الخميس 3 أكتوبر / October 2024

الحرب الأوكرانية تدخل عامها الثاني.. خمس انتكاسات "كارثية" لبوتين

الحرب الأوكرانية تدخل عامها الثاني.. خمس انتكاسات "كارثية" لبوتين

شارك القصة

نافذة تسلّط الضوء على التغيرات بعد عام من الحرب الروسية على أوكرانيا (الصورة: اسوشييتد برس)
على الرغم من تعزيز مواقعها شرقي أوكرانيا وجنوبها، وتحقيقها بعض المكاسب، إلا أنّ موسكو تعرّضت لخمس انتكاسات رئيسية خلال العام الأول من الحرب.

منذ اليوم الأول للحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتوقّع تحقيق النصر في غضون أيام لدرجة أنه يُقال إن القوات الروسية أحضرت معها زي الاحتفال الرسمي لارتدائه فور تحقّق النصر.

لكن الحرب دخلت عامها الثاني، ولم تحقّق القوات الروسية النصر السريع المتوقّع، بفضل الصمود الأوكراني والمؤازرة الغربية والإخفاقات الروسية في ساحة القتال.

وبالرغم من تعزيز مواقعها شرقي أوكرانيا وجنوبها، وتحقيقها بعض المكاسب، إلا أن مجلة "نيوزويك" عرضت خمس انتكاسات رئيسية اعتبرت أنها وضعت موسكو في مأزق، خلال العام الأول للحرب على أوكرانيا.

الفشل في السيطرة على كييف

تقدمت القوات الروسية بسرعة عندما شنت هجومها العسكري في 24 فبراير 2022 ، بما في ذلك في الجنوب حول خيرسون والشمال الشرقي بالقرب من خاركيف، المدينة الثانية في أوكرانيا.

وزادت المخاوف من إمكانية الاستيلاء على العاصمة في وقت قريب، واعتقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أو قتله، مما قد يؤدي إلى استسلام أوكرانيا السريع.

وفي هذا الإطار، قال ديل باكنر، الرئيس التنفيذي لشركة الأمن الدولية "Global Guardian"، للمجلة: "لو سقطت كييف بأيدي الروس آنذاك، أو جرى اعتقال أو اغتيال زيلينسكي، لكان الوضع مختلفا جدًا".

ومن أجل السيطرة على كييف، شكّلت القوات الروسية رتلًا بطول 40 ميلًا على امتداد الطرق السريعة شمالي العاصمة. إلا أن الرتل توقف، ولم تسقط كييف أبدًا؛ بعد أن عطلت القوات الأوكرانية خطوط الإمداد الروسية، ومنعت الطائرات التي تقلّ القوات من الهبوط، ودمّرت عربات مدرعة روسية.

وكانت هذه مقدمة لمقاومة شرسة ضد هجوم بوتين المستمر حتى يومنا هذا.

غرق "موسكفا"

في 14 أبريل/ نيسان الماضي، وجّه غرق "موسكفا" السفينة البحرية الرئيسية لأسطول البحر الأسود الروسي، التي يبلغ سعرها 750 مليون دولار، ضربة شديدة لسمعة البحرية الروسية.

بينما قالت أوكرانيا إنها ضربت السفينة بصواريخ "نبتون"، نفت موسكو ذلك قائلة إن الذخيرة التي كانت على متنها انفجرت في حريق غير مبرر، وغرقت السفينة أثناء سحبها إلى الميناء.

انفجار جسر كيرتش

كان انفجار جسر كيرتش، الذي يرمز إلى احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014، مذهلًا لفداحته الواضحة.

وجاء الانفجار بعد سيل من الضربات على مواقع روسية في شبه الجزيرة، بما في ذلك قاعدة ساكي العسكرية في التاسع من أغسطس/ آب الماضي.

في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول، بعد يوم من عيد ميلاد بوتين السبعين، وبعد أيام من ضمّه أربع مناطق أوكرانية، اشتعلت النيران في جزء من جسر كيرتش بصورة درامية.

التخريب الواضح للجسر الوحيد الذي يربط شبه الجزيرة المحتلة بروسيا، وهو طريق إمداد مهم لقواتها، دفع الكثيرون للسخرية من محاولات بوتين لإخضاع أوكرانيا لإرادته.

وكان التفجير على جسر كيرتش، وغرق موسكفا ضربة كبيرة للقوات الروسية، حتى إن لم تقدم ميزة إستراتيجية فورية.

وقال باكنر: "تأثيراتها رمزية، من حيث إظهار أن الأوكرانيين لديهم القدرة، حتى لو لم يغيروا قواعد اللعبة من الناحية التكتيكية بعد".

خسائر فادحة في القوات الروسية

تُشير تقديرات كييف للخسائر الروسية إلى أن بوتين خسر مزيدًا من القوات هذا الشهر، أكثر من أي وقت مضى منذ بدء الحرب.

وتزعم كييف أنها قتلت أكثر من ألف جندي روسي في يوم واحد.

ويأتي ذلك وسط تقارير من كلا الجانبين عن "مفرمة لحم" في شرق دونيتسك، لا سيما حول بلدة باخموت.

وتبلغ الحصيلة التي قدّمتها أوكرانيا للخسائر الروسية حتى يوم الأربعاء الماضي، 144440 جنديًا روسيًا، وهو رقم لم يتمّ التحقّق منه، وأعلى من التقديرات الغربية وأكثر بكثير من الرقم الرسمي الذي قدّمته موسكو والبالغ 5937.

كما فقد بوتين العديد من القادة رفيعي المستوى، حيث قدّرت المخابرات اليابانية مقتل 20 جنرالًا روسيًا في الحرب، وهو ضعف ما تم الإبلاغ عنه سابقًا.

وقال الأدميرال روبرت موريت، نائب البحرية الأميركية المتقاعد، للمجلة إنه على المستوى الإستراتيجي، فإن "أكبر انتكاسة لبوتين هي الخسائر البشرية الضخمة التي تكبدتها قواته".

وأوضح أن القوات الروسية تأثّرت "بالضعف الذي ظهر في هيكل قيادتها، ونقص التدريب والفعالية لقواتها البرية على وجه الخصوص، ولكن أيضًا إلى حد ما، لقواتها الجوية والبحرية".

كما أدى الأداء الروسي المتعثّر في الحرب إلى ارتياح في كيفية عمل القوات الأوكرانية. وحول هذا قال موريت: "القيادة داخل الجيش الأوكراني، وكذلك على المستوى المدني مع وزير دفاعهم ورئيسهم، أكثر فاعلية بكثير"، معتبرًا أن التغيير المستمرّ للقيادة الروسية للحرب مؤشر على "نقص القيادة العملياتية والتكتيكية لديهم على الأرض، وفي المجالات الأخرى المتعلقة بأوكرانيا".

الانسحاب من خيرسون

عندما واجهت هجومًا مضادًا أوكرانيًا اكتسب زخمًا كبيرًا، انسحبت القوات الروسية من خيرسون، العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها منذ بداية الحرب، إلى الضفة الغربية لنهر دنيبرو.

وأظهر الانسحاب من خيرسون الصعوبات التي واجهتها القوات الروسية في الحفاظ على الأراضي التي اكتسبتها في وقت سابق من الحرب.

وقال باكنر: "لو كانت القوات الروسية قادرة على إعادة إمداد عناصرها بالطعام والماء والذخيرة والوقود، والأهم من ذلك استعادة الجرحى والقتلى في صفوفها، واستبدالهم بقوات جديدة بطريقة فعالة، لكان بإمكانهم السيطرة على خيرسون".

وأضاف: "ولأنهم لم يتمكّنوا من ذلك، فقد فقدوا كل مكاسبهم الرئيسية التي حصلوا عليها في الأشهر الثلاثة الأولى للحرب".

وفي هذا الإطار، قال كونستانتين سونين، الاقتصادي السياسي الروسي المولد في كلية هاريس للسياسة العامة بجامعة شيكاغو للمجلة، إن بوتين شن الحرب على أساس "سوء تقدير كبير"، وإن النكسات على مدى الأشهر الـ12 الماضية تظهر أنه "لا يتكيّف مع الواقع على الأرض".

وأضاف سونين أن بوتين تصرّف بعدما "قلّل من قدرة الجيش الأوكراني، والنظام السياسي الأوكراني، والأمة الأوكرانية، والاستجابة الغربية".

وأكد أن "هذه الحسابات الخاطئة أصبحت واضحة منذ أبريل. كان من الواضح أن هذا لن يحدث كما هو مخطط له، وما زال بوتين مستمرًا في حربه على الرغم من الأدلة الواضحة على وجوب إنهائها".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close