الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

تسارع وتيرة الانسحاب الأميركي من أفغانستان.. وغني يزور البيت الأبيض

تسارع وتيرة الانسحاب الأميركي من أفغانستان.. وغني يزور البيت الأبيض

Changed

تسارع وتيرة الانسحاب من أفغانستان
من المتوقّع أن تتطرّق المحادثات بين بايدن وغني إلى مصير نحو 18 ألف أفغاني عملوا لدى القوات الأميركية (غيتي)
سيرافق غني في الزيارة المقررة في 25 يونيو إلى الولايات المتحدة كبير مفاوضي الحكومة الأفغانية في المحادثات مع طالبان عبدالله عبدالله.

يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الأفغاني أشرف غني في البيت الأبيض الأسبوع المقبل، في توقيت تتسارع فيه وتيرة انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان بموازاة تزايد المخاوف إزاء مستقبل البلاد.

وسيرافق غني في الزيارة المقررة في 25 يونيو/ حزيران كبير مفاوضي الحكومة الأفغانية في المحادثات مع طالبان عبدالله عبدالله، وفق ما أعلنت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية جين ساكي اليوم الأحد.

"ستؤكد الشراكة الدائمة"

وأشارت ساكي في بيان، إلى أن "زيارة الرئيس غني والدكتور عبدالله ستؤكد الشراكة الدائمة بين الولايات المتحدة وأفغانستان في وقت يتواصل فيه الانسحاب العسكري".

وأوضح البيان أن "بايدن سيسعى في أول اجتماع مباشر له مع الزعيمين إلى طمأنتهما إزاء الدعم الأميركي للشعب الأفغاني، بما في ذلك المساعدات الدبلوماسية والاقتصادية والإنسانية، كما سيكرّر بايدن تعهده بضمان ألا تصبح البلاد ملاذًا آمنًا للجماعات الإرهابية".

وقرر بايدن في أبريل/ نيسان، بخلاف رأي العسكريين، سحب كل القوات الأميركية من أفغانستان بحلول الذكرى العشرين لاعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

ودفعت تلك الاعتداءات واشنطن إلى مهاجمة أفغانستان وإطاحة نظام طالبان الذي كان يؤوي مسلحي تنظيم القاعدة، منفذ الهجمات في الولايات المتحدة.

ومنذ إعلان بايدن، تسارعت وتيرة عمليات الانسحاب بحيث تجاوزت نسبة تنفيذها 50%.

لكن الانسحاب الأميركي يفاقم مخاوف أفغان كثر يخشون عودة طالبان إلى السلطة وفرضهم النظام المتشدد نفسه، الذي كانوا قد أقاموه في البلاد بين عامي 1996 و2001.

ففي موازاة الانسحاب الأميركي، يحقق مسلحو طالبان تقدّمًا ميدانيًا في مواجهة القوات الأفغانية التي تنكفئ منذ مايو/ أيار بوتيرة تثير القلق، وهو ما دفع الرئيس الأفغاني إلى استبدال وزيرَي الداخلية والدفاع في نهاية الأسبوع.

"نظام إسلامي أصيل"

باتت حركة طالبان حاليًا موجودة تقريبًا في كل ولايات البلاد وتطوّق مدنًا كبيرة عدة، وهي استراتيجية سبق أن اتّبعتها في تسعينيات القرن الماضي للسيطرة على الغالبية الساحقة من أراضي البلاد وفرض نظامها الذي أُطيح بعد الغزو الأميركي في العام 2001.

وخلال عام أوقعت سلسلة اغتيالات نُسبت إلى طالبان عشرات القتلى في صفوف الشباب المتعلّمين من صحافيين وقضاة وجامعيين ونشطاء حقوقيين، ما دفع الفئات القادرة على المغادرة إلى الخروج من البلاد خوفًا من الاستهداف.

والأحد سعى أحد مسؤولي وفد طالبان في المحادثات مع الحكومة في الدوحة إلى الطمأنة بشأن "النظام الإسلامي الأصيل"، الذي تعتزم الحركة إقامته في البلاد.

وأكد نائب زعيم الحركة الملا عبد الغني برادر أن طالبان "ستصون حقوق كل مواطني هذا البلد، من رجال ونساء على ضوء تعاليم الإسلام وتقاليد المجتمع الأفغاني".

عملية إجلاء كبيرة

لكن المحادثات بشأن تقاسم السلطة والتي بدأت في الدوحة في سبتمبر الماضي بين طالبان والحكومة الأفغانية تراوح مكانها.

وشدد البيت الأبيض الأحد على أن "الولايات المتحدة مستمرة بدعمها الكامل لعملية السلام الجارية وتشجّع كل الفرقاء الأفغان على المشاركة الفاعلة في المفاوضات الرامية إلى وضع حد للنزاع"، مؤكدًا أن الرئاسة الأميركية "مصممة على دعم الشعب الأفغاني".

ومن المتوقّع أن تتطرّق المحادثات بين بايدن وغني إلى مصير نحو 18 ألف أفغاني عملوا لدى القوات الأميركية، يأمل بعضهم ممن عملوا مترجمين بالحصول على تأشيرة هجرة إلى الولايات المتحدة خشية التعرض لأعمال انتقامية من طالبان في حال عادت الحركة إلى الحكم في كابُل.

ولا تحبّذ إدارة بايدن نقلهم راهنًا وتفضل إعطاءهم تأشيرات خاصة، رغم أن البنتاغون أعلن منذ أسابيع أنه بدأ تحضيرات لعملية إجلاء كبيرة. 

وتقول إدارة بايدن إنها ستزيد أعداد الموظفين لتسريع عملية منح تأشيرات سفر للأفغان. لكن المدافعين عن اللاجئين وبعض أعضاء الكونغرس يقولون إن هذا الجهد لا يرقى إلى مستوى توقعاتهم.

وأشار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في مقابلة أجرتها معه قناة "إيه. بي. سي نيوز" اليوم الأحد إلى أن هذه المسألة تحتل "أولوية قصوى" بالنسبة لبايدن وأن الإدارة تعمل على إخراج أشخاص من هناك "بوتيرة قياسية" على الرغم من أنه لم يذكر رقمًا محددًا.

إلى ذلك يُرتقب أن تتطرق المحادثات في البيت الأبيض أيضًا إلى ملف ضمان أمن مطار كابُل. 

وهذا الأسبوع، شدّد سوليفان على أن تركيا قدّمت "تعهّدًا واضحًا" بتأدية "دور رائد" على هذا الصعيد.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close