السبت 4 مايو / مايو 2024

النزاع البحري بين إسرائيل ولبنان.. هل يشعل حقل كاريش الحرب؟

النزاع البحري بين إسرائيل ولبنان.. هل يشعل حقل كاريش الحرب؟

Changed

ناقش أمين قمورية، الكاتب السياسي، خيارات لبنان إزاء بدء اسرائيل التنقيب عن الغاز في حقل كاريش المتنازع عليه بين الطرفين (الصورة: رويترز)
تتصاعد حدة الخطابات والتهديدات. وطبول حرب تقرع لحماية ما هو حق، فيما الآليات القانونية لحفظ هذه الحقوق ما زالت حبيسة الأدراج تنتظر قرارًا سياسيًا.

دعا لبنان الوسيط الأميركي آموس هوكستين للمجيء إلى بيروت لبحث استئناف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، غداة إرسال الدولة العبرية سفينة للتنقيب عن الغاز في منطقة متنازع عليها بين الطرفين.

وتبدو الأجواء عند نقطة الناقورة جنوبي لبنان هادئة "ظاهريًا"، على عكس الأجواء السياسية والأمنية التي تسود البلاد منذ وصول سفينة استخراج النفط "إنرجين" التي تعمل لصالح تل أبيب إلى حقل كاريش المتنازع عليه بين لبنان وإسرائيل.

طبول الحرب تقرع؟

ويؤكد لبنان الرسمي أنه أمام تحدي حفظ حقوقه النفطية، وأنه حان الوقت لاتخاذ إجراءات عملية لمنع سرقة ثروة البلاد.

وتتوالى التحذيرات من بدء العمل في الحقل النفطي، وتتصاعد حدة الخطابات والتهديدات. طبول حرب تقرع لحماية ما هو حق، فيما الآليات القانونية لحفظ هذه الحقوق ما زالت حبيسة الأدراج تنتظر قرارًا سياسيًا.

وأكد الرئيس السابق للوفد اللبناني لترسيم الحدود العميد بسام ياسين، في حديث إلى "العربي"، من بيروت، أنه عندما يصبح حقل كاريش مهددًا، سيبحث الإسرائيليون على طريقة لإنقاذه عبر المفاوضات، وعندها سيفرض لبنان شروطه.

استنفار سياسي وآخر أمني من الجانبين اللبناني والاسرائيلي، يفتحان الباب على سيناريوهات مختلفة، يُخشى أن تفشل جميعها في حفظ ثروة طبيعية يراها لبنان أمله للخروج من المستنقع الاقتصادي الذي يتخبّط فيه.

وبات باب المفاوضات مغلقًا على أي احتمال اتفاق، وأصبح لبنان أمام خيار من اثنين: إما القبول بطرح الوسيط الأميركي، أو تعديل المرسوم 6433 وإرساله إلى الأمم المتحدة تفاديًا لأي تصعيد عسكري بات التهديد به واضحًا.

وقال نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم إن الحزب مستعد لاتخاذ إجراءات "بما في ذلك استخدام القوة" ضد عمليات التنقيب الإسرائيلية عن الغاز في المناطق البحرية المتنازع عليها مع لبنان.

وربط قاسم ردّ فعل الحزب باعلان الحكومة اللبنانية انتهاك إسرائيل لحدود لبنان البحرية.

في المقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إن الخلاف مع لبنان بشأن احتياطيات الغاز الطبيعي البحرية مسألة مدنية ستُحل دبلوماسيًا بوساطة أميركية.

"إخراج الملف من المزايدات السياسية"

وفي هذا الإطار، يرى الكاتب السياسي أمين قمورية أنّ الدولة العبرية اتخذت احتياطاتها العسكرية منذ فترة طويلة بدليل المناورات العسكرية التي قامت بها مؤخرًا والتي تحاكي حربًا مع لبنان.

ويضيف قمورية في حديث إلى "العربي"، من بيروت، أنّ إسراع إسرائيل في التنقيب عن الغاز جاء تلبية لطلب أميركي كي يكون هناك بدائل عن الغاز الروسي الذي قُطع عن أوروبا.

ويشير إلى أن إسرائيل تُدرك أنه بمجرد إطلاق مسيرة واحدة فوق حقل كاريش من شأنه أن يوقف كل عمليات التنقيب عن الغاز في كل المنطقة.

ورأى أنه في هذا الإطار، لا يزال الباب مفتوحًا أمام المفاوضات، لكن السؤال هو بأي ثمن، بخاصّة وأن الوسيط الأميركي يتبنّى المصلحة الإسرائيلية.

وأوضح قمورية أنه في حال لم يقبل لبنان بالتخلّي عن خط 29، فإن الوسيط الأميركي سيتخلّى عن مهمته في مفاوضات ترسيم الحدود، مشيرًا إلى أن لبنان بات أمام حلقة مفرغة، وشديدة التعقيد والصعوبة.

وأشار إلى أن لبنان يمتلك الكثير من أوراق القوة في المفاوضات، لكن هناك تساؤلات كبيرة حول الموقف اللبناني، بخاصّة وأن لبنان يعاني من خلافات سياسية، ولذلك، فإن الورقة الأساسية التي يستطيع لبنان التمسّك بها هي الموقف الوطني الموحّد الرسمي والشعبي والمقاوم من المفاوضات، وإخراج هذا الملف من المزايدات السياسية.

وأكد أنه يجب على الدولة اللبنانية أن تحدّد الخط الذي تقف عنده الحدود البحرية اللبنانية، فإذا كان الخط 29، على الدولة اللبنانية القيام بكل الخطوات لتأكيده عبر تعديل المرسوم 6433 ورفعه إلى الأمم المتحدة، وبالتالي نقل الكرة إلى الملعب الإسرائيلي، بحيث يُمكن للبنان مقاضاة الشركات العاملة على التنقيب.

وشدّد قمورية على أنه في حال وصل الأمر إلى مواجهة عسكرية، لكن يكون باستطاعة أي طرف اتهام الآخر بزجّ لبنان في الحرب.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة