السبت 18 مايو / مايو 2024

الانتخابات البريطانية.. اختبار "صعب" لجونسون ولأيرلندا الشمالية

الانتخابات البريطانية.. اختبار "صعب" لجونسون ولأيرلندا الشمالية

Changed

تقرير عن فضيحة "بارتي غيت" التي واجهت جونسون ( الصورة: غيتي)
يدلي البريطانيون بأصواتهم اليوم في انتخابات قد تشهد نتائج "كارثية" بحق جونسون على خلفية فضيحة "بارتي غيت"، فيما من المتوقع أن تشهد أيرلندا الشمالية "زلزالًا سياسيًا".

ستكشف الانتخابات المحلية في بريطانيا، حجم الضرر الذي ألحقته فضيحة الحفلات خلال إجراءات العزل (بارتي غيت) بحزب المحافظين بزعامة بوريس جونسون، حيث يدلي اليوم الخميس الناخبون بأصواتهم.

وتبدو الانتخابات حاسمة بالنسبة إلى أيرلندا الشمالية حيث يأمل جمهوريو حزب "الشين فين" تحقيق نصر تاريخي فيها.

إرث "بارتي غيت"

وتجري المنافسة على آلاف المقاعد في المملكة المتحدة، ضمن المجالس المحلية في إنكلترا وإسكتلندا وويلز مما سيسمح للناخبين بإبداء آرائهم للمرة الأولى بعد أشهر من الكشف عن الحفلات، التي أقيمت في مقر رئاسة الحكومة أثناء فترات إجراءات العزل للحدّ من انتشار كورونا.

وفي حال تسجيل نتائج سيئة، يمكن إقناع بعض نواب الأغلبية الذين ما زالوا في حالة ترقب، بسحب دعمهم لبوريس جونسون المصمم على البقاء في السلطة على الرغم من الغرامة التي فرضت عليه، في سابقة لرئيس حكومة في المنصب.

وفي ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية صورة لجونسون وأكثر من 12 آخرين يحتسون الخمر في حديقة منزله في داوننغ ستريت. وزعمت الصحيفة أن الصورة التُقطت في مايو/ أيار 2020 أثناء إغلاق بسبب كوفيد-19. الأمر الذي دفع رئيس الوزراء بالاعتذار عنها في يناير/ كانون الثاني الماضي. 

وبدا جونسون اليوم مرتاحًا ومبتسمًا عندما أدلى بصوته في مركز للاقتراع في وسط لندن صباحًا يرافقه كلبه، وفي تسجيل فيديو نُشر على حسابه على تويتر، شجع رئيس الوزراء الناخبين على التصويت لصالح "المحافظين" من أجل "حماية ميزانية عائلتك" لأن انخفاض القوة الشرائية يتصدر اهتمامات الناخبين.

"زلزال أيرلندا الشمالية"

وبعيدًا عن انقسامات البرلمان، يلوح في الأفق زلزال سياسي في أيرلندا الشمالية حيث يحتل الصدارة في استطلاعات الرأي حزب "الشين فين" في المجلس المحلي للمرة الأولى منذ مئة عام في تاريخ المقاطعة البريطانية التي يبلغ عدد سكانها 1,9 مليون نسمة في أجواء توتر منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ويمكن أن يؤدي التصويت في أيرلندا الشمالية إلى إعادة تعريف المملكة المتحدة. إذ يشير آخر استطلاع للرأي إلى تقدم بفارق ثماني نقاط لـ"الشين فين" المؤيد لإعادة توحيد أيرلندا الشمالية مع جمهورية أيرلندا، أمام الوحدويين في الحزب الديمقراطي الوحدوي الذي يحظى بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان المنتهية ولايته، وبتعادل مع الحزب الوسطي "تحالف".

ما يعني فوز "الشين فين"؟

سيدفع فوز "الشين فين"، وهو الواجهة السياسية للجيش الجمهوري الأيرلندي سابقًا، نائبة رئيسه ميشيل أونيل إلى منصب رئيس الحكومة المحلية التي يفترض أن تضم القوميين والوحدويين بموجب اتفاق السلام الموقع في 1998، لكنه قد يؤدي إلى شلل أيضًا.

فخلال المناظرة الأخيرة عبر هيئة الإذاعة البريطانية الثلاثاء، حذر زعيم الحزب الديمقراطي الوحدوي جيفري دونالدسون من أن حزبه سيرفض تشكيل هيئة تنفيذية جديدة ما لم تعلق حكومة المملكة المتحدة الوضع الخاص للمقاطعة منذ بريكست الذي يرى الموالون للعرش أنه يلحق ضررًا بالعلاقات مع سائر المملكة المتحدة.

واتهمته ميشيل أونيل بأنه يحرم ناخبين أيرلندا الشمالية من خيار تقرير مصيرهم. وأكدت أن حزبها الذي خاض حملة شدد خلالها على أزمة القوة الشرائية، ليس لديه "هاجس" التصويت على إعادة التوحيد.

"مخاوف جونسون"

في بقية أنحاء المملكة المتحدة، ستكشف هذه الانتخابات المحلية التي لا تلقى إقبالًا كبيرًا على التصويت عادة، عن مواقف الناخبين تجاه المحافظين في السلطة بعد انتقاد طريقة إدارتهم للوباء، واعتبار إجراءاتهم غير كافية لمساعدة الأسر التي يخنقها التضخم.

وانهارت شعبية بوريس جونسون (57 عامًا) الذي تولى رئاسة الحكومة قبل نحو ثلاثة أعوام بعد فضيحة "بارتي غيت" التي فرض عليه على أثرها غرامة وأطلقت دعوات إلى استقالته. وقد نجا حتى الآن من العاصفة بتسليطه الضوء على دوره الكبير في الدعم الغربي لأوكرانيا، لكن إذا جاءت نتائج التصويت كارثية الخميس فقد يتغير ذلك.

وما زاد الطين بلة أنه واجه صعوبات على شاشة التلفزيون في نهاية الحملة حول موضوع القوة الشرائية.

حزب العمال

من جانبه، يأمل حزب العمال، وهو حزب المعارضة الرئيس، في الاستفادة من نقاط ضعفه وإن كان زعيمه كير ستارمر (59 عامًا) متهمًا بخرق القواعد الصحية، بعد أن شارك "البيرة والكاري" مع فريقه خلال رحلة في أبريل/ نيسان 2021. وصوت ستارمر في بلدة كنتيش بشمال في الصباح برفقة زوجته.

ويأمل حزب العمال في الفوز بمقاعد في لندن بما في ذلك في معاقل يشغلها المحافظون تقليديًا مثل وستمنستر واندسوورث وكنسنغتون وتشيلسي. كما يريد الحزب استعادة معاقله السابقة التي أصبحت محافظة في الانتخابات الأخيرة في 2019 في شمال إنكلترا ووسطه.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش على أن يستمر التصويت حتى الساعة 21:00 ت.غ، مع إعلان النتائج الأولى في إنكلترا خلال ليل اليوم الخميس، وغدًا الجمعة ثم في الأيام التالية.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close