الإثنين 6 مايو / مايو 2024

الجمعية العامة للأمم المتحدة.. أمير قطر يجدد التضامن الكامل مع فلسطين

الجمعية العامة للأمم المتحدة.. أمير قطر يجدد التضامن الكامل مع فلسطين

Changed

كلمة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في افتتاح أعمال الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة (الصورة: غيتي)
نبه أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أن "الاحتلال الاستيطاني أصبح يتخذ سياسة فرض الأمر الواقع".

ألقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الثلاثاء، خطابًا شاملًا في الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، تطرق من خلاله إلى أبرز الملفات على الساحة الدولية والعربية.

واستهل أمير قطر كلمته في نيويورك، بتثمين الجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش من أجل تعزيز دور الأمم المتحدة وتحقيق أهدافها، منبّهًا في الوقت عينه من أن السياسة الدولية ما زالت تدار بمنطق الدول المتفاوتة القدرات والمصالح والأولويات، وليس بمنطق العالم الواحد والإنسانية الواحدة.

فقال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: "الأزمات العالمية ما زالت تدار من منظور مصالح ضيقة قصيرة المدى وليس على أساس ميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول وهنا تبرز أهمية الحكمة والعقلانية في سلوك القادة والتمسك بمبادئ العدالة والإنصاف في العلاقات بين الدول".

أمير قطر: الاحتلال الاستيطاني يفرض سياسة الأمر الواقع

وتطرق أمير قطر إلى القضية الفلسطينية التي "ما زالت دون حل"، منبّهًا من أن "الاحتلال الاستيطاني أصبح يتخذ سياسة فرض الأمر الواقع، مما قد يغير قواعد الصراع وشكل التضامن العالمي مستقبلًا".

كما جدد الشيخ تميم بن حمد التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني في تطلعه للعدالة، وضرورة تحمل مجلس الأمن مسؤوليته بإلزام إسرائيل بإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

أمير قطر: المجتمع الدولي عجز عن محاسبة مجرمي الحرب بسوريا

كذلك، أكد أمير دولة قطر في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على أن "المجتمع الدولي عجز عن محاسبة مجرمي الحرب في سوريا على ما ارتكبت أيديهم.. وأصبح البعض يسعى لطي صفحة مأساة الشعب السوري دون مقابل ويتجاهل تضحياته الكبيرة دون حل يحقق تطلعاته ووحدة سوريا".

وأضاف: "لا يجوز أن تقبل الأمم المتحدة أن يتلخص المسار السياسي في القضية السورية فيما يسمى اللجنة الدستورية تحت رعايتها"، مقدّرًا في هذا السياق دور الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين، داعيًا إلى الالتفات إلى جذور القضايا "قبل أن تطرق آثارها أبواب بلادنا".

وفي الملف الليبي، طالب الشيخ تميم باتخاذ إجراء دولي وفوري لاستكمال العملية السياسية في ليبيا والاتفاق على القاعدة الدستورية للانتخابات وتوحيد مؤسسات الدولة، وتابع أن "الجميع بات يدرك أنه لا يمكن استعادة الدولة الليبية دون توحيد القوى العسكرية وإعادة تأهيل الفصائل المسلحة في جيش وطني واحد..".

وفيما يتعلق بحرب اليمن، قال أمير قطر: "نرى بصيص أمل في توافق الأطراف على هدنة مؤقتة، ونتطلع إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار تمهيدًا للتفاوض على أساس مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن".

وأعرب الشيخ تميم بن حمد أيضًا عن أمله أن يتحقق التوافق الوطني في كل من العراق ولبنان والسودان، "لتحقيق تطلعات المواطنين التي تضمن وحدة الشعب والوطن وهذا الأمر ليس ممكنا فحسب، بل هو واقعي للغاية لو توفرت الإرادة".

الملفات الدولية

ودوليًا، دعا الأمير إلى وقف إطلاق النار ومباشرة السعي إلى حل سلمي للنزاع الأوكراني الروسي، مشدّدًا على أن دوام الحرب سيزيد عدد الضحايا، كما سيضاعف آثارها الوخيمة على أوروبا وروسيا والاقتصاد العالمي عمومًا.

ودلّ في هذا الصدد إلى أزمة الطاقة "غير المسبوقة"، مشيرًا إلى الأزمة الناتجة عن الحرب في أوكرانيا "ربما كانت جديدة"، إلا أن الأوضاع التي تتحول فيها الأزمات السياسية إلى أزمة طاقة فليست بجديدة، جازمًا أنه "كانت تتفاقم بصمت حتى قبل الحرب في أوكرانيا".

أما عن الملف النووي، نقل أمير قطر موقف بلاده الداعم إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق عادل حول البرنامج النووي الإيراني، والذي يأخذ في الاعتبار مخاوف الأطراف كافة، ويضمن خلو المنطقة من السلاح النووي، وحق إيران في الاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية.

وعن أفغانستان قال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: "ندعو جميع الأطراف في أفغانستان إلى الحفاظ على مكتسبات اتفاق الدوحة للسلام والبناء عليه، ومنها ألا تكون أفغانستان ملاذا للأفراد والجماعات الإرهابية والمتطرفة، حتى يحظى الشعب الأفغاني بالاستقرار والازدهار الذي طال انتظاره".

وتابع: "أكدنا مرارًا على ضرورة حماية المدنيين في أفغانستان واحترام حقوق الإنسان والمرأة، وحق الفتيات في التعليم وتحقيق المصالحة الوطنية بين فئات الشعب الأفغاني، وحذرنا من خطورة عزل أفغانستان وما يمكن أن يترتب على محاصرتها من نتائج عكسية".

الدوحة تفتح أبوابها للعالم للاستمتاع بمونديال 2022

قطريًا، لفت الأمير تميم إلى أنه بفضل استثمار قطر في الغاز الطبيعي المسال منذ عقود خلت، تمكنت من الشروع في توسعة حقل غاز الشمال الذي سيلعب دورًا محوريًا في التخفيف من أزمة نقص إمدادات الطاقة في أجزاء مهمة من العالم.

ورحب باسم قطر بجميع دول العالم التي ستشارك في نوفمبر/ تشرين الثاني من هذا العام ببطولة كأس العالم 2022 قائلًا: نيابة عن شعبي وبالأصالة عن نفسي، أدعوكم جميعًا للحضور إلى قطر والاستمتاع بهذه البطولة الفريدة".

وأردف: "لقد تطلب التحدي الذي أقدمنا عليه منذ 12 عامًا تصميمًا وعزمًا حقيقيين والكثير من التخطيط والعمل الجاد". "ها نحن اليوم نقف على أعتاب استضافة منتخبات العالم وجماهيرها، ونفتح أبوابنا في الدوحة لهم جميعًا دون تمييز ليستمتعوا بكرة القدم.. وليشهدوا التطور الاقتصادي والحضاري في بلادي".

ملك الأردن: "السلام لا يزال بعيد المنال"

بدوره، اعتبر ملك الأردن عبد الله الثاني، في كلمته أمام الجمعية العام للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء، أن "السلام لا يزال بعيد المنال" في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن الحرب والجهود الدبلوماسية "لم تقدم إلى الآن حلًا لإنهاء هذه المأساة التاريخية".

وأكد الملك على ضرورة تحقيق حل الدولتين وفق قرارات الأمم المتحدة، التي تفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، "تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل بسلام وأمن وازدهار".

ونبه الملك عبد الله من الانتهاكات الإسرائيلية التي تطال مدينة القدس، "المقدسة للمليارات من أتباع الديانات السماوية حول العالم"، واصفًا إياها بأنها "مصدر قلق ملح"، مشدّدًا على التزامه "بالدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية "انطلاقًا من الوصاية الهاشمية الأردنية عليها".

أردوغان: لضمان مخرج "مشرف" من النزاع الأوكراني الروسي

من جهته، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المجتمع الدولي في خطابه بمقر الأمم المتحدة إلى دعم جهود أنقرة في سبيل إرساء سلام دائم بين روسيا وأوكرانيا.

وقال أردوغان: "أدعو المنظمات الدولية وكافة البلدان إلى تقديم الدعم الصادق لجهود تركيا في إرساء سلام دائم.. علينا جميعًا إيجاد حل سياسي معقول وعادل وقابل للتطبيق ويضمن خروجًا مشرفًا من الأزمة للطرفين الروسي والأوكراني".

ولفت الرئيس التركي إلى أن اتفاق إسطنبول لشحن الحبوب عبر البحر الأسود يتمتع بأهمية بالغة لضمان استمرار إمدادات الحبوب وهو "واحد من أكبر نجاحات الأمم المتحدة في الأعوام الأخيرة".

وأوضح أردوغان أنه يمكن إحراز نجاح مشابه فيما يتعلق بقضية محطة زاباروجيا النووية أيضًا، المتعلقة بسلامة البشرية.

من جهة ثانية طلب الرئيس التركي بدعم مشروع التجمعات السكنية الذي ستنفذه بلاده في سوريا، قائلًا: "ننتظر من الجميع بذل الجهد اللازم وإبداء التضامن بشأن المشروع".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close