السبت 4 مايو / مايو 2024

المنطقة نالت نصيبها منها.. انقلابات بالجملة عام 2021

فيما يكافح الملايين حول العالم لتبديد الغموض الذي يلفّ مستقبل بلادهم، يخرج السودانيون بمواكب مليونية للمطالبة بتحقيق مدنية الدولة (غيتي)
فيما يكافح الملايين حول العالم لتبديد الغموض الذي يلفّ مستقبل بلادهم، يخرج السودانيون بمواكب مليونية للمطالبة بتحقيق مدنية الدولة (غيتي)
المنطقة نالت نصيبها منها.. انقلابات بالجملة عام 2021
المنطقة نالت نصيبها منها.. انقلابات بالجملة عام 2021
الجمعة 24 ديسمبر 2021

شارك

بخلاف الأمنيات، لم يحمل عام 2021 لعدد من الشعوب الاستقرار، إذ شهدت بلادها انقلابات أطاحت بالسلطة القائمة، وأعقبتها تطوّرات متلاحقة سياسية وأمنية تركت ذيولها على الواقع المعيشي.

وفيما تمضي الأيام الأخيرة من العام الجاري، يكافح الملايين لمناهضة الواقع المستجد، وتبديد الغموض الذي يلفّ مستقبل بلادهم. 

في ما يلي أبرز تلك الانقلابات في المنطقة والعالم: 

ميانمار

باكورة الانقلابات لهذا العام انطلقت مطلع فبراير/ شباط الماضي، عندما أطاح جنرالات بزعيمة ميانمار أونغ سان سو تشي واعتقلوها.

وفيما تتواصل منذ ذلك الحين الاحتجاجات المناهضة للجيش، رغم مقتل ما يربو على 1300 شخص، تمضي سو تشي عقوبة بالسجن لسنتين بعد إدانتها بتهمتي التحريض على الجيش وخرق القواعد الصحية المرتبطة بكوفيد.

وكان الجيش، الذي هيمن على الحياة في ميانمار على مدى عقود، قد دافع عن الانقلاب، مشيرًا إلى عمليات تزوير تخلّلت انتخابات العام الماضي، التي فاز فيها حزب سو تشي بالغالبية.

مالي

ونالت مالي شيئًا من نصيبها من الانقلابات في مايو/ أيار، عندما أطاح الكولونيل أسيمي غويتا بمسؤولي الحكومة الانتقالية الذين تولّوا مناصبهم بعد انقلاب أغسطس/ آب 2020، وبالرئيس المنتخب إبراهيم بوبكر كيتا. ونُصب هو رئيسًا للمرحلة الانتقالية.

وفرضت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" عقوبات في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على زعماء المرحلة الانتقالية، بعد أن أبلغوا المجموعة أنهم لن يتمكنوا من إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في فبراير كما تم الاتفاق عليه سابقًا.

وأوضحت المجموعة أنها ستبحث فرض عقوبات إضافية في ديسمبر الجاري إذا لم يُحرز تقدّم.

تونس

من ناحيتها، تعاني تونس منذ 25 يوليو/ تموز الماضي أزمة سياسية حادة، على وقع اتخاذ الرئيس قيس سعيّد قرارات "استثنائية" منها: تجميد اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وإقالة رئيس الحكومة، على أن يتولى هو السلطة التنفيذية بمعاونة حكومة عَيَّنَ رئيستها.

وترفض غالبية القوى السياسية في تونس قرارات سعيد، وتعتبرها "انقلابًا على الدستور"، فيما يضعها آخرون في خانة "تصحيحية" لمسار الثورة، علمًا أنّ سعيّد كشف أخيرًا عمّا وُصِفت بـ"خارطة طريق"، وقد تضمّنت تمديدًا لهذه الإجراءات حتى نهاية العام المقبل.

غينيا

بعد سماع دوي إطلاق نار بالقرب من القصر الرئاسي في العاصمة الغينية كوناكري في الخامس من سبتمبر/ أيلول، أكدت القوات الخاصة الغينية القبض على الرئيس ألفا كوندي و"حل" مؤسسات الدولة.

وبثّ الانقلابيون حينها مقطعًا مصورًا للرئيس كوندي مقبوضًا عليه، فيما رفض وهو جالس على كنبة ويرتدي بنطال جينز وقميصًا، الإجابة حين سئل إن كان قد تعرّض لسوء معاملة.

وفرضت إيكواس عقوبات فردية على العسكريين الذين استولوا على السلطة. وأمهل قادة دولها غينيا ستة أشهر لتنظيم انتخابات، وشدّدوا على "الضرورة الملحّة" للإفراج عن الرئيس المخلوع، وقيد الإقامة الجبرية منذ الانقلاب.

السودان

يخرج السودانيون بمواكب مليونية دعت إليها بعض القوى السياسية وتنسيقيات المقاومة للمطالبة بتحقيق "مدنية الدولة"، استمرارًا للتصعيد الذي أعقب انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول.

فآنذاك أعلن قائد الجيش عبدالفتاح البرهان حالة الطوارئ وحلّ مجلسَي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعفاء الولاة، عقب اعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين؛ ما أثار رفضًا من قوى سياسية واحتجاجات شعبية تعتبر ما حدث "انقلابًا عسكريًا".

وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم وقّع البرهان اتفاقًا مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لإنهاء الأزمة، غير أن قوى سياسية سودانية عدّة رفضته.

وكانت مواقع سودانية وصفحات في منصات التواصل الاجتماعي، قد تداولت بكثافة في سبتمبر الماضي خبرًا عن كشف الجيش محاولة انقلابية "خطط لها ضباط نظاميون".

وعقب ذلك نفى الجيش السوداني وجود أي محاولة انقلابية في البلاد، مجددًا التزامه حماية الوطن والفترة الانتقالية.

محاولات انقلاب

وكانت عدة دول قد شهدت خلال عام 2021 ما وُضع في إطار محاولات الانقلاب، التي تم إحباطها.

البداية كانت في هايتي، حيث أحبطت السلطات في السابع من فبراير "محاولة انقلاب" استهدفت الرئيس جوفينيل مويز المشكوك في شرعيته، وفق ما أعلن وزير العدل روكفيلر فانسان.

غير أن مويز ما لبث أن قُتل في شهر يوليو على يد كومندوس مسلح. وتمكنت السلطات في مدينة إسطنبول التركية في شهر أكتوبر الماضي من إلقاء القبض على مشتبه في عملية الاغتيال، وفق ما ذكرت وكالة "دي أتش إيه" للأنباء.

إلى ذلك، شهد شهر فبراير تحذير رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان من "محاولة انقلاب عسكري" ضده. 

جاء ذلك بعدما طالبت القوات المسلحة في بيان باستقالته هو والحكومة، مشدّدة على أن الحكومة لم تعد قادرة على "اتخاذ قرارات مناسبة في الظروف العصيبة والمصيرية الحالية".

ولاحقًا، استقال باشينيان من منصبه في شهر أبريل، واستمر في ممارسة مهامه بالوكالة حتى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة.

بالعودة إلى القارة الإفريقية، فقد تم في شهر مارس/ آذار توقيف عسكريين في النيجر إثر "محاولة انقلاب".

ونقلت وكالة "فرانس برس" في حينه عن مصدر أمني، أن "اعتقالات وقعت في صفوف عدد قليل من عناصر الجيش كانوا وراء محاولة الانقلاب".

وبحسب صحيفة أكتونيغر الإلكترونية، فإن إطلاق نار بالأسلحة الثقيلة سُمع حوالي الساعة الثالثة فجر 31 مارس، قرب الرئاسة والأحياء الأخرى في وسط المدينة، لكن الهدوء عاد حوالي الساعة الرابعة صباحًا.

أما في جورجيا، فقد اعتبر جهاز أمن الدولة أن احتجاجات عزمت المعارضة القيام بها في نوفمبر الماضي جزءًا من انقلاب خطّط له ووجهه الرئيس السابق المسجون ميخائيل ساكاشفيلي، حسبما ما نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء.

"تهديد استقرار"

في الأردن، أوقفت السلطات في الثالث من أبريل/ نيسان، 18 شخصًا، بسبب ما وصفه مسؤولون يومها بأنه "تهديد لاستقرار البلاد".

وتضمنت قائمة الموقوفين كلًا من رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد، فيما أفادت حينها تقارير إعلامية عدة عن فرض الإقامة الجبرية على الأخ غير الشقيق للملك الأردني عبد الله الثاني، قبل أن تنفي وكالة الأنباء الأردنية الأمر، مؤكدة عدم توقيفه.

وفي يوليو، قضت محكمة أمن الدولة في الأردن بسجن باسم عوض الله وحسن بن زيد 15 عامًا بتهم السعي لإحداث الفوضى والفتنة داخل الدولة.

وكانت صحيفة "الغارديان" قد كشفت في نهاية مايو، تسجيلات لمكالمات هاتفية قدّمت معلومات إضافية عمّا أسمته "محاولة انقلاب" من جانب الأمير حمزة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك

Close