الخميس 28 مارس / مارس 2024

المشهد السياسي في تونس.. هل دخل معارضو سعيّد منعرجًا جديدًا؟

المشهد السياسي في تونس.. هل دخل معارضو سعيّد منعرجًا جديدًا؟

Changed

تحاول بعض أطراف المعارضة إعادة الأمور إلى نصابها كما كانت قبل قرارات سعيّد التي اتخذها في يوليو الماضي، رغم عدم امتلاكها أي أوراق رابحة سوى ورقة الشارع.

على وقع مشهد ضبابي، تمر تونس في شهر عصيب، مع مرور ذكرى اندلاع الثورة في البلاد، وإعلان مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" الاعتصام في الشارع.

إلا أن هذه الخطوة من قبل المبادرة، لم تستمر طويلًا، حيث أعلن القيّمون عليها السبت، تعليق الاعتصام إلى موعد لاحق بعد تعرّض المتظاهرين للعنف.

وينقسم الشارع التونسي اليوم، بين حراك مناوئ لإجراءات الرئيس قيس سعيد، ومتظاهرين مؤيدين له، وسط تساؤلات حول المشروع "التصحيحي" لرئيس الجمهورية.

عودة الأمور إلى نصابها

لا حل يلوح في الأفق لأزمات تونس المتشابكة، فالرئيس سعيد ماض في مشروعه السياسي، والمعارضة تواجه تحديات بشأن قدرتها على تعديل موازين القوى.

وتحاول بعض أطراف المعارضة إعادة الأمور إلى نصابها كما كانت قبل قرارات سعيّد التي اتخذها في يوليو/ تموز الماضي، رغم عدم امتلاكها أي أوراق رابحة سوى ورقة الشارع.

وسبق للرئيس سعيّد أن أعلن خارطة طريق في الأيام الماضية، محاولًا التمهيد لتغيير الدستور والنظام في البلاد، وإجراء انتخابات تشريعية بعد عام من الآن.

ويتخذ سعيّد اليوم من الشارع أيضًا ورقة في يده لمواجهة معارضيه، بعد أن نزل هؤلاء إلى الشارع تأييدًا لإجراءاته.

اللجوء إلى العنف

في هذا السياق، يرى القيادي في مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" الحبيب بو عجيلة أن "المبررات التي دفعتنا لتأجيل الاعتصام هو مسؤوليتنا تجاه المواطنين والمواطنات، ولا نريد أن نُدخل الشارع في مرحلة رعب ومواجهة مع سلطة أمنية يبدو أنها تكيل بمكاييل متعددة مع المشهد السياسي".

ويعتبر بو عجيلة، في حديث إلى "العربي" من تونس، أن السلطة الأمنية تتعامل بانحياز مع بعض الأطراف وتسمح لها بالاعتصام بشكل طبيعي، بينما تضع العوائق أمام معارضي الرئيس قيس سعيّد.

ويوضح أن "اعتصامات يوم الجمعة كانت قاسية لجهة منع السلطات الأمنية المتظاهرين من نصب الخيم وتأمين الطعام".

ويضيف: "هذه الإجراءات استمرت يوم السبت، حيث لجأت القوى الأمنية إلى اعتماد العنف ضد المعتصمين".

محاولات باءت بالفشل

في المقابل، يرى أستاذ الفلسفة السياسية صلاح الداودي أن "المعارضين للرئيس قيس سعيّد حاولوا في الأسابيع الماضية استدراج مواقف دولية مضادة للرئيس".

ويقول الداودي، في حديث إلى "العربي" من تونس: "هذه المحاولات باءت بالفشل، بعد أن بدأت الدول الأجنبية تتحدث عن حق الشعب التونسي في أخذ القرارات التي يريدها، داعمة إجراءات سعيّد".

وفي موضوع فك الاعتصام من قبل مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب"، يعتبر الداودي أن "هذه المبادرة قد تكون لجأت إلى تكتيك معيّن".

ويضيف: "لا أحد يستطيع أن يدعي أنه يعرف تفاصيل ما حصل في الشارع في اليومين الأخيرين".

منعرج جديد

من جهته، يعتبر الكاتب السياسي صلاح الدين الجورشي أن "ما حصل في الشارع هو بداية منعرج جديد، وإذا تطور قد يؤدي إلى إشكالات حقيقية في موضوع الحريات الفردية".

ويشير الجورشي، في حديث إلى "العربي" من تونس، إلى أن "العنصر الأمني تدخل في بعض اللحظات عندما علم أن التجمع سيتحول إلى اعتصام".

ويقول: "عندما وجدت السلطات أن التظاهرات المناوئة للرئيس بدأت تأخذ منحى جديدًا، قررت أن تبحث عن طرق لفك الاعتصامات".

ويضيف: "فوجئنا بالتدخل الأمني الذي أظهر وجود إرادة لمنع الاعتصام، والنضال داخل الحراك المناهض لسعيد دخل منعرجًا جديدًا لأن التظاهر لم يعد كافيًا".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close