أعلن الجيش الأوكراني أن البلاد علقت العمليات في واحدة من سبع نقاط تفتيش في منطقة دونباس الشرقية التي يسيطر عليها انفصاليون مدعومون من روسيا بسبب قصف مكثف.
وقال الجيش الأوكراني على حسابه على فيسبوك: إن "الانفصاليين أطلقوا النار ثلاث مرات على نقطة تفتيش شاستيا أمس السبت باستخدام قذائف المورتر والقواذف الثقيلة المضادة للدبابات وزادت انتهاكات وقف إطلاق النار من جانب الانفصاليين إلى 136 من 66 يوم الجمعة".
وقتل جنديان أوكرانيان وأصيب أربعة أمس السبت.
وقال الجيش إنه نظرًا "لتصعيد الموقف... وعدم القدرة على ضمان سلامة السكان المدنيين" الذين يستخدمون نقطة التفتيش، أوقفت القيادة استخدامها اعتبارًا من الساعة الثامنة من صباح اليوم الأحد "خلال فترة التهديد".
في المقابل، اتهم مسؤولون من الانفصاليين أوكرانيا على موقع "تلغرام" بقصف مناطق يسيطر عليها الانفصاليون وقالوا إنهم اضطروا للرد.
وخلال الأسبوع الماضي، تزايدت بشدة عمليات القصف عبر الخط الفاصل بين قوات الحكومة والانفصاليين في ما وصفته الحكومة الأوكرانية بالاستفزاز.
وكان مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا قد أعلنوا أمس السبت أنّهم سجلوا خلال 24 ساعة أكثر من 1500 خرق لوقف إطلاق النار، وهو العدد الأعلى هذا العام.
وأوضح المراقبون أنّهم سجّلوا بين مساء الخميس ومساء الجمعة، 591 خرقًا في دونيتسك و975 في لوغانسك المجاورة، وهما منطقتان خاضعتان جزئيًا لسيطرة انفصاليين مدعومين من موسكو.
"غزو روسي وشيك جدًا"
وعلى الصعيد السياسي، قال جيمس كليفرلي وزير الدولة البريطاني للشؤون الأوروبية اليوم الأحد: إن غزو روسيا لأوكرانيا يبدو "أكثر احتمالًا" الآن وكل الدلائل تشير إلى أنه "بات وشيكًا جدًا".
وأضاف كليفرلي: "للأسف، في هذه اللحظة، يبدو أن شن هجوم أو غزو أصبح أكثر احتمالًا... لكننا سنواصل العمل على محاولة تجنبه".
وتابع: "كل ما نراه يشير إلى أن الغزو بات مرجحًا جدًا ووشيكًا جدًا".
روسيا تستعد "لأكبر حرب في أوروبا منذ العام 1945"
من جهته، أكّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأحد أن روسيا تستعد "لما يمكن أن يكون أكبر حرب في أوروبا منذ العام 1945".
وقال جونسون في مقابلة بثتها هيئة "بي بي سي": "كل الدلائل تشير إلى أن المخطط بدأ بطريقة ما".
وتابع أنه بحسب "المعلومات الاستخبارية التي لدينا" فإن الغزو الروسي لن يتم فقط من الشرق بل أيضًا من الشمال، من بيلاروس بهدف "تطويق كييف"، العاصمة الأوكرانية، "كما أوضح (الرئيس الأميركي) جو بايدن لعدد منا" وفق جونسون.
وقال: "على الناس أن يدركوا كلفة ذلك على صعيد الأرواح البشرية، ليس فقط من الجانب الاوكراني بل أيضًا من الجانب الروسي".
وخلال مؤتمر ميونيخ للأمن، دعا رئيس الوزراء البريطاني السبت الغربيين إلى التوحد وشدد على "الصدمة" التي قد يخّلفها غزو روسي لأوكرانيا على العالم، مشيرًا إلى أن العقوبات التي ستفرضها بريطانيا على روسيا في حال هاجمت أوكرانيا ستجعل "مستحيلًا" على موسكو الوصول إلى الأسواق المالية في مدينة لندن.
"تصعيد إستراتيجي"
وفي هذا الإطار، أوضح أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية حسن المومني، أن الأزمة في أوكرانيا هي نزاع نفوذ يحكمه التهديد المباشر.
واعتبر في حديث إلى "العربي" من العاصمة الأردنية عمان، أن التصعيد الحاصل هو إستراتيجي في السياق الديبلوماسي والعسكري من خلال التحشيد والمناورات العسكرية.
ورأى المومني أنه لن يكون هناك حرب شاملة وطويلة بين روسيا وأوكرانيا، لأنه لا يصب في مصلحة الطرفين خاصة موسكو، مرجحًا أن تفرض روسيا وضعًا جديدًا في شرق أوروبا يسمح لها بتحسين موقفها التفاوضي.
وتنفي روسيا أي خطط لضم جزء آخر من أوكرانيا، ويقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الغرب يثير حالة من الهستيريا في محاولة لجر روسيا للحرب بعد تجاهل مخاوف الكرملين بشأن توسع حلف شمال الأطلسي بعد الحرب الباردة.
وتحشد روسيا أكثر من 150 ألف جندي على الحدود الأوكرانية وتخشى الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي من أن بوتين يخطط للغزو في محاولة لاستعادة بعض الأراضي والنفوذ الذي فقدته موسكو عندما انهار الاتحاد السوفيتي في عام 1991.