الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

النكبة الفلسطينية في ذكراها الـ75.. تطهير عرقي متواصل وصمت دولي مزمن

النكبة الفلسطينية في ذكراها الـ75.. تطهير عرقي متواصل وصمت دولي مزمن

Changed

نافذة من أرشيف "العربي" تسلط الضوء على النكبة الفلسطينية (الصورة: رويترز)
على مدى عقود لم يتوقف العدوان، ولم تقف أطماع الاحتلال عند حد، لتحل الذكرى 75 للنكبة الفلسطينية على وقع ارتفاع عدّاد الشهداء.

تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم، من دون أيّ احترام لحقوق الإنسان، من غزة إلى القدس مرورًا بالضفة، في مشهديّة يستعيدونها في ذكرى النكبة، كما في كلّ يوم.

فعلى مدى عقود لم يتوقف العدوان، ولم تقف أطماع الاحتلال التي لا تنتهي عند حد، لتحل الذكرى الخامسة والسبعون للنكبة على وقع ارتفاع عدّاد الشهداء بينما تتقد جذوة المقاومة الشعبية.

مآسي النكبة الفلسطينية 

شكلت أحداث النكبة في عام 1948 وما تلاها من تهجير مأساة كبرى ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني.

جرائم الاحتلال كانت وما زالت عملية تطهير عرقي، تشمل تدمير وطرد شعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانهم.

وتفيد البيانات بأن نحو 800 ألف فلسطيني من أصل 1.4 مليون كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية، هُجّروا من ألف و300 قرية ومدينة فلسطينية، علمًا أن هذه التقديرات تشكل الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين، بالنظر إلى وجود لاجئين غير مسجلين لدى الأونروا. 

فهذه الأخيرة لا يشمل العدد الموجود لديها من تم تشريدهم بعد عام 1948.

وخلال مرحلة النكبة، اقترفت العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين، أدّت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني. وسيطر الاحتلال على 774 قرية ومدينة؛ دمّر منها 531 بالكامل، فيما تم إخضاع ما تبقى إلى كيان الاحتلال وقوانينه.

أما من هجّروا من أراضيهم وممتلكاتهم، فيعيش نحو 28% منهم في 58 مخيمًا يتبعون لوكالة الأونروا.

وتتوزع هذه المخيمات على الشكل التالي: 10 مخيمات في الأردن، و9 في سوريا، و12 في لبنان، و19 في الضفة والقدس، و8 في غزة.

الذكرى الخامسة والسبعون للنكبة

تحل الذكرى الخامسة والسبعون للنكبة لتشكل محطة أخرى لها ما قبلها وما بعدها، وسط الصمت الدولي المزمن عن معاقبة الاحتلال على جرائمه، وواقع قادة الاحتلال الحاليين الأكثر تطرفًا ونهمًا للاستيلاء على الأرض والبطش بأصحابها.

وكان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أفاد في بيان في مارس/ آذار الماضي بأن عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب بلغ داخل فلسطين وخارجها منذ النكبة في عام 1948 نحو مائة ألف شهيد.

وفي العام الماضي وحده، بلغ عدد الشهداء في فلسطين – وفق المصدر نفسه - 231 شهيدًا منهم 56 شهيدًا من الأطفال و17 سيدة، فيما بلغ عدد الجرحى نحو 10 آلاف.

أما في سجون الاحتلال التي تتعمد سياسة "الإهمال الطبي" بحق الأسرى على ما تؤكد جهات حقوقية، وكان آخر من استشهد جراءها الأسير الفلسطيني خضر عدنان، فقد بلغ عدد الأسرى في نهاية فبراير/ شباط 2022، 4700 أسير بينهم 150 طفلًا و29 امرأة.

اقتحم أكثر من 48 ألف مستوطن المسجد الأقصى المبارك في عام 2022- رويترز
اقتحم أكثر من 48 ألف مستوطن المسجد الأقصى المبارك في عام 2022- رويترز

يأتي ذلك فيما تتواصل محاولات تهويد المسجد الأقصى وفرض تقسيمه زمانيًا ومكانيًا، مقابل التضييق على المصلين والمعتكفين.

وقد قدمت دائرة الأوقاف الإسلامية حصيلة اقتحامات المسجد الأقصى خلال عام 2022، مؤكدة أن أكثر من 48 ألف مستوطن قاموا بتنفيذها.

ولا تقتصر ممارسات الاحتلال على المقدسات الإسلامية، فهو يشدد قيوده على المسيحيين القادمين إلى القدس للاحتفال بالمناسبات الدينية، بما في ذلك الاعتداء على المحتفين، على ما تظهره مقاطع مصورة.

مصادرة الأراضي وتوسيع المستوطنات

وفي الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة لم يوقف الاحتلال عمليات تجريف الأراضي وهدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم مع وضع مخططات لمصادرة الأراضي وتوسيع المستوطنات.

وقد شهد العام 2022، زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية، وصادقت سلطات الاحتلال على نحو 83 مخطط استعماري لبناء أكثر من 22 ألف وحدة استعمارية في جميع أنحاء الضفة الغربية بما فيها القدس.

وبحسب بيانات جهاز الإحصاء الفلسطيني، يستغل الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 85% من المساحة الكلية للأراضي في فلسطين التاريخية.

يُذكر أن عـدد الفلسطينيين في العالم يُقدر في نهاية عام 2022 بحوالي 14.3 مليون؛ يقيم 5.4 مليون منهم فـي دولة فلسطين، وحوالي 1.7 مليون فلسطيني في أراضي 1948.

وبينما يبلغ عدد اليهود في فلسطين التاريخية 7.1 مليون فرد، فقد تساوى عدد الفلسطينيين واليهود في فلسطين التاريخية مع نهاية العام 2022.

المصادر:
العربي - الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني

شارك القصة

تابع القراءة
Close