أقر زعيم منطقة لوغانسك الانفصالية في شرق أوكرانيا أمرًا بالتعبئة العامة السبت، حاذيًا حذو زعيم الانفصاليين في دونيتسك، مع تزايد المخاوف من هجوم روسي على الجمهورية السوفياتية السابقة.
وجاء في المرسوم الذي وقعه رئيس المنطقة الانفصالية ليونيد باسيتشنيك: "أعلن التعبئة العامة على أراضي جمهورية لوغانسك الشعبية".
ويأتي قرار التعبئة العامة، في وقت أعلن فيه الجيش الأوكراني رصد 12 انتهاكاً لوقف إطلاق النار من انفصاليين موالين لروسيا في شرق أوكرانيا صباح اليوم السبت مقارنة مع 66 في اليوم السابق.
وذكر الجيش على صفحته بموقع "فيسبوك" أن الانفصاليين فتحوا النار على أكثر من 20 تجمعًا سكنيًا مستخدمين المدفعية الثقيلة المحظورة بموجب اتفاقات مينسك.
اتهامات متبادلة
والجمعة، تبادل مسؤولون في أوكرانيا والانفصاليون الموالون لروسيا الاتهامات بعمليات قصف جديدة شرقي البلاد، الذي يشهد منذ الخميس تصعيدًا أمنيًا على وقع مخاوف من هجوم روسي محتمل.
وكانت السلطات الأوكرانية قد أشارت إلى حصول عشرين انتهاكًا لوقف إطلاق النار من قبل الانفصاليين خلال الليل، في حين تحدث الانفصاليون عن 27 عملية قصف من جانب الجيش الأوكراني.
وتحدث مسؤولون في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن زيادة كبيرة في عمليات إطلاق النار، بتسجيل 189 انتهاكًا لوقف إطلاق النار في منطقة دونيتسك الخميس، بزيادة 24 عن اليوم السابق. وفي منطقة لوغانسك المعقل الآخر للانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق تم الإبلاغ عن 402 انتهاك مقابل 129 الأربعاء.
روسيا في "وضعية الهجوم"
ميدانيًا، أعلن مسؤول في "البنتاغون" الجمعة أن أكثر من 40% من القوات الروسية المحتشدة على حدود أوكرانيا اتخذت وضعية هجومية، مشيرًا إلى أنّ مرحلة زعزعة الاستقرار التي تقودها روسيا في هذا البلد "بدأت".
وقال المسؤول لـ"فرانس برس" طالبًا عدم كشف هويته: إنّ "الولايات المتحدة التي تقدّر عدد القوات الروسية المنتشرة حاليًا شمال أوكرانيا وشرقها وجنوبها بأكثر من 150 ألف جندي؛ رصدت منذ الأربعاء تحركات لقوات روسية باتجاه الحدود".
وأضاف أمام صحافيين أنّ "ما بين 40 إلى 50%" من تلك القوات اتّخذت "وضعية هجومية، وانتشرت في نقاط تجمّع تكتيكية في الساعات الثماني والأربعين المنصرمة".
ونقاط التجمّع التكتيكية هي مناطق قريبة من خط الجبهة تتجمّع فيها وحدة عسكرية قبل شنّ هجوم.
وقال المسؤول: إنه كانت لدى موسكو الجمعة 125 كتيبة عسكرية قرب الحدود الأوكرانية مقارنة بـ60 كتيبة في الأوقات العادية و80 كتيبة في أوائل فبراير/ شباط الحالي.
وأشار إلى أنّ ارتفاع وتيرة الاشتباكات بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الأوكرانية، والتصريحات التحريضية التي يطلقها الكرملين وزعماء انفصاليون موالون لروسيا بشأن الوضع في منطقتي دونباس ولوغانسك الناطقتين بالروسية؛ تتوافق مع "حملة زعزعة استقرار أوكرانيا الجارية حاليًا".
ومنذ أسابيع تحذّر واشنطن من أنّ روسيا ستختلق حادثًا ما على الحدود الأوكرانية لتبرير غزو جارتها، وهو ما تنفيه موسكو.
وتوترت العلاقات بين كييف وموسكو على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".
ومؤخرًا، وجهت الدول الغربية اتهامات إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو في حال شنت هجومًا على كييف.