الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

الدور التركي في تأمين مطار كابُل.. كونفدرالية أم إعادة بناء أفغانستان؟

الدور التركي في تأمين مطار كابُل.. كونفدرالية أم إعادة بناء أفغانستان؟

Changed

أصبحت قضية تأمين مطار كابُل محل خلاف دولي، بعد إعلان تركيا استعدادها لتولّي هذه المهمة بالتعاون مع دول أخرى
أصبحت قضية تأمين مطار كابُل محل خلاف دولي بعد إعلان تركيا استعدادها لتولّي هذه المهمة بالتعاون مع دول أخرى (غيتي)
أشار زعيم حزب "المؤتمر الوطني الأفغاني" إلى وجود ملاحظات بشأن تأمين مطار كابُل "تُهدّد بتحويل أفغانستان إلى الكونفدرالية أو تقسيمها بين شمال وجنوب".

أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن بلاده بحاجة إلى دعم من الحكومة الأفغانية ودول أخرى لمواصلة تأمين مطار كابُل، بعد انسحاب القوات الأجنبية في سبتمبر/ أيلول المقبل.

وقال أوغلو، في مؤتمر صحافي على هامش أعمال منتدى أنطاليا الدبلوماسي: إن مهمة القوات التركية تنتهي مع انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، مؤكدًا أن أنقرة ستُواصل تقديم الدعم للحكومة الأفغانية.

ومن جانب آخر، بحث وزراء خارجية كل من تركيا وأفغانستان وإيران ملف المصالحة الأفغانية، على هامش المنتدى.

وتسعى أنقرة وطهران إلى لعب دور سياسي وميداني فاعل بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.

تعزيز الدور التركي في أفغانستان

وتتمحور كل السيناريوهات حول مشهد ما بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان. ويرجّح مراقبون أن يتعزّز الدور التركي في أفغانستان خلال الفترة المقبلة.

وقال الكاتب والباحث السياسي التركي أحمد أويصال، إن "تركيا ستلعب دورًا كبيرًا في تجنّب حدوث الفوضى والحرب الأهلية في أفغانستان، بعد انسحاب القوات الأميركية التي تترك البلاد في حالة يرثى لها".

وأشار أويصال، في حديث إلى "العربي"، إلى أن تركيا ستتعاون في ذلك مع الدول الإقليمية الأخرى.

وتبذل تركيا جهودًا أخرى مع رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله لتثبيت السلام بين الحكومة وحركة "طالبان"؛ وهي جهود لم تسفر حتى اللحظة عن جمع الفرقاء السياسيين في إسطنبول لتوقيع مذكرة تفاهم تنهي سنوات الصراع الطويلة بين الجانبين.

مطار كابُل محل خلاف دولي

وأصبحت قضية تأمين مطار كابُل محل خلاف دولي، بعد إعلان تركيا استعدادها لتولّي هذه المهمة بالتعاون مع دول أخرى.

وبينما أعلنت "طالبان" رفضها لأي حضور أجنبي، تدرس الحكومة الأفغانية الخيارات المتاحة أمامها من أجل الخروج برد فعل رسمي، لا سيما وأن الدول الغربية تسعى لضمان إبقاء المطار مفتوحًا من أجل استمرار عمل سفاراتها في كابُل.

وقال المتحدث باسم مكتب مستشار الأمن القومي الأفغاني رحمة الله أندر، في حديث إلى "العربي"، إن مطار كابُل الدولي وسائر المطارات الأفغانية "ستبقى مفتوحة وفق المعايير الدولية، وسنتخذ الخيارات الأكثر فائدة بالنسبة لنا".

غير أن "طالبان" تُعارض أي وجود عسكري أو أمني أجنبي بعيد الانسحاب الأميركي التي تعدّه "احتلالًا"، وتؤكد أن تأمين كل شبر من الأراضي الأفغانية يقع على مسؤولية الأفغان.

وقال القيادي السابق في حركة "طالبان" سيد أكبر آغا، في حديث إلى "العربي"، إنه بعد التوصّل إلى اتفاق سلام في أفغانستان، "قد تقبل طالبان بوجود قوات من بلد إسلامي على أراضيها، أما بقاء قوات تركية قبل التوصّل إلى اتفاق لن يصبّ في مصلحة الأفغان".

مخاوف من الكونفدرالية

من جهته، أشار زعيم حزب "المؤتمر الوطني الأفغاني"، لطيف بدرام، في حديث لـ"العربي"، إلى وجود ملاحظات بشأن ملف تأمين مطار كابُل "تُهدّد بتحويل أفغانستان إلى الكونفدرالية أو تقسيمها بين شمال وجنوب، وإبقاء كابُل على اعتبارها مركزًا غير خاضع لسيطرة إحدى الجهات".

وهذه الهواجس، يعزّزها ارتفاع وتيرة العنف والاشتباكات بين القوات الأفغانية و"طالبان"، لا سيما مع سيطرة الحركة على طرق رئيسية وتضييق الخناق على العاصمة، الأمر الذي يحدّ من حركة الدبلوماسيين الأجانب.

وكانت الإدارة الأميركية أعلنت أن الرئيس الأفغاني أشرف غني، وكبير مفاوضي الحكومة الأفغانية في المحادثات مع "طالبان" عبد الله عبد الله، يزوران البيت الأبيض الأسبوع المقبل، في تأكيد على الشراكة الدائمة بين الولايات المتحدة وأفغانستان، في وقت يتواصل فيه الانسحاب العسكري.

كور أوغلو: تركيا لن تكون دولة محتلة لأفغانستان

في هذا السياق، يصف برهان كور أوغلو، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ابن خلدون في إسطنبول، العلاقات التركية- الأفغانية بأنها "علاقات تاريخية مهمة جدًا؛ لذلك فإن الوجود التركي في أفغانستان كان بنّاء، وتسعى تركيا للاستمرار في هذا الدور في ظل تقبّل الشعب الأفغاني لهذا الدور".

ويشرح كور أوغلو، في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، أن تركيا "لن تكون دولة محتلة، وليست لديها أطماع في أفغانستان"، مشيرّا إلى أن الوجود التركي سيكون "إيجابيًا وبغطاء من الأمم المتحدة، وبتنسيق مع القوى داخل أفغانستان التي تُطالب بالوجود التركي".

لكنّه في الوقت نفسه، يشير إلى أن أفغانستان تمرّ "بمرحلة حسّاسة الآن، والرهان يبقى على كيفية استمرار العلاقات التركية- الأفغانية، وإمكانية تضرّرها أو تقويتها أكثر، مع إصرار أنقرة على تحسين هذه العلاقات والإسهام في إعادة بناء أفغانستان بمساعدة قوى أخرى، رغم صعوبة الأمر".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close