نائبًا ديمقراطيًا يساريًا، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على رسالة تُطالب البيت الأبيض بربط المساعدات المقدمة لأوكرانيا بالتفاوض المباشر مع روسيا، قبل أن يسحبوا الرسالة بعد تعرّضهم لانتقادات واسعة.

حجم المساعدات الأميركية لأوكرانيا حتى الآن؟

ومنذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي، وافق الكونغرس على تقديم عشرات المليارات من المساعدات الأمنية والإنسانية الطارئة لأوكرانيا. وقامت إدارة بايدن بشحن أسلحة ومعدات بمليارات الدولارات من المخزونات العسكرية.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، وافق المشرّعون على حوالي 12.3 مليار دولار من المساعدات المتعلّقة بأوكرانيا كجزء من مشروع قانون يموّل الحكومة الفيدرالية حتى 16 ديسمبر. وشملت الأموال مساعدة للجيش الأوكراني بالإضافة إلى أموال لمساعدة حكومة كييف في توفير الخدمات الأساسية للأوكرانيين. ناهيك عن أكثر من 50 مليار دولار في فترات سابقة.

دعم قوي من الحزبين

ومنذ بداية الحرب حظيت أوكرانيا بدعم مالي قوي من الحزبين. ففي مجلس الشيوخ، كان زعيم الحزب الجمهوري ميتش ماكونيل وريتشارد شيلبي، من الداعمين الكبار لتقديم المساعدات لأوكرانيا.

كما قدّم السناتور الجمهوري روب بورتمان من ولاية أوهايو، والسيناتور الديمقراطي كريس كونز من ديلاوير، عرضًا للدعم من الحزبين بزيارة أوكرانيا قبل أيام فقط من الانتخابات.

والصورة مشابهة في مجلس النواب، حيث تحظى المساعدات الأوكرانية بدعم الأغلبية. حتى الرسالة التي نشرها الشهر الماضي الجناح الليبرالي للحزب الديمقراطي، سرعان ما سُحبت بعد تدفق انتقادات من كلا الطرفين.

كما حاول بايدن تهدئة المخاوف في إحاطة إعلامية بعد الانتخابات الأربعاء، معربًا عن أمله في أن يتمكن من مواصلة "مقاربته الحزبية" لدعم أوكرانيا.

تزايد المعارضة من اليمين

ومع ذلك، فإن دعم أوكرانيا لا يحظى بدعم اليمين الجمهوري. ويقول بعض المشرّعين، لا سيما أولئك الذين يتماشون مع فلسفة السياسة الخارجية لدونالد ترمب وشعار "أميركا أولًا"، إن الولايات المتحدة لا تستطيع دفع المليارات لأوكرانيا في وقت تشهد تضخمًا قياسيًا في الداخل.

ومن بين هؤلاء النائبة مارغوري تايلور غرين، التي أعيد انتخابها لعضوية المجلس. وقالت غرين، في تجمع انتخابي حاشد الأسبوع الماضي، إنه "في ظل حكم الجمهوريين، لن يذهب فلس آخر إلى أوكرانيا.. بلدنا يأتي أولاً".

وفي ولاية أوهايو، قام الجمهوري جي دي فانس، الذي فاز في سباق مجلس الشيوخ بالولاية، بحملة لإنهاء الدعم المالي للبلاد، قائلًا إن على الكونغرس "إيقاف حنفية الأموال إلى أوكرانيا في نهاية المطاف".

مستقبل المساعدات؟

وعلى الرغم من المعارضة المتصاعدة من اليمين، فهناك خطر ضئيل من قيام الكونغرس بإنهاء الدعم المالي والعسكري الأميركي لأوكرانيا في وقت قريب. إذ تدعم الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ التحالف مع أوكرانيا، قائلة إن الدفاع عن حليف ديمقراطي ومقاومة التوسع الروسي يستحق دفع الثمن.

وأظهر استطلاع رأي أجرته وكالة أسوشيتد برس" شمل أكثر من 94 ألف ناخب على مستوى البلاد، أن معظم الأميركيين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات النصفية، يساندون بقوة الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا.

ومع ذلك، رجّحت الوكالة أن استيلاء الجمهوريين على مجلس النواب سيجعل تمرير مساعدات إضافية لأوكرانيا أكثر صعوبة، وأن مكارثي سيتعرّض لضغوط شديدة من اليمين لاتخاذ موقف متشدد مع إدارة بايدن، مما يجعل من الصعب عليه العمل مع الديمقراطيين.

مع أخذ هذا الأمر في الاعتبار، ينظر المشرّعون من كلا الجانبين إلى فترة "البطة العرجاء" بعد الانتخابات كفرصة لتأمين مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الإضافية لأوكرانيا. ويمكن تمرير تلك المساعدة في مشروع قانون تمويل حكومي لنهاية العام وضمان الدعم الأميركي لأشهر مقبلة.

في غضون ذلك، يراقب المسؤولون الأوكرانيون نتائج الانتخابات النصفية عن كثب. لكن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف قال، الأربعاء، إنه لا يتوقّع أن يتراجع الدعم الأميركي لبلاده.

بدورها، قالت يوليا سفيريدينكو، وزيرة التجارة والتنمية الاقتصادية الأوكرانية، الخميس، إنه بغض النظر عن الدعم الأميركي، فإن كييف تكثف جهودها للتخفيف من الإنفاق، حتى في الوقت الذي يقاتل فيه الأوكرانيون من أجل ما يرون أنه "حرب وجودية".

وأشارت، في الوقت نفسه، إلى أن القادة الأوكرانيين يُدركون أنه يتعيّن عليهم بذل المزيد لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد المحلي، حتى في الوقت الذي يقاتلون فيه القوات الروسية.

وقالت إن أوكرانيا ركّزت في بداية الحرب على حشد سريع للمساعدة العسكرية من حلفائها، "لكننا نفهم أنه في يوم من الأيام يجب أن نعتمد جيدًا على أنفسنا مرة أخرى".

المصادر:
العربي - أسوشيتد برس

شارك القصة

تابع القراءة
Close